في 11 و12 الجاري، ينعقد المؤتمر التأسيسي للقطب الديمقراطي الجديد في القاهرة، برئاسة المعارض ميشيل كيلو، الذي يؤكد أنه ليس تنظيمًا شخصيًا، بل هو مفتوح للجميع، بينما يقول المعارض كمال اللبواني إنه شكل اتحادي، يقبل كل من يؤمن بدولة قانون ومؤسسات مدنية في سوريا الجديدة.


لوانا خوري من بيروت: من سمات التشتت المعارض السوري وصول أطياف المعارضة إلى حائط مسدود في جهودها للتوحّد ضمن جسم سياسي جامع، بسبب التشرذم الناتج من تعدد الأجندات الخارجية، التي تعمل وفقها مكونات أساسية من هذه المعارضة.

إنها حقيقة اعترف بها العديد من المعارضين السوريين في الأيام والأشهر الماضية. هذا التشتت في الأفكار والمواقف دفع بأحمد معاذ الخطيب إلى إعلان استقالته من الائتلاف السوري المعارض، وأدى إلى تراجع سياسي لم يعد قادرًا على اللحاق بالحراك السلمي والثورة المسلحة في الداخل السوري.

من هذا المنطلق، يعكف معارضون سوريون في هذه الأيام في القاهرة على تأسيس القطب الديمقراطي، ويريدونه كيانًا سوريًا يجمع كل أطياف المعارضة تحت لواء بناء سوريا المدنية الديمقراطية. وقال مصدر سوري مشارك في أعمال البناء الجارية على قدم وساق إن القطب السوري الديمقراطي سيعلن عنه في اليومين المقبلين، برئاسة المعارض ميشيل كيلو، وإنه يقبل في عضويته أصحاب التوجهات الديمقراطية، والباحثين عن الدولة المدنية التي تعلي قيمة المواطنة.

وأكد المصدر أن القطب الجديد سيخلو كليًا من الإخوان المسلمين، ليكون ضد النظام والإخوان معًا، وأنه يعمل على ألا يصل الإخوان المسلمون إلى الحكم في سوريا بعد سقوط النظام الحالي، وألا يسرق الإخوان الثورة كما جرى في مصر وتونس.

اجتماع تأسيسي
ينعقد الاجتماع التأسيسي للقطب الديمقراطي في يومي 11 و12 أيار (مايو) الحالي في القاهرة، للخروج بأوراق العمل التنظيمية والفنية لإدارة تطورات القطب الديمقراطي، وستدعى إليه كل القوى والشخصيات الراغبة في الانضمام، ليسفر عن تشكيل لجنة متابعة للتواصل مع الأطراف المشاركة، بحيث يُدعى الجميع إلى مؤتمر عام ديمقراطي، لانتخاب هيئات وممثلين ومكاتب، ووضع خريطة طريق للعمل التنظيمي والسياسي للتنظيم الجديد.

تشارك في هذا الاجتماع التأسيسي رموز من المعارضة السورية في الخارج، من بينها فايز سارة، وسمير عيطة، وزكريا صقال، وعماد غليون، إلى جانب شخصيات من الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، باعتبارهم شخصيات مستقلة أو ممثلين عن كتل سياسية، أبرزهم برهان غليون، وهو عضو في المجلس الوطني السوري، وكمال اللبواني ووليد البني، الناطق باسم الائتلاف، قبل أن يجمّد عضويته فيه مع اللبواني.

تشمل الدعوة القوى والشخصيات الداعية إلى الديمقراطية والتيارات الإسلامية المعتدلة، منها حركة أحرار الإسلامية في الشام، وحركة الصوفيين الأحرار، إضافة إلى شخصيات محسوبة على التيار الديني، أبرزها عماد الدين الرشيد، والشيخ أبو هدى اليعقوبي، ووليد العمري.

ليس تنظيمًا شخصيًا
في هذا الإطار، قال كيلو في حديث صحافي إن التجمع الجديد ليس تنظيمًا شخصيًا، بل هو حالة تضم أطياف المعارضة السورية الراغبة في التوحد، ليعبّر عن كتلة ديمقراطية كبيرة في سوريا، ويضم شخصيات وطنية مستقلة، وتيارات وأحزاب وكتل معارضة، ويهدف إلى لمّ شمل المعارضين الديمقراطيين والوطنيين والإسلاميين في صف واحد.

وعن آلية عمل القطب الديمقراطي في العملية السياسية واستراتيجيته المستقبلية، قال كيلو إنه يدعو إلى حل ديمقراطي للأزمة السورية، quot;وسيشارك في الحل السياسي لوقف نزيف الدم السوري، إذا كان تفاوضيًا، وإن لم يكن تفاوضيًا فسيكون داعمًا للمقاومة الوطنية السورية الحرةquot;.

استبعد كيلو انضمام قطبه الجديد إلى الائتلاف الوطني السوري، quot;إلا في حال توسعة الائتلاف، وفي حال أفضت التوسعة إلى توازن تمثيلي بين القوى والكتل في الداخل والخارج، يمكن حينها الانضمام إلى صف الائتلافquot;.

شكل اتحادي
وفي تصريح لقناة روسيا اليوم، قال كمال اللبواني، مؤسس التجمع الديمقراطي الليبرالي السوري إن اللقاء في 11 و12 أيار (مايو) هو لقاء تشاوري، يضم كل القوى الديمقراطية والشباب المؤمن بالدولة الديمقراطية، وأن لا شكل محددًا مسبقًا لهذا القطب الجديد، إن له شكلا اتحاديا، يضم كل من يؤيّد قيام دولة الحقوق والمساواة في سوريا، quot;فهذا هو الهدف، وهذه هي الرؤية، وسندعو كل الأطراف التي تشاركنا هذه الرؤية، وسنكون منفتحين، ولن نضع أمامها تصورات مسبقة، وسنترك لها حرية أن تختار، لكن هذه الحرية تبقى ضمن الرؤية التي تحافظ على سورياquot;.

أضاف اللبواني أن الداخل السوري سيكون ممثلًا في القطب الجديد، quot;وستأتي شخصيات من هيئة التنسيق، وليس لدينا فيتو على أحدquot;.

لسنا بديلًا
لكن هل يتحمّل الوضع السياسي والميداني في سوريا اليوم إنشاء تكتلات معارضة جديدة؟، يقول اللبواني إن القطب الجديد سياسي أيديولوجي، ولا يؤسس لتمثيل المجتمع السوري، quot;ونحن لا نفرض نفسنا بديلًا من المجلس الوطني أو من الائتلاف كممثل، بل نقول إننا اتحاد سياسي، ونحن فصيل يؤمن بالدولة المدنية الديمقراطية، أي أن تبنى الدولة على أساس العلاقات المدنية بين المواطنينquot;.

يبقي اللبواني مسألة التفاوض مع النظام السوري الخلافية مفتوحة إلى ما بعد توقف القتل ورحيل القاتل. يقول: لا يمكن القفز فوق 150 ألف شهيد حتى الآن، وهناك ثلاثة خطوط حمراء في سوريا، خط المجازر، وخط السلاح الكيماوي، وخط الإرهاب، والنظام انتهك اثنين من هذه الخطوط، الطرف الثاني ممكن أن يكون مارس بعض أشكال الخروقات التي يمكن أن تسميها إرهابًاquot;.