رغم أن البنتاغون يضغط من أجل وضع خيارات عسكرية أمام الرئيس الأميركي في ما يتعلق بالأزمة السورية، إلا أن رئيس هيئة الأركان المشتركة، الجنرال مارتن ديمبسي، متشكك بجدوى التدخل العسكري في سوريا.


التزم رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال، مارتن ديمبسي، الحذر في تصريحات له بخصوص تطور الأوضاع في سوريا، واكتفى في هذا الصدد بتساؤله عن مدى فاعلية التدخل العسكري الأميركي في إنهاء الحرب المشتعلة هناك منذ قرابة العامين.
ومع هذا، أكد ديمبسي أن البنتاغون يضغط من أجل وضع خيارات عسكرية أمام الرئيس باراك أوباما. وأكمل في هذا السياق قائلاً : quot;الجدل المثار حول جدوى الخيار العسكري بشأن ما إن كان سيحقق نوعية النتائج التي أظن أن جميعنا يتطلع إليها، وليس أعضاء الكونغرس وحدهم، والتي تتمثل في إنهاء العنف وتحقيق شكل من أشكال المصالحة السياسية وجلب الاستقرار لسوريا، هو ما يجعلني ألتزم الحذر بهذا الشأنquot;.
وأضاف ديمبسي في حديث له مع مجموعة من الصحافيين خلال مأدبة غذاء استضافتها صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأميركية: quot;الرؤية غير واضحة بالنسبة لي بشأن ما إن كان سيعمل هذا الخيار على تحقيق تلك النتيجة المرجوة أم لاquot;.
وكانت الإدارة الأميركية قد اعترفت الأسبوع الماضي بأن هناك أدلة على استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا، لكن من دون أن تتضح الصورة بخصوص كامل تفاصيل الموضوع.
وفي مؤتمر صحافي أقيم مؤخراً بالبيت الأبيض، جدد أوباما تأكيده على أن استخدام الأسلحة الكيميائية سيعمل على تغيير قواعد اللعب، وإن لم يكرر تحذيره الأخير من أن ذلك سيكون بمثابة quot;الخط الأحمرquot; لاحتمالية تدخل أميركي ودولي في سوريا.
وبسؤاله عن التحضيرات التي يقوم بها البنتاغون في الوقت الحالي، قال الجنرال ديمبسي: quot;لم أسمع شيئاً خلال الأسبوع الماضي، ولم يتغيّر أي شيء بخصوص الإجراءات التي نتخذها كجيش. ونحن نقوم الآن بالتخطيط ووضع الخيارات. ونتطلع لتحديد ما إن كانت تلك الخيارات ستظل صالحة للاستخدام مع تغيّر الظروف المحيطة أم لاquot;.
وتابع ديمبسي: quot;وهو ما لا يعني الآن أن ما سمعتموه خلال الأسبوع الماضي لن يغيّر الحسابات السياسية هنا في واشنطن، وفي باقي العواصم. بيد أن مهمتنا من الناحية العسكرية هو أن نستمر في التخطيط، وأن نستمر في التواصل مع الشركاء في المنطقة، وأن نستمر في تقديم أفضل الخيارات، حتى نكون على أهبة الاستعداد وقت التنفيذquot;.
لكن ديمبسي كان شجاعاً للاعتراف في الوقت عينه بأن تلك الخيارات لم تصل المستوى المرغوب، لاسيما وأن السناتور جون ماكين وغيره آخرين من أعضاء الكونغرس يدعون الى فرض منطقة حظر طيران فوق سوريا، وهو الأمر الذي علّق عليه ديمبسي بلفته إلى أنه من الممكن تنفيذه على أرض الواقع، لكنه ليس بالخيار المثالي.
وهو ما أرجعه ديمبسي إلى امتلاك سوريا لنظام دفاع جوي متطور، يعود الفضل فيه إلى الروس. ورغم تأكيد ديمبسي على قدرة الجيش الأميركي على تدمير ذلك النظام المتطور، إلا أنه أشار إلى أن ذلك سيشكل تحدياً كبيراً وسيحتاج الى وقت وموارد أكبر.
كما لفت ديمبسي إلى أن فرض منطقة حظر طيران سوف يتطلب وضع خطة معقدة تساعد بشكل سريع في استعادة الجنود والقوات من ساحة القتال في الأوقات التي يتم تحديدها.