واشنطن: ابدى المجتمع الدولي السبت استعداده للتعاون مع الرئيس الايراني المنتخب رجل الدين المعتدل حسن روحاني، معربا في الوقت نفسه عن امله في ان يلبي الرئيس الجديد تطلعات الاسرة الدولية الى تعاون تام من جانب طهران في ملفها النووي اضافة الى موقفها من النزاع السوري.

ووجه الامين العام للامم المتحدة بان كي مون quot;تهنئة حارةquot; الى روحاني، مؤكدا انه quot;سيواصل حض ايران على اداء دور بناء في القضايا الاقليمية والدوليةquot;، مشيدا بquot;نسبة المشاركة العاليةquot; في التصويت والتي بلغت بحسب السلطات الايرانية اكثر من 72%.
من جهتها اعلنت الولايات المتحدة انها quot;مستعدة للتعاون مباشرةquot; مع طهران حول ملفها النووي بعد انتخاب روحاني، مؤكدة في بيان للبيت الابيض ان هذا الالتزام quot;يهدف الى ايجاد حل دبلوماسي من شانه تبديد قلق المجتمع الدولي حول البرنامج النووي الايرانيquot;.
ورغم اعتباره ان quot;انتخابات الامس شابها انعدام للشفافية ورقابة على وسائل الاعلام والانترنت في اطار عام من الترهيب قيد حرية التعبير والتجمعquot;، اشاد البيت الابيض بquot;شجاعة الايرانيين لاسماع صوتهمquot;، معربا عن امله في quot;ان تأخذ الحكومة الايرانية الجديدة في الاعتبار ارادة الايرانيين وتقوم بخيارات مسؤولة تحمل مستقبلا افضل لجميع الايرانيينquot;.
بالمقابل قللت اسرائيل من دور الرئيس المنتخب، مؤكدة ان سياسة ايران النووية يحددها المرشد الاعلى علي خامنئي.
وقالت وزارة الخارجية الاسرائيلية في بيان ان quot;البرنامج النووي لايران قرره حتى الان خامنئي وليس الرئيس الايرانيquot;، مشيرة الى انه quot;سيستمر الحكم على ايران استنادا الى افعالها، في المجال النووي كما في مجال الارهاب. على ايران ان تتجاوب مع مطالب المجتمع الدولي بوقف برنامجها النووي والكف عن نشر الارهاب في العالمquot;.
اما الائتلاف الوطني السوري المعارض فدعا من جهته روحاني الى quot;اصلاحquot; موقف بلاده التي تدعم نظام الرئيس بشار الاسد.
وقال الائتلاف انه quot;يجد من واجبه أن يدعو الرئيس الإيراني الجديد إلى تدارك الأخطاء التي وقعت فيها القيادة الإيرانية، ويؤكد الأهمية القصوى لإصلاح الموقف الإيرانيquot; من النزاع السوري، محذرا من انه يتعين على القيادة الايرانية الجديدة quot;ان تستوعب، قبل فوات الأوان أن إرادة الشعب السوري لا تقهر ولن تنكسر أو تتراجع أمام أي اعتداء خارجي، وأن مطالبه في إسقاط نظام الاستبداد منتصرة لا محالةquot;.
من ناحيتها اعلنت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين آشتون ان الاتحاد quot;عازمquot; على العمل مع روحاني حول الملف النووي لبلاده.
وقالت آشتون في بيان quot;تمنياتي لروحاني بالنجاح في تشكيل حكومة جديدة وفي مسؤولياته الجديدة. انا ما زلت عازمة بقوة على العمل مع القادة الايرانيين الجدد من اجل التوصل سريعا الى حل دبلوماسي للمسألة النوويةquot;.
بدوره قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ان باريس quot;أخذت علما بانتخاب حسن روحانيquot; وهي quot;مستعدة للعملquot; معه وخصوصا حول الملف النووي وquot;انخراط ايران في سورياquot;، مشيدا بquot;تطلع الشعب الايراني الذي لا يتزعزع الى الديموقراطيةquot;.
اما بريطانيا فدعت من جانبها الرئيس المنتخب الى quot;وضع ايران على سكة جديدةquot;، وخصوصا عبر quot;التركيز على قلق المجتمع الدولي حيال البرنامج النووي الايراني وعبر الدفع باتجاه علاقة بناءة مع المجتمع الدولي وتحسين الوضع السياسي ووضع حقوق الانسانquot;.
بدوره رأى وزير الخارجية الالماني غيدو فسترفيلي في انتخاب روحاني تصويتا لصالح quot;اجراء اصلاحات ولسياسة خارجية بناءةquot;، معربا في بيان مقتضب عن امله في quot;ان تتعاون القيادة الجديدة لهذا البلد في هذا الاتجاه من أجل إيجاد حلول للقضايا الدولية والإقليميةquot;.
كذلك اعربت وزيرة الخارجية الايطالية ايما بونينو عن امل روما في تطوير العلاقات الثنائية وفي قيام حوار بناء بين ايران والمجتمع الدولي بعد انتخاب روحاني، مؤكدة quot;ارتياحquot; روما لكون الانتخابات الرئاسية في ايران تمت بطريقة quot;سليمةquot;.
واحدث رجل الدين المعتدل حسن روحاني مفاجأة بانتخابه رئيسا جديدا لايران من الدورة الاولى، ما يكرس عودة المعتدلين والاصلاحيين الى الحكم في طهران بعد هيمنة للمحافظين استمرت ثمانية اعوام.وحصل روحاني على 18,6 مليون صوت من اصل 36,7 مليون صوت، اي 50,68 في المئة في الدورة الاولى للانتخابات متقدما على خمسة مرشحين محافظين، بحسب النتائج الرسمية.
وبعيد انتخابه، اشاد روحاني بquot;انتصار الاعتدال على التطرفquot; لكنه طالب المجتمع الدولي بquot;الاعتراف بحقوقquot; ايران في المجال النووي.