عبر مراقبون عن أملهم في أن تكون مبادرة العاهل السعودي بإرساله برقية تهنئة إلى حسن روحاني الفائز في انتخابات الرئاسة الإيرانية بوابة جديدة للتحاور بين القيادات السياسية لوقف تأجيج الفتنة الطائفية.
رأى مراقبون عرب أمام (إيلاف) أن مبادرة العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز نحو الرئيس الإيراني الجديد حسن روحاني بإرساله برقية تهنئة بمناسبة فوزه في الانتخابات الرئاسية تتجاوز quot;البُعد البروتوكوليquot; المعروف للصيغة التي كتبت بها بعناية شديدة ودقة وإيجاز.
فالعاهل السعودي، الذي عاد من يومين بعد ان قطع إجازته في المغرب للوقوف على آخر التطورات في سوريا، ضمّن برقية التهنئة للرئيس روحاني الموصوف بالاعتدال باسمه وباسم شعب وحكومة المملكة العربية السعودية quot;أجمل التهاني والتمنيات بموفور الصحة والسعادة لفخامتكم، والتقدم والازدهار لشعب الجمهورية الإسلامية الإيرانية الشقيقquot;.
وأثنى العاهل السعودي على ما كن عبر عنه الرئيس الإيراني المنتخب في تصريحاته quot;من حرص على التعاون وتحسين العلاقات بين بلدينا الشقيقين، متمنين للجميع دوام التوفيق والسدادquot;.
وكان روحاني أكد أنه quot;سيولي اولوية قصوى لتحسين العلاقات مع دول الجوار على جميع المستويات ... وانه يعتزم تحويل الخصومة مع السعودية والتي تفاقمت خلال الفترة الاخيرة الى احترام متبادلquot;.
ورأى مراقبون ان اتخاذ روحاني موقفا تصالحيا واقل تشددا والمساعدة في ايجاد حل سياسي للازمة السورية كفيل بتخفيف التوتر المذهبي والطائفي بين السنة والشيعة وهو ما سينعكس بشكل ايجابي على علاقات السنة بالشيعة في عدد من الدول العربية.
وقف الفتنة الطائفية
كما عبّر المراقبون عن الأمل في أن تكون تهنئة العاهل السعودية بوابة جديدة للتحاور بين القيادات السياسية لوقف حال تأجيج الفتنة الطائفية التي أثارها في شكل ملحوظ كالنار في الهشيم عديد من رجال الدين في المعسكرين السني والشيعي.
وفي حين يعتقد مراقبون ان انتخاب روحاني سينعكس ايجابيا على صورة ايران في العالم العربي وان ايران ستتبع نهجا جديدا مختلفا في تعاملها مع ملفات المنطقة، قال الكاتب والمحلل السياسي جمال خاشقجي quot;أنا متأكد أنه بالنسبة للقيادة السعودية فهذه هي أفضل نتيجة للانتخاباتquot;
وذكر خاشقجي، حسب (رويترز) أن محمد خاتمي آخر رئيس إصلاحي لإيران الذي زار الرياض عندما كان رئيسا للبلاد خلال الفترة من 1997 إلى 2005 أصلح العلاقات لكن في وقت كانت فيه النزاعات أقل حدة.
وقال خاشقجي quot;إيران لم تكن تتدخل بشكل مكثف في سوريا والبحرين واليمن... لم يكن هناك شيعة يقتلون سنة.quot;
وتزامن وصول روحاني الى منصب الرئاسة مع بلوغ التوتر الطائفي بين السنة والشيعة في المنطقة مستويات غير مسبوقة بسبب الازمة السورية.
وكانت العديد من الدول العربية عبرت عن ادانتها لموقف طهران ودورها مما يجري في سوريا بسبب وقوفها الى جانب نظام الرئيس السوري بشار الاسد.
كما شعر قطاع كبير من السنة بالغضب من الدور الذي يلعبه حزب الله في سوريا وانخراطه في القتال الى جانب قوات الحكومة ضد قوات المعارضة.
كما ان العلاقات بين عدد من الدول العربية وخاصة دول الخليج وايران تدهورت الى حد بعيد خلال السنوات الاخيرة بسبب الدور النفوذ الايراني في العراق ولبنان واليمن والبحرين.
أمنيات خليجية
والى ذلك، قال سفير في جامعة الدول العربية إن دول الخليج تتمنى أن يساعد روحاني وهو مفاوض سابق في الملف النووي في نزع فتيل التوتر.
لكن مبعوث دولة خليجية في الجامعة قال إن روحاني لن تكون له سلطة كبيرة ومن غير المرجح أن تختلف آراؤه عن سابقيه. وقال quot;جميعهم يهدفون لتصدير الثورة الإيرانية لدول الجوار والتدخل في دول الخليج وسوريا ولبنان واليمن وغيرها لأن السياسة الخارجية الإيرانية يرسمها المرشد الأعلى وليس الرئيس.quot;
ويشار إلى أن انتخاب روحاني رئيساً سابعاً لإيران ترحيباً حاراً من قبل الديبلوماسيين العرب والغربيين، الذين سارعوا إلى تهنئته الفوز، آملين في أن تكون ايران quot;على مسار مختلف للمستقبلquot;.
التعليقات