فيينا: واصلت الدول الكبرى وفي مقدمها الولايات المتحدة الضغط الاربعاء على ايران، داعية اياها الى الاسراع في التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية حول برنامجها النووي المثير للخلاف خلال اجتماع مجلس حكام الوكالة في فيينا.
واعلنت الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي (الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا) والمانيا quot;نشدد على انه من الاساسي والملحّ ان تتعاون ايران مع الوكالة في ما يتعلق بدوافع قلقهاquot; وquot;نشدد على ضرورة التوصل الى اتفاق على مقاربة منهجية وتطبيقه على الفورquot;.
وتابعت الدول الست في النص الذي تلاه المندوب الالماني لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية كونراد شارينغر في اجتماع مغلق لمجلس الامن quot;اننا قلقون لانه على الرغم من الجهود المبذولة، لم يتم التوصل الى اي اتفاقquot;، وفق ما نقل دبلوماسيون.
واعرب السفير الايراني لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية علي اصغر سلطانية quot;عن خيبة أملهquot; من هذا التصريح بعد quot;الانطلاقة الجديدةquot; التي ظهرت برايه في المفاوضات بين ايران والقوى الكبرى اثناء اخر لقاءات بين الطرفين في كازاخستان.
ويعقد مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي يضم 35 بلدا اجتماعا مغلقا منذ الاثنين في العاصمة النمساوية مقر الوكالة.
وبعد تحقيق مستمر منذ عشر سنوات حول ايران واثني عشر قرارا فرضت عقوبات على البلاد، ما زالت الوكالة تعتبر قي تقريرها الاخير انها غير قادرة على ان تحدد ما اذا كانت جميع المواد النووية في البلاد مخصصة للاستخدام السلمي بسبب عدم التعاون الكافي من جانب طهران، كما تقول.
ولم يتخذ المجلس عقوبات ضد ايران في قرار ثالث عشر - القرار الاخير يعود الى ايلول/سبتمبر 2012- لان الوقت غير مناسب مع اقتراب الانتخابات الرئاسية في ايران في 14 حزيران/يونيو، كما قال دبلوماسيون.
لكنه قد يضطر في الاشهر المقبلة الى اعادة النظر في استراتيجيته. ودعا المدير العام للوكالة يوكيا امانو الاثنين على ما يبدو الى اجراء اعادة النظر هذه، معربا عن استيائه من عدم حصول تقدم في الملف الايراني.
وقال السفير الاميركي لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية جوزف ماكمانوس على هامش الاجتماع quot;باعلانه ان المناقشات مع ايران تدور في حلقة مفرغة، بعث باشارة الى المجلس تدعوه الى الاضطلاع بدور آخرquot;.
وبعد عشرة اجتماعات منذ كانون الثاني/يناير 2012، لم تتوصل الوكالة الدولية وايران الى اتفاق ينص على quot;مقاربة منهجيةquot; تسمح للوكالة بأن تتحقق مما اذا كانت ايران عملت ام لا على صنع سلاح ذري قبل 2003 وربما بعد ذلك، كما تؤكد العناصر الواردة في تقرير الوكالة في تشرين الثاني/نوفمبر 2011.
وتطالب الوكالة ايران منذ اكثر من سنة بدخول موقع بارتشين العسكري قرب طهران، حيث تشتبه في ان ايران قامت بتجارب تفجير تقليدية قابلة للتطبيق في المجال النووي، الا ان ايران نفت ذلك رسميا.
ويتهم يوكيا امانو منذ اشهر ايران، مستندا الى صور للاقمار الاصطناعية، بتنظيف الموقع، وقال ان الوكالة الدولية قد لا تعثر على شيء في الموقع عندما سيسمح لها بالوصول اليه. وعبّرت القوى العظمى مرة جديدة عن quot;قلقها البالغquot; حيال مواصلة ايران quot;بعض النشاطات النووية في انتهاك لقرارات الامم المتحدة والوكالة الدولية للطاقة الذريةquot; وخصوصا تخصيب اليورانيوم.
وقال سلطانية quot;قلتها واكرر قولها: مفاعل آي آر-40 سيستخدم لانتاج نظائر طبية وخصوصا للمستشفيات (...)quot;. وتستخدم النظائر في تشخيص بعض انواع السرطانات. ويشتبه في ان ايران تريد امتلاك السلاح الذري تحت غطاء برنامج نووي مدني. وهذا ما تنفيه طهران بشدة.
التعليقات