يشهد حي الليلكي بضاحية بيروت الجنوبية اشتباكات عنيفة بالقذائف الصاروخية، بين عائلتي زعيتر وحجولا، بسبب ثأر شخصي قديم، والمواطنون يطالبون الجيش بإزالة المظاهر المسلحة.


بيروت:ما كادت اشتباكات عبرا تنتهي، وما كاد الجيش اللبناني يتنفس الصعداء بعد مواجهة عنيفة دامت يومين مع مسلحي الأثير، حتى تجددت الاشتباكات في منطقة الليلكي بضاحية بيروت الجنوبية، بين مسلحين من عائلتي زعيتر وحجولا. وكانت الاشتباكات بين العائلتين قد اندلعت منذ أيام على خلفية ثأر قديم.
وصلت الاشتباكات إلى ذروتها عصر اليوم الثلثاء، إذ استخدمت العائلتان المتقاتلتان ترسانة كبيرة من الأسلحة المتوسطة والثقيلة والقذائف الصاروخية ومدافع الهاون. والجدير ذكره أن هذا الحي يقع ضمن مناطق نفوذ حزب الله في بيروت، حيث يتقلص وجود الدولة اللبنانية إلى حدوده الدنيا، وهذا ما دفع بالأهالي إلى النزوح عن رقعة الاشتباكات.

الليلكي في لبنان
وقد توجه أهالي شارع الامام علي في الليلكي إلى عناصر الدفاع المدني يناشدونهم التدخل لاخماد حريق في منزل فراس زعيتر. كما اتصل أحد المواطنين القاطنين في حي الليلكي بإحدى المحطات التلفزيونية اللبنانية ليؤكد أن quot;الوضع مأساوي جداً، ونناشد قائد الجيش ارسال قوة، فالليلكي ايضًا في لبنان، ويجب إزالة كل المسلحين من الشارعquot;، خصوصًا أن ظهورًا مسلحًا كثيفًا في مختلف أنحاء الضاحية الجنوبية سجل بالتزامن مع اشتداد وتيرة الاشتبكات في الليلكي.
في حوالى الساعة الخامسة عصرًا، تمكنت قوة من الجيش من الدخول إلى منطقة الاشتباكات، لملاحقة مطلقي النار، لكن ذلك لم يمنع المسلحين من الاستمرار في اشتباكهم. وقالت مصادر عسكريّة للاعلام إن الجيش اللبناني سيتخذ إجراءات رادعة لمنع أي ظهور مسلح بالليلكي، وسينهي الإشتباكات بأسرع وقت. وكذلك دخلت فرق الدفاع المدني لاطفاء حريق منزل فراس زعيتر، وسيارات الصليب الأحمر.

حرص على التهدئة
قالت مصادر مقربة من عائلة زعيتر إن من افتعل الاشكال يتصرف من تلقاء نفسه، وإن لا علاقة للعائلة بالاشتباكات الحاصلة في حي الليلكي بضاحية بيروت الجنوبية، quot;والعائلة سعت منذ الاثنين لوضع الأمور في نصابها، وتهدئة النفوس، وشارك في المساعي نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان، والشيخ أحمد قبلان، وعملا على صياغة اتفاق لوضعه موضع التنفيذ، لكنهما فوجئا بعودة الاشتباكات فور مغادرة العلماء المنطقةquot;. وأكدت مصادر العائلة حرصها على التهدئة، وانهاء ذيول الاشتباكات، ودعت الجيش اللبناني لإبقاء وحداته في المنطقة لحماية المواطنين واعتقال المخلين بالأمن.

ثأر قديم
وكانت الاشتباكات في الليلكي قد اندلعت في 23 حزيران (يونيو)، على خلفية ثار قديم، ذهب ضحيته فرد من عائلة حجولا. وفي التفاصيل، قبل 14 شهرًا تقريبًا، نشب خلاف بين آل زعيتر وآل حجولا، أسفر عن مقتل شاب منم آل حجولا برصاص أطلقه فرد من آلا زعيتر، وتوارى عن الأنظار.
ويوم الأحد الماضي، اثناء إحياء عرس في الليلكي، علم أهل القتيل أن المشتبه بقتل ولدهم عاد إلى منزله، فهجمت مجموعات من عائلة حجولا منازل عديدة خاصة بعائلة زعيتر في شارع الامام علي بالليلكي، واستمر الاشتباك العائلي نحو الساعة، استخدمت فيه الأسلحة المختلفة، قبل أن يتدخل الجيش والمصلحين لإعادة الأمن إلى الحي. والمعروف أن آل زعيتر مشهورون بروح العشائر فيهم، والثأر من تقاليدهم، كما آلا حجولا.