يعين الرئيس التشيكي ميلوش زيمان، ظهر الأربعاء الوزراء في الحكومة التشيكية التكنوقراطية الجديدة التي شكلها ييرجي روسنوك لتخلف بذلك حكومة الائتلاف اليميني برئاسة بيتر نيتشاس التي اضطرت إلى الاستقالة قبل أسابيع قليلة بالتوافق مع استقالة رئيسها بعد أن تفجرت بوجهه فضيحة مدوية.
والفضيحة تمثلت بتورط مديرة مكتبه، المعتقلة الآن على ذمة التحقيق مع عدد من مساعديه بقضايا إساءة استخدام المنصب ورشاوى واشتباه النيابة العامة التشيكية بارتكاب نيتشاس نفسه فعلين جزائيين هما إساءة استخدام المنصب وتقديم رشوة عبارة عن مناصب لثلاثة من نواب حزبه السابقين مقابل عدم عرقلتهم إقرار حزمة الإصلاحات الاقتصادية في البرلمان.
وتتألف الحكومة الجديدة من 14 وزيرا إضافة إلى رئيسها ييرجي روسنوك بينهم امرأة واحدة هي النائبة العامة الأسبق ماريه بينوشوفا التي ستشغل حقيبة العدالة.
أما حقيبة وزارة الخارجية، فقد أسندت إلى وزير الخارجية الأسبق في حكومة يان فيشير التكنوقراطية يان كوهوت، أما فيشير نفسه فقد أسندت إليه حقيبة المالية إضافة إلى منصب نائب رئيس الحكومة للشؤون الاقتصادية.
وتعتبر هذه التشكيلة الحكومة التكنوقراطية الثالثة في تاريخ تشيكيا، وقد عمد الرئيس زيمان إليها بدلا من تكليف شخصية أخرى من الائتلاف اليميني الحاكم بتشكيل حكومة جديدة ــ قديمة لإجبار هذا الائتلاف على القبول بخيار الانتخابات البرلمانية المبكرة كحل للازمة الحكومية التي بدأت البلاد تتواجد فيها بعد استقالة نيتشاس.
وبالنظر لرغبة أحزاب الائتلاف اليمني الحاكم ممثلة بالحزب المدني وحزب توب 09 وحزب للناس الاستمرار بالحكم حتى موعد الانتخابات البرلمانية الدورية في أيار مايو القادم، لأن شعبيتها في تراجع، وبالتالي فان خيار الانتخابات البرلمانية المبكرة لا يناسبها الآن ورغبة أحزاب المعارضة في إجراء انتخابات مبكرة فان فرص حصول حكومة روسنوك على الثقة تعتبر ضعيفة لأنه سيصعب عليها تامين 101 صوتا في البرلمان من أصل 200.
وسيتوجب على الحكومة بعد تسلمها مهام عملها رسميًا التقدم خلال 30 يوما إلى البرلمان بطلب لمنحها الثقة بها وببرنامجها أما في حال عدم نجاحها بالحصول على الثقة فان الكرة تعود من جديد إلى رئيس الجمهورية حيث يمكن له أن يكلف روسنوك أو غيره من الشخصيات بتشكيل حكومة جديدة.
غير أن الدستور التشيكي لا يتحدث هنا عن فترة محددة للقيام بذلك مما يعني أن حكومة روسنوك ستستمر في تسير الأمور في البلاد لعدة أشهر أما في حال إخفاق المحاولة الثانية فان الكرة تنتقل من ملعب الرئيس إلى رئيسة مجلس النواب ميروسلافا نييمتسوفا لتكليف إحدى الشخصيات بتشكيل الحكومة.
وكانت أحزاب الائتلاف اليميني الحاكم قد رشحت السيدة نييمتسوفا لرئاسة الحكومة الجديدة غير أن زيمان تجاهل ذلك واختبار روسنوك بدلا منها.
ويلاحظ بان شخصيات الحكومة الجديدة تضم عدة شخصيات مقربة من زيمان، ولذلك قالت بعض أوساط الائتلاف اليميني بان هذه الحكومة هي حكومة أصدقاء زيمان، وبالتالي يمكن توقع تنفيذها الكثير من رغباته في مجالات عديدة، ومنها تعيين زوجة الرئيس التشيكي السابق ليفيا كلاوسوفا سفيرة لتشيكيا لدى سلوفاكيا والنائب في البرلمان الأوروبي عن الحزب الشيوعي المعارض رائد الفضاء السابق فلاديمير ريميك سفيرا لتشيكيا لدى روسيا.
التعليقات