بادرت الامارات إلى إطلاق مبادرة الحكومة الذكية، التي تقضي بتأمين كافة التعاملات الحكومية وفق تطبيقات سهلة على الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية، خلال 24 شهرًا، واضعةً الحكومة الإلكترونية خلفها، في خطوة كبيرة نحو الأمام.


بيروت: تخطو الامارات خطوة أخرى إلى الأمام، بانتقالها من الحكومة الإلكترونية إلى ما بعدها، أي إلى مرحلة متقدمة في تقديم الخدمات، عنوانها الحكومة الذكية، بينما دول المنطقة لا تزال تتحضر للدخول في نطاق الحكومة الإلكترونية.
وهذا السبق التقني الفريد ما كان ليتحقق لولا التصميم الذي يبديه حكام الإمارات، على التميز في جوارهم، وعلى رأسهم رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، الذي وجه بالانتقال إلى ما بعد الحكومة الإلكترونية، فأطلق الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب الرئيس الامارتي رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي مبادرة الحكومة الذكية، التي توفر الخدمات الحكومية على الهواتف الذكية والأجهزة المحمولة واللوحية للمواطنين والمقيمين.
وفي لقاء نظمته حكومة الإمارات، بمشاركة أكثر من 1000 مسؤول حكومي، أكد الشيخ محمد الاستمرار في تطوير الخدمات الحكومية الاماراتية، quot;حتى نجاري التطورات من حولنا ونسبقها، وتصل تلك الخدمات لمختلف شرائح المجتمع بسهولة ويسر حيثما كانواquot;، منطلقًا من التمسك الدائم بالإبداع في تقديم الخدمات الحكومية، لأن الحكومة المبدعة هي حكومة متطورة تمضي للأمام، وتكسر الروتين، وتستطيع أن تكون دائمًا في الطليعة، كما قال.

تحفيز الابتكار
تهدف هذه المبادرة إلى تحفيز الجهات الحكومية في الإمارات لتقديم حلول إبداعية مبتكرة في مجال تطبيقات الهواتف والأجهزة المحمولة والرسائل النصية، وبما يضمن الحصول على الخدمات الحكومية على مدار الساعة، بإجراءات سهلة ومبسطة وكفاءة عالية وشفافية تلبي توقعات المتعاملين، وتشعرهم بأهمية التواصل معهم في أي مكان، بما ينسجم مع توجهات الحكومة في تطوير الخدمات الحكومية وتحقيق جودة حياة عالية لمواطني الإمارات والمقيمين على أرضها، وفقًا لرؤية الإمارات 2021.
وقال الشيخ محمد بن راشد: quot;الحكومة الذكية تهدف إلى ترسيخ ريادة الإمارات على صعيد التطور الإلكتروني، ومواكبة أفضل الممارسات الدولية في هذا الإطار، فالإمارات كانت السباقة والرائدة في التحول الإلكتروني الشامل في المنطقة في العام 2000 بإطلاقها الحكومة الإلكترونية، وحققت المركز السابع في خدمات الحكومة الإلكترونية على مستوى العالم، واليوم تعزز ريادتها بإطلاق وتبني الحكومة الذكية الأكثر تطورًاquot;.

تذهب للناس
وفي مناسبة إطلاق مبادرة الحكومة الاماراتية الذكية، قال الشيخ محمد بن راشد: quot;نجحنا في تكريس مفهوم عصري لحكومة إلكترونية مبدعة، واليوم ننطلق نحو حكومة توفر خدماتها عبر الهاتف المحمول، فنحن نمتلك أفضل بنية تحتية في قطاع الاتصالات في العالم، وعدد المشتركين في الهواتف في الإمارات يقارب 14 مليونًا، بمعدل هاتفين محمولين لكل فرد، ونريد اليوم نقل مراكز الخدمات واستقبال المعاملات الحكومية إلى كل هاتف وجهاز محمول في يد كل متعامل، بما يمكنه من تقديم طلبه للحكومة من هاتفه حيثما كان ومن دون انتظار، فالحكومة الناجحة هي التي تذهب للناس ولا تنتظرهم ليأتوا إليهاquot;.
أضاف: quot;دورنا كحكومة أن نسهل حياة الناس ونحقق لهم السعادة، وواجبنا أن نصل لكافة شرائح المجتمع على اختلاف مستوياتهم وثقافتهم الإلكترونية ونقدم لهم أفضل الخدمات الحكوميةquot;، موجهًا مختلف الجهات الحكومية الاتحادية والمحلية لتقديم خدماتها بشكل إبداعي وسهل عبر الأجهزة المحمولة للمتعاملين خلال 24 شهرًا، ومشددًا على أن الحكومة قادرة على المضي بنجاح في تفعيل المبادرة.

تمويل المبادرة
نقلت جريدة البيان الاماراتية عن الدكتور عبد القادر إبراهيم الخياط، رئيس مجلس أمناء صندوق الاتصالات ونظم المعلومات، قوله إن الصندوق خصص 200 مليون درهم لتمويل مبادرة الحكومة الذكية وتطبيقات الخدمات الهاتفية والأجهزة المحمولة للجهات الحكومية.
وأضافت الصحيفة نفسها أن مجموعة اتصالات قررت استثمار 57.6 مليار درهم لتطوير ودعم البنية التحتية لمؤسسة الامارات للاتصالات والشركات التابعة للمجموعة في 15 دولة في العالم، وأن الاستثمارات المحلية ستكون 13.5 مليار درهم، ما سيرفد المبادرة تقنيًا.