سقطت مروحية عراقية عسكرية في جنوب البلاد اليوم بينما تساعد في إنقاذ عائلات تحاصرها مياه السيول والفيضانات، فيما خصصت الحكومة العراقية 14 مليون دولار لتعويض المتضررين عن تهدم منازلهم وتلف محاصيلهم الزراعية، في وقت تأكد وفاة سبعة اشخاص بسبب غرقهم أو تهدم منازلهم.

لندن: سقطت مروحية تابعة للجيش العراقي قرب ناحية شيخ سعد في محافظة واسط (160 كم جنوب بغداد) إثر ارتطامها ببرج للاتصالات خلال توجهها لمساعدة عوائل محاصرة بمياه السيول، جنوب شرق الكوت عاصمة المحافظة.

ونجا طاقم الطائرة من الموت فيما هرعت قوات عسكرية إلى مكان الحادث للتعرف على حال الطيارين ونقل المروحية التي كانت تقوم بعمليات إغاثة ضمن الجهد الهندسي لوزارة الدفاع العراقية التي ساهمت قواتها خلال الايام القليلة الماضية بعمليات انقاذ واسعة لمناطق من جنوب البلاد، واستطاعت انقاذ ارواح المئات من المحاصرين بمياه السيول وايصال الاغذية والاسعافات إلى الآخرين.

يذكر أن بعض المحافظات العراقية لاسيما ميسان وواسط وذي قار إضافة إلى أطراف بغداد، شهدت خلال الأيام الماضية، هطول أمطار غزيرة وحدوث سيول تسببت بغرق شوارع المدن وتلف مئات الآلاف من الدونمات الزراعية، كما اجتاحت سيول قادمة من إيران أراضي شاسعة في محافظتي ميسان وواسط.

وقد أعلنت مديرية الدفاع المدني العامة وصول الخسائر البشرية في محافظتي واسط وميسان جراء موجة الأمطار والسيول الأخيرة إلى سبعة أشخاص بينهم طفلان.

واليوم، أعلنت وزارة الموارد المائية العراقية سيطرتها على كميات المياه المتدفقة من الأمطار والسيول التي اجتاحت المناطق الوسطى والجنوبية من البلاد قبل أيام، مشيرة إلى توجيه القدر الأكبر منها لرفع مناسيب المياه في المسطحات المغمورة بالمياه والاهوار، فضلاً عن دعم نوعية مياه شط العرب، فيما خصص مجلس الوزراء 15 مليار دينار عراقي (حوالي 14 مليون دولار) لتعويض المتضررين من مياه الأمطار في محافظات واسط والديوانية والمثنى وميسان بجنوب البلاد.

وقال المتحدث الرسمي باسم الوزارة علي هاشم في تصريح صحافي إن الجهود المضاعفة من قبل وزارة الموارد المائية وقوات الجيش والمحافظات وجميع الدوائر التي استنفرت لدرء خطر اندفاع المياه في الايام الماضية أّدت إلى تصريفها بشكل آمن، اذ تم توجيه القدر الاكبر من المياه صوب نهر دجلة والبقية تم توجيهها لرفع مستويات المياه وتوسيع رقعة المسطحات المغمورة بالمياه في الاهوار.

وتابع هاشم أن مناسيب المياه انخفضت بشكل ملحوظ من خلال فتح قنوات تصريفية جديدة الغرض منها سحب كميات اكبر من المياه في فترة قصيرة.

يذكر أن بعض المحافظات العراقية شهدت خلال الأيام الماضية، لاسيما الناصرية وميسان والكوت إضافة إلى أطراف بغداد، هطول أمطار غزيرة وحدوث سيول، مما أدى إلى غرق شوارعها وتلف بعض المحاصيل الزراعية، كما واجتاحت سيول قادمة من إيران أراضي شاسعة في محافظتي ميسان وواسط، فيما غرقت شوارع مدينة العمارة بالأمطار التي هطلت مؤخرًا.

من جانبه أعلن محافظ ميسان علي دواي لازم حجم أنّ 450 الف دونم داخلة ضمن الخطة الزراعية في المحافظة تضررت جراء السيول، فيما تضرر آلاف من الهيكتارات من الاراضي خارج الخطة، ونفق 480 رأسًا من الاغنام و 150 من الابقار وكما تضرر حقل كامل للدواجن يحتوي على 5 الاف دجاجة كلها في قضاء علي الغربي. وأضاف اما القرى المتضررة كلياً من السيول فقد بلغت 12 قرية تم اخلاؤها من ساكنيها من العوائل و 45 قرية تضررت بشكل نسبي أو جزئي.

وعن كميات الامطار التي هطلت على قضاء علي الغربي بيّن محافظ ميسان أن كمية الامطار التي هطلت على القضاء بلغت 125 ملم، اما المياه المتدفقة من سيول الامطار فتعد بالآلاف من الامتار المكعبة ولا توجد احصائية دقيقة عن حجمها لحد الآن.

إلى ذلك اعلنت قائمقامية قضاء الرفاعي أن الخسائر المادية، نتيجة تضرر مئات الدونمات المزروعة بمحصولي الحنطة والشعير، تجاوزت 90%. شمال محافظة ذي قار، كما اعلنت عن تضرر أكثر من 300 منزل جراء سيول الأمطار الأخيرة، مشيرة إلى أن حجم الخسائر المادية نتيجة تضرر مئات الدونمات المزروعة بمحصولي الحنطة والشعير تجاوز الـ90%.

وقال قائمقام القضاء عجمي بشيت إن سيول الأمطار التي ضربت قضاء الرفاعي (75كم شمال الناصرية) تسببت بتضرر أكثر من 300 منزل، سبعة منها هدمت بشكل كامل مبيناً أن حجم الخسائر المادية نتيجة تضرر مئات الدونمات من الأراضي المزروعة بمحصولي الحنطة والشعير تجاوز 90% لاسيما في المناطق التي تقع في جانبي القضاء وبالتحديد في قرى بني ركاب والشويلاتquot;.

وخصص مجلس الوزراء، 15 مليار دينار (حوالي 14 مليون دولار) لتعويض المتضررين من مياه الأمطار في محافظات واسط والديوانية والمثنى وميسان بجنوب البلاد.