تميز رد الفعل الأميركي بعد تفجيري بوسط بالهدوء والتعقل، خلافًا لما حصل بعد هجمات 11 ايلول (سبتمبر)، وهذا ما اشادت به وسائل الاعلام الأوروبية، التي رأت أن اللجوء إلى القنابل دليل على خسارة معركة الأفكار.
لندن: لاحظ مراقبون أن رد فعل الاميركيين على تفجيرات ماراثون بوسطن اتسم بالهدوء والاتزان، متحليًا بالهدوء إلى أن تتضح الصورة، لأن ذلك عامل أساسي في إجهاض أهداف الإرهابيين.
وكان بين القتلى الثلاثة في الهجوم الذي استهدف متفرجين ومشاركين في السباق الطفل مارتن ريتشارد (8 سنوات) الذي أُصيبت والدته وشقيقته ايضًا. وأصبحت لافتة كُتبت عليها كلمة quot;السلامquot; كان الطفل مارتن يرفعها رمزًا للفجيعة بعد انتشارها في انحاء العالم.
قتل الأكبر وفر الأصغر
أعلن مصدر أمني اميركي أن الشخصين المشتبه بهما في تفجيرات بوسطن هما الشقيقان جوهر تسارناييف (19 عامًا) وتامرلان تسارناييف (26 عامًا).
ونقلت وكالة رويترز عن المصدر الأمني نفسه قوله إن الشقيق الأكبر قُتل في اطلاق نار مع الشرطة، فيما يجري البحث عن الشقيق الأصغر، في عملية تفتيش من بيت إلى بيت في ضاحية ووترتاون في بوسطن. وقال المصدر إن الشقيقين يقيمان في الولايات المتحدة منذ سنوات.
وأشار مسؤولون أمنيون إلى انهم أخذوا يميلون إلى النظرية القائلة أن متطرفين إسلاميين يقفون وراء التفجيرات، التي وصفها الرئيس باراك اوباما بأنها عمل ارهابي، وتوجه إلى بوسطن الخميس لحضور حفل تأبين الضحايا مع زوجته.
وجرى التأبين في اجواء مشحونة بالقلق، بعد اسوأ عملية تفجير تشهدها الولايات المتحدة منذ اعتداءات 11 ايلول (سبتمبر) 2001. ونقل موقع شبيغل اونلاين عن معلقين ألمان أن موقف الاميركيين يشجع الدول الغربية أيضًا على الهدوء ومقاومة الاتجاه نحو تقييد الحريات المدنية في رد فعل على الارهاب.
يقظة وهدوء
وفي هذا الشأن، كتبت صحيفة دي فيلت الالمانية أن الاميركيين اقاموا شبكة قوية من المؤسسات بعد هجمات 11 ايلول(سبتمبر) لمنع تكرار مثل هذه الهجمات. وفي الحقيقة، نمكنت الولايات المتحدة حتى تفجيرات بوسطن من احباط مؤامرات ارهابية عديدة.
ولكن كان واضحًا أن هذه السلسلة من النجاحات لن تستمر إلى ما لا نهاية. وسيتعين على الاميركيين أن يتعايشوا مع بقائهم تحت التهديد لعقود قادمة. وما قد يساعدهم هو خليط من اليقظة والهدوء. وقد تطلب اتخاذ هذا الموقف الصائب سنوات، لكن بعد هجمات 11 ايلول (سبتمبر)، توصلت الديمقراطيات الغربية إلى رد متوازن على الارهاب. وعمومًا، فإن المجتمع المفتوح أثبت صلابته وقدرته على التعلم في آن واحد. وهذه القوة الداخلية هي سمة مجتمعاتنا، التي تتحدى مرارًا عربدة المتطرفين.
وختمت دي فيلت قائلةً: quot;كل من يحتاج إلى القنابل يكون قد خسر معركة الأفكار حتى قبل أن يبدأهاquot;.
التعليقات