بسبب ما تعيشه منطقة الشرق الأوسط من تطورات متسارعة، يرى بعض الساسة والخبراء في تل ابيب أن هناك حاجة ملحة لعقد اتفاق سلام مع الفلسطينيين خشية تفجر الوضع واندلاع انتفاضة جديدة.


أكد النائب الإسرائيلي شاؤول موفاز رئيس كتلة كاديما إن اتفاقاً مع الفلسطينيين هو ضرورة حيوية ملحّة بالنسبة لإسرائيل، مشيراً إلى أن الهدوء النسبي الذي يسود الأوضاع حالياً زائف.
وتوقع موفاز الذي شغل في الماضي حقيبة وزارة الأمن الإسرائيلي خلال ندوة عقدت أمس أن يكون هناك في نهاية الأمر انفجار للعنف، وعليه فمن المحبّذ أن تكون إسرائيل هي المبادرة إلى اتخاذ خطوات بدلاً من أن تفرض عليها أمور.
وأضاف يقول إن احتمالات اندلاع انتفاضة جديدة تزداد مع مرور الوقت وحذر من أن الأجواء قد أصبحت مشحونة.
واضاف موفاز يقول إن رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو ليس معنياً بالتوصل إلى تسوية، لأن الوضع الحالي يخدم مصالحه السياسية الحالية ورغبته في البقاء في منصبه.
يأتي ذلك في ظل حالة من الجمود تسيطر على عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين منذ عدة سنوات، ولم تنجح الولايات المتحدة في تحريك مياه المفاوضات الراكدة رغم الزيارات المتكررة لوزير خارجيتها جون كيري إلى المنطقة.
وسيجري كيري في نهاية الشهر الجاري زيارة إلى إسرائيل والأردن، وهي جولته الخامسة للشرق الأوسط منذ اذار/مارس. وكانت هذه الزيارة ستجري قبل عشرة ايام لكن كيري اضطر الى ارجائها لعقد اجتماعات في البيت الابيض حول سوريا، كما اعلن رسميًا.
ويستبعد محللون في واشنطن أن تتمكن الولايات المتحدة من احياء عملية السلام بين الفلسطينيين واسرائيل رغم تصلب كيري، ويؤكدون أنهم يواجهون صعوبة في فهم استراتيجيته.
ولا يتضمن برنامج كيري أي زيارة للضفة الغربية، لكنه قد يلتقي مسؤولين فلسطينيين في عمان.
هذا فيما أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو دعمه لفكرة اقامة دولة فلسطينية الى جانب دولة اسرائيل، زاعماً أن اسرائيل ليست معنية بأن تتحول الى دولة ثنائية القومية. وفي مقابلة مع صحيفة واشنطن بوست الاميركية قال نتنياهو إنه لو اقام وزير الخارجية الاميركي جون كيري خيمة في المنطقة الواقعة بين القدس ورام الله لكان يجلس فيها معه ومع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لغرض التفاوض حتى التوصل الى اتفاق. واوضح نتنياهو أن حل النزاع يكمن في اعتراف الفلسطينيين بيهودية دولة اسرائيل وباعتراف اسرائيل بالدولة الفلسطينية.
لكن وزير الاتصالات الإسرائيلي نفتالي بينيت أعرب عن تقييمه بأن المفاوضات لن تتمخض عن نتائج حتى إذا استؤنفت، لأن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ليس مستعداً للاعتراف بدولة إسرائيل بصفة دولة الشعب اليهودي.
وأضاف بينيت يقول إن إنه لن يبادر إلى حلّ الائتلاف الحكومي على خلفية استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين، مشيراً إلى أنه لا يريد تحديد موقفه حالياً حيال اتفاق محتمل مع الفلسطينيين قد يتم طرحه للتصويت من قبل الكنيست.
ووصف الوزير بينيت فكرة إقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية بكارثة وبعملية انتحار وطنية.
وأشار الوزير الإسرائيلي في هذا الصدد إلى أن الحل الواقعي الوحيد هو ضم المناطق المصنفة quot;سيquot; إلى إسرائيل ومنح الجنسية للفلسطينيين القاطنين هناك. أما سائر مناطق الضفة فستظل تحت سيطرة الفلسطينيين الذين سيقررون إما إدارة شؤونهم بأنفسهم أو التصويت لمجلس النواب الأردني.