أعلن تركمان العراق الذين يمثلون القومية الثالثة بعد العربية والكردية، أنهم سيبدأون عصيانا مدنيًا واضرابًا عن العمل ابتداء من غد الأربعاء، احتجاجًا على استمرار استهدافهم بالقتل والتهجير، وأكدوا توحد القوى والاحزاب التركمانية من دفاعاً عن أمنهم وحقوقهم ودعوا الأمم المتحدة إلى التدخل.


لندن: قال رئيس الجبهة التركمانية العراقية النائب أرشد الصالحي في مؤتمر صحافي عقده في كركوك اليوم إن يوم غد سيكون عصيانًا مدنيًا لجميع أبناء المكوّن التركماني من موظفين وعامة الناس في المحافظة ابتداء من الثامنة صباحًا، احتجاجًا على تردي الأوضاع الأمنية في قضاء طوز خرماتو، والتعرض الدائم للمكون التركماني إلى الخطر .

وأشار إلى ان التركمان يتعرضون إلى هجمة شرسة تطال مصالحهم وأعمال وأرواحهم ومناطق سكناهم، ولذلك فقد قرر التركمان اللجوء إلى العصيان المدني وخاصة في محافظة كركوك وقضاء طوز خورماتو بمحافظة صلاح الدين... موضحًا أن الإعتصام سيشمل الموظفين في الدوائر الحكومية فيما سيقوم التركمان من أصحاب المصالح الخاصة بإغلاق أبواب محالهم التجارية او مصالحهم .

وأضاف quot;لقد طرقنا كل الأبواب ولم نحصل على رد حقيقي ولا على حل لمشكلة استهداف التركمان في العراق، وخاصة في المناطق المتنازع عليهاquot;. وقال إن رسالة التركمان لم تسمع في مجلس النواب ومجلس الوزراء لأسباب سياسية، وإنه لمن المؤسف أنه لم يكن أي اهتمام من الحكومة العراقية quot;وبدأنا نطرق الأبواب الدولية لضمان امن التركمانquot;. وشدد بالقول إن هناك أطماعًا على الأرض في إشارة إلى مطالبة الأكراد بضم محافظة كركوك ومناطق أخرى متازع عليها خارجها إلى اقليم كردستان الشمالي الذي يحكمونه منذ عام 1991. وأوضح ان quot;اغتيال علي هاشم واحمد عبد الواحد كوجا، يجب ان يدفع الحكومة للتدخل بشكل مباشرquot; مؤكداquot;إننا لم نستسلم ولن نتنازل عن أرضنا ونحن عنصر قوةquot;.

وأعلن الصالحي الاتفاق على توحيد جميع الأحزاب والكيانات التركمانية بمختلف أنحاء العراق ضمن الجبهة التركمانية من اجل توحيد المواقف والمطالب لابناء هذه القومية. وطالب بتدخل أممي لحماية ابناء المكون التركماني من عمليات العنف التي تطالهم من خلال الأمم المتحدة التي قال إن التركمان بدأوا يطرقون ابوابها بحثا عن امنهم واستقرارهم.

ومن جهته أكد وزير الدولة لشؤون المحافظات التركماني طورهان المفتي، أن ما يتعرض له التركمان في المناطق ذات الغالبية التركمانية وخاصة قضاء الطوز، تأتي ضمن سلسلة عمليات تهدف لإخضاع المنطقه وتهيئة العراق إلى التقسيم. وقال في بيان اليوم إن ما يحصل هو جريمة إبادة جماعية وتطهير عرقي، وابادة حقيقية تهدف لإخضاع التركمان لمرحلة تقسيم العراق وهي لا تقل في بشاعتها عن أحداث الأهوار وحلبجه إبان النظام السابق. ودعا جميع العراقيين إلى الوقوف بحزم وحماية هذا المكون الأعزل .. لأن إفراغ المنطقة من التركمان ستكون نتيجته وبالًا على الجميع.

وأشار إلى أن 40 الف نسمة من المكون التركماني، وهم الغالبية في قضاء الطوز قد هجروا القضاء إلى جنوب العراق وشماله وخارجه مع بدء الأحداث. وقال quot;فاتحنا مستشارية الأمن القومي والأمانة العامة لمجلس الوزراء بضرورة ايجاد حل جذري، بعيدًا عن الشجب والإدانة ومن ذلك تشكيل قوة تركمانية او صحوات لحماية المناطق التركمانية، مبينًاأن التركمان لن يقفوا مكتوفي الأيدي أمام من يخرب ديارهم او يحاول تهجيرهمquot; .
وفي وقت سابق اليوم قتل مسؤولون تركمان بينهم نائبا رئيس الجبهة التركمانية ومحافظ صلاح الدين، وسقط حوالي مائة شخص في تفجير انتحاري وقذائف وسط معتصمين بمدينة طوز خرماتو بمحافظة صلاح الدين (175 كم شمال غرب بغداد). وقال مصدر عراقي في محافظة صلاح الدين إن حوالي 100 شخصًا بينهم مسؤولون تركمان سقطوا بين قتيل وجريح بتفجير انتحاري، وقذائف استهدفا معتصمين تركمان على الطرايق العام وسط في طوزخورماتو . واكد ارتفاع عدد ضحايا التفجير الانتحاري إلى 32 قتيلا و75 مصابا موضحا ان انتحاري يحمل حزاما ناسفا فجر نفسه مستهدفًا ساحة اعتصام طوزخورماتو تبعه سقوط قذيفة هاون على الساحة.

وأكد مقتل نائب رئيس الجبهة التركمانية العراقية علي هاشم ومعاون محافظ صلاح الدين أحمد قوجة بالانفجار. وقد طالب النائب التركماني السابق محمد مهدي البياتي الذي أصيب بالتفجير الانتحاري المزدوج الذي شهده قضاء طوز خرماتو بإقالة قائد شرطة المحافظة جمعة الجبوري لافتًا إلى أن أحد الانتحاريين هو عنصر شرطة.

لجنة وزارية لتعويض الخسائر والأمم المتحدة تدعو لحماية المواطنين
وإثر ذلك، أعلنت الحكومة العراقية عقب اجتماع لها عن تشكيل لجنة برئاسة نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة وعضوية وزراء الشباب والرياضة والهجرة والمهجرين والإعمار والإسكان والبلديات والأشغال العامة والدفاع والدولة لشؤون المحافظات والوكيل الأقدم لوزارة الداخلية، تتولى زيارة قضاء طوز خرماتو، للوقوف على حجم الأضرار التي تعرضت لها المدينة وسكانها جراء الأعمال الإرهابية وإتخاذ الإجراءات اللازمة لتعويض الأضرار، وإعادة إعمار القضاء ومساكنه المهدمة والأملاك المتضررة من خلال لجان فنية تكلّفها اللجنة، وتخول صلاحية صرف الأموال من المبالغ المخصصة للتركمان وكذلك دراسة الجانب الأمني من جميع جوانبه ووضع الخطط اللازمة لتأمين حماية القضاء من الهجمات الإرهابية وتوظيف أبناء القضاء في الحفاظ على الأمن والمساجد والحسينيات والمؤسسات الأخرى وتقدم اللجنة تقريرها إلى مجلس الوزراء.

وقد دان رئيس مجلس النواب اسامة عبدالعزيز النجيفي، هذه quot;التفجيرات الإجرامية البشعة في مناطق من العراق ولا سيما في مدينة طوز خرماتو، التي تعرّضت لتفجيرات وحشية متكررة وهجمات ممنهجة طالت الرموز الوطنية المراد منها تمزيق اللحمة الوطنية والنسيج الاجتماعي من خلال استهداف مكون واحد، والمؤسف حقًا أن كل هذا يجري دون ان تتمكن الأجهزة الأمنية من فرض اي اسلوب يمكن من خلاله ردع القتلة والمجرمين وحماية المواطنين الابرياءquot; كما نقل عنه بيان صحافي تلقته quot;إيلافquot;.
وحمل النجيفي الأجهزة الأمنية مسؤولية عدم اتخاذ حلول وتدابير مناسبة للحد من تكرار الهجمات على هذه المدينة الأبرياء أهلها... ودعا القادة الامنيين إلى quot;الإسراع في وضع خطط جديدة تتناسب وحجم المخاطر والتهديدات وبما يؤمن حماية للمواطنين والحفاظ على ارواحهم وممتلكاتهمquot;.

كما دان مبعوث الأمم المتحدة في العراق مارتن كوبلر بشدة مقتل وإصابة العشرات من المتظاهرين التركمان خلال هجمات بعدد من السيارات المفخخة بمحافظة صلاح الدين. وأشار إلى ان هذه الهجمات تزيد التوتر في منطقة طوز خورماتو quot;الحساسةquot; مؤكدا ان وضع المنطقة ينذر بالخطر داعيا القادة العراقيين إلى اتخاذ جميع الاجراءات اللازمة للتهدئة وضمان حماية الجميع.

وقطع العشرات من التركمان في قضاء طوز خورماتو الأحد الماضي الطريق الدولي الرابط بين محافظتي بغداد وكركوك احتجاجًا على الوضع الأمني في القضاء وما شهده من انفجار سيارتين مفخختين بالتزامن في حيين سكنيين تقطنهما أغلبية تركمانية وسط القضاء ما اسفر عن مقتل واصابة حوالي 50 شخصا بجروح متفاوتة. وطالب المعتصمون التركمان بإرسال قوات إضافية من الجيش والشرطة وتشكيل قوات صحوة من التركمان لإعادة الاستقرار في القضاء. كما دعا مجلس محافظة صلاح الدين الحكومة المركزية quot;بدعم لوجستي وفني للقوات الأمنيةquot; في المحافظة وشدد على ضرورة تلاؤم الدعم مع أساليب الأعمال الإرهابية.

ويشهد قضاء طوز خورماتو الذي تسكنه غالبية من التركمان بين الفترة والاخرى تفجيرات بسيارات مفخخة وعبوات ناسفة وعمليات اغتيال تطال التركمان ومسؤولين في الحكومة.
وتركمان الراق سكان يبلغ تعدادهم حوالي ثلاثة ملايين نسمة يتركز معظمهم في محافظات كركوك ونينوى الشماليتين وديإلى في الوسط وصلاح الدين شمال غرب.