بعدما انسحب محمد رضا عارف، وتوحّد الاصلاحيون والمعتدلون خلف حسن روحاني، تعالت أصوات محافظة تدعو المرشحين المحافظينللانسحاب لصالح الأوفر منهم حظًا، لقطع الطريق على روحاني، الذي يبدو قادرًا على الوصول إلى الدورة الثانية.


بيروت: نجح الاصلاحيون والمعتدلون الإيرانيون في حصر أصواتهم بحسن روحاني، المرشح المعتدل الوحيد للرئاسة الإيرانية، في الانتخابات التي ستجري في 14 حزيران (يونيو) الجاري. وهذا ما دفع بالمحافظين إلى السعي لقطع الطريق أمام روحاني، ومنعه من الوصول إلى سدة الرئاسة، من خلال دعوة مرشحين محافظين إلى الانسحاب، من أجل تعزيز فرص وصول أحدهم إلى الرئاسة.

وقد أتت هذه الدعوات اليوم عشية موعد وقف الحملات الاعلانية الانتخابية، في الثامنة من صباح الخميس بتوقيت طهران، على أن يبدأ الاقتراع الشعبي المباشر صبيحة يوم الجمعة.

رسالة خاتمي

أدى انسحاب المرشح الاصلاحي محمد رضا عارف إلى خلط أوراق الفريق المحافظ،بعدما رأى الاصلاحيين والمعتدلين في كتلة واحدة، يؤيدون وصول المرشح حسن روحاني إلى الرئاسة، وما زاد المحافظين ارتباكًا كان دعوة الرئيسين السابقين اكبر هاشمي رفسنجاني المعتدل ومحمد خاتمي الاصلاحي للتصويت لروحاني. لذا، بدأ بعض المحافظين يتحدث عن احتمال وصول روحاني الى الدورة الثانية من الانتخابات.

ومما لا شك فيه أن تدخل خاتمي في هذه اللحظة بالذات يشد من أزر الاصلاحيين والمعتدلين على السواء، خصوصًا أولئك الذين أغضبهم استبعاد رفسنجاني من السباق الرئاسي. فقد توجه خاتمي إلى أنصاره، وإلى كل الإيرانيين، quot;وكل الذين يريدون عظمة أمتنا إلى المشاركة في الانتخابات، والتصويت للسيد روحانيquot;.

وأتت الدعوة في رسالة خاتمية قال فيها: quot;انطلاقًا من واجبي تجاه بلادي ومستقبل الشعب، سأصوت لأخي العزيز روحانيquot;، مؤكدًا انه يعتبره الاكفأ لتولي السلطة التنفيذية في إيران. وهذه الرسالة تعتبر أداة مهمة لحشد المؤيدين لروحاني.

دورة ثانية غير مضمونة

إلا أن معسكر المحافظين ما زال متماسكًا، ومتكئًا إلى عكازتين لا يمكن أن يتوفرا للاصلاحيين يومًا، وهما رعاية المرشد الأعلى ودعم الحرس الثوري. ومن هذا المنطلق، دأبوا على التخفيف من شأن هذه الرسالة، ومن شأن الاتحاد الاصلاحي المعتدل خلف روحاني.

وقال مهدي فضائلي، وهو محلل محافظ، لوكالة الصحافة الفرنسية: quot;قد لا تكون هذه الوحدة اكثر من واجهة سطحية، فعارف انسحب ولم يشر الى روحاني، ولم يدعُ الى تأييده، وهذا دليل على هوة كبيرة بين عارف وجزء كبير من الاصلاحيينquot;.

وبالرغم من هذا المسوغ المطمئن، ارتفعت أصوات محافظة تدعو المرشحين المحافظين الاربعة، الذين لا يزالون في السباق، للانسحاب لصالح الاوفر حظًا بينهم، أي محمد باقر قاليباف أو سعيد جليلي، إذ يعتبرهما الاعلام الإيراني الاوفر حظًا في الوصول إلى الرئاسة. وأحد هذه الأصوات كان حسين شريعة مداري، رئيس تحرير صحيفة كيهان المتشددة، الذي كتب: quot;نتوقع من المرشحين المحافظين أن يجلسوا معًا من دون اضاعة وقت، وأن يختاروا أحدهم كمرشح المحافظينquot;.

واطلقت دعوات ايضًا في الاتجاه نفسه لمطالبة وزير الخارجية الاسبق علي اكبر ولايتي بالانسحاب من السباق. ومنها أيضًا حجة الاسلام حسين ابراهيمي المحافظ، الذي قال: quot;في حال عدم الاتحاد، ستحصل دورة ثانية، وستكون نتيجتها غير مضمونة، أما إذا اتحد المحافظون، فيمكنهم الفوز من الدورة الاولىquot;.

توقعات بإقبال ضعيف

في سياق متصل، أجرت وكالة مهر استطلاعًا للرأي على عينة من 10 آلاف إيراني، تبيّن منها أن قاليباف يتصدر السباق بنسبة أصوات تصل إلى 17,8 بالمئة، متقدمًا على حسن روحاني الذي نال نسبة 14,6 بالمئة، وبعدهما جليلي بنسبة 9,8 بالمئة.

وقبل يومين من الانتخابات، تقول مهر إن 30 بالمئة من الإيرانيين مترددون حيال المشاركة في الانتخابات، في حين يتوقع أن تبلغ نسبة المشاركة 77 بالمئة.

وقد دعت وزارة الداخلية الإيرانية الهيئات الناخبة، والتي يقدر عديدها بنحو 50,5 مليونًا، للتوجه إلى صناديق الاقتراع، من أجل اختيار الرئيس السابع لإيران، خلفًا للرئيس الحالي محمود أحمدي نجاد، ومن أجل انتخاب 207 آلاف عضو في مجالس محلية وبلدية. وتقول الوزارة إن مليون شخص يشاركون في تنظيم هذه الانتخابات، في 60 ألف مكتب اقتراع في كافة انحاء البلاد.

ودعا المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية علي خامنئي إلى مشاركة حاشدة في الانتخابات. وقال الاربعاء في خطاب: quot;اذا كنت أشدد على تواجد كثيف للايرانيين في الانتخابات، فذلك لأن هذا الامر سيحبط الاعداء، الذين سيخففون الضغط ويختارون طريقًا آخرquot;.