أثار الداعية السعودي محمد الشنار موجة من الغضب والسخرية بعدما أفتى بتحريم السفر إلى دبي، بسبب ما فيها من منكرات ظاهرة. وقد رد عليه السعوديون قائلين إن الأمر منوط بنية المسافر إلى دبي، وليس بما فيها.


دبي: تواجه دبي عاصفة جديدة إثر فتوى سعودية بتحريم السفر إليها، وهو ما أثار جدلًا واسعًا، لأنه يتعلق بفتوى دينية، على عكس الجدل الأقل حدة الذي أفرزته دعوة ناشط سياسي سعودي في وقت سابق إلى مقاطعة مطار دبي لأسباب لا يمكن وصفها بالدينية.

وفي المناسبتين، تعامل السعوديون عبر العالم الإفتراضي في تويتر وفايسبوك بنوع من السخرية مع فكرة المقاطعة، في إشارة إلى أن دبي أصبحت وجهتهم السياحية المفضلة على مدار العام. ويكفي أن عددهم وصل في بعض الفترات إلى مليون سعودي في الامارة.

خيوط القصة بدأت في نهاية نيسان (أبريل) الماضي، حينما أطلق الكاتب والناشط السياسي السعودي محمد الحضيف وسمًا جديدًا، أو ما يعرف بالهاشتاق، عبر حسابه الشخصي على موقع تويتر للتواصل الاجتماعي، هو وسم quot;قاطعوا مطار دبيquot;. وتسبب هذا الوسم بضجة كبيرة في العالمين الافتراضي والواقعي.

فقد عبر العديد من السعوديين من زوار دبي في استطلاع رأي ميداني لـ quot;إيلافquot; عن رفضهم هذه الدعوة، مؤكدين أن دبي هي الوجهة السياحية الأهم بالنسبة إلى السعوديين، ويبدو أن دعوة الحضيف المعروف بخلفيته الإخوانية كانت لأسباب أمنية وسياسية، حيث كشف عن إعتقاده أن دبي مجرد وكر أمني.

حكم النيات

أمس الخميس، أثار الداعية السعودي محمد الشنار ضجة كبيرة حينما أفتى مغردًا على حسابه على موقع تويتر، ردًا على إمرأة سعودية سألته عن حكم الدين في السفر إلى دبي من دون محرم، قائلًا: quot;تسألني إمرأة هل يجوز لي الذهاب إلى دبي بدون محرم؟ فأجبتها لا يجوز الذهاب إلى دبي، سواء مع محرم أو من دونه لغير الضرورة، نظرًا لتفشي المنكرات في دبي، وسوف يكون الإثم أكبر في حال السفر إليها من دون محرمquot;.

تفاعل الآلاف مع فتوى الشنار، ما بين مؤيد ومعارض. وكان الصوت الأكثر سيطرة في التفاعل مع الفتوى المثيرة للجدل، ما قاله غالبية المغردين في أن السفر إلى أي مكان حول العالم، وخصوصًا البلدان التي تتمتع بجاذبية سياحية، يتوقف على نوايا وأهداف الشخص. فالأمر لا يرتبط بالضرورة بارتكاب المعصية، وهو ما يجعل من فتوى تحريم السفر إلى مكان بعينه ضربًا من الخيال، ويتناقض مع صحيح الدين، ومع أبسط بديهيات المنطق.

أخاف منكراتها

وفي مشهد مكرر، رد الآلاف برفض فتوى تحريم القدوم إلى دبي، وخصوصًا السعوديين الذين أكدوا أن دبي ليست مجرد مراقص وملاه، بل هي وجهة سياحية عائلية لمن يتعامل معها بهذا المنطق.

كما أن دبي في نهاية المطاف إمارة خليجية يرتبط بها السعوديون وغيرهم بأواصر عائلية وروابط إجتماعية، فضلًا عن أنها وجهة إقتصادية واستثمارية للخليجيين والعرب وكافة الجنسيات، وعلى رأسهم الجنسية السعودية.

وحاول الشنار في وقت لاحق مواجهة عاصفة الغضب التي أثارتها التغريدات التي رفضت فتواه، فغرد قائلًا: quot;أحب أهل الإمارات، لهم مكانة في قلبي، ولكن أخاف مما في دبي من منكرات ظاهرةquot;.