تسعى إيران لإيجاد عالم افتراضي خاص بها بعيدا عن الشبكة العنكبوتية العالمية، وأوشكت على انجاز مشروع يسمى بـquot;الانترنت الحلالquot; تريد من خلاله التحليق بعيدا عن الرقابة.

القاهرة: يبدو أن إيران أوشكت بالفعل على إكمال quot;شبكة المعلومات الوطنيةquot; التي أطلقتها منذ ما يقرب من ثماني سنوات في بداية الولاية الأولى لحكم الرئيس محمود أحمدي نجاد.
وهي الخطوة التي ستقربها أكثر من مرحلة الاعتماد على نفسها في ما يتعلق بتوفير وتلبية كافة الخدمات المرتبطة بالشبكة العنكبوتية، في ما يعرف بمشروع quot;الإنترنت الحلالquot;، الذي يتوقع أن يخدم الجمهورية الإسلامية بعيداً عن شبكة الويب العالمية.
وهو الإنترنت الذي يعمل حالياً في الوزارات والهيئات الحكومية، حيث يعنى بتوفير الحماية للمستخدمين مما يطلق عليه وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الإيراني رضا تقي بور quot; المحتوى غير الموثوق به الذي تتحكم فيه دولة أو دولتانquot;.
ولفتت في هذا السياق مجلة فورين بوليسي الأميركية إلى أن المشروع شهد تطوراً خلال الفترة الماضية، وأن تلك الخدمة قد تصل عما قريب أيضاً للمنازل ومقاهي الإنترنت.
كما تناولت هيئة الإذاعة البريطانية quot;بي بي سيquot; الموضوع، مشيرةً إلى حقيقة تذمر المستخدمين في إيران خلال الأشهر الماضية عبر مواقع التواصل الاجتماعي الإيرانية من بطء سرعات التحميل وتقطع خدمة الإنترنت. وبينما أرجع البعض ذلك إلى قِدَم وإنهاك بنية الإنترنت التحتية في البلاد، ذهب آخرون إلى تفسير آخر متعلق بما تقوم به السلطات الإيرانية حالياً من جهود في سبيل إنشاء شبكة إنترنت وطنية.
كما اهتمت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية بذلك الأمر، وأشارت إلى أن النظام في إيران لديه ما يجعله يسير على نهج دول مثل كوبا وكوريا الشمالية، حيث يتعامل مع ذلك المشروع التقني الجديد باعتباره طريقة تهدف لإنهاء صراع السيطرة على الإنترنت، وذلك وفقاً لرؤى مراقبين للسياسة الإيرانية داخل البلاد وخارجها.
ثم مضت الصحيفة تقول إن إيران، التي تعد بالفعل من أكثر الدول تطوراً في مجال رقابة المحتوى الإلكتروني، تقوم في الوقت عينه أيضاً بتعزيز مشروع شبكة الإنترنت الوطنية باعتباره خطوة موفرة للمستخدمين وداعمة للقواعد الأخلاقية الإسلامية.
كما أكدت الصحيفة أن تلك المبادرة غير المعتادة تشكل جزءًا على ما يبدو من جهود أوسع في النطاق لمواجهة ما يعتبره النظام الإيراني تهديداً كبيراً يتمثل في الغزو الالكتروني للثقافة والتأثير والأفكار الغربية التي تنبع بالدرجة الأولى من الولايات المتحدة.
ثم عاودت فورين بوليسي لتشير إلى أن الاحتجاجات التي تلت انتخابات 2009 الرئاسية، والتي زادت بشكل جزئي على الأقل بفضل الإنترنت، ربما تشكل هاجساً كذلك برأس المرشد الأعلى الإيراني قبيل الانتخابات الرئاسية المقررة الشهر بعد المقبل.