أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن بلاده تريد دليلًا فعليًا على استخدام السلاح الكيميائي في سوريا، ولن تتصرف بشكل حاسم إلا بعد تلقي هذا الدليل.


موسكو: حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، من أي عمل وصفه بـquot;الآحاديquot; ضد سوريا، مؤكدًا على ضرورة انتظار نتائج التحقيق في صحة استخدام النظام السوري للأسلحة الكيميائية.

ونقلت قناة روسيا اليوم عن بوتين، تأكيده مجددًا أن quot;أي عقوبات ضد استخدام السلاح الكيميائي يجب أن تتخذ من قبل مجلس الأمنquot; ،مشيراً إلى عدم وجود معلومات مؤكدة بشأن هوية مستخدمي الاسلحة الكيميائية بالغوطة الشرقية في هجوم الحادي عشر من اغسطس ndash; بحسب قوله.
وشدد بوتين في حوار أجرته معه القناة الأولى الروسية ووكالة quot;أسوشيتيد برسquot; الثلاثاء 3 سبتمبر/أيلول في مقره في نوفو-أغاريوفو على أن مجلس الأمن الدولي هو الجهة الوحيدة المخولة بمنح تفويض باستخدام السلاح ضد دولة ذات سيادة. وقال بوتين إن quot;أية ذرائع أو سبل أخرى لتبرير استخدام القوة بحق دولة مستقلة ذات سيادة غير مقبولة ولا يمكن تصنيفها إلا كعدوانquot;.
وفي ما يتعلق باستخدام السلاح الكيميائي في ريف دمشق، اعتبر الرئيس الروسي أنه quot;يجب على الأقل انتظار نتائج التحقيق الذي أجراه فريق محققي الأمم المتحدةquot;. وأضاف: quot;لا توجد لدينا معطيات تشير إلى أن الجيش النظامي السوري هو من استخدم هذه المواد الكيميائية. وليس من المعروف حتى الآن ما إذا كان ذلك سلاحًا كيميائيًا أم مجرد مواد كيميائية ما ضارةquot;.
ويرى بوتين أنه ليس من المعقول أن يستخدم الجيش النظامي الذي يحقق تقدمًا على الأرض السلاح الكيميائي المحظور، quot;وهو يدرك جيدًا أن ذلك قد يتخذ ذريعة لفرض عقوبات تصل إلى استخدام القوةquot;.
وقال الرئيس الروسي: quot;ننطلق من أنه في حال توفر أي معلومات حول استخدام الجيش النظامي تحديدًا للسلاح الكيميائي، فيجب تقديم هذه الأدلة لمجلس الأمن الدولي والمفتشين.
ويجب أن تكون مقنعة ولا تستند إلى شائعات ما أو معلومات حصلت عليها الأجهزة الخاصة عن طريق التنصت أو محادثات ما إلخquot;.
كما ابدى تشككه في أن تكون القاعدة وراء ما وصفه بـquot;تزوير فيديو الأطفال القتلىquot;.
وفي ما يتعلق بإرساليات السلاح الروسي الى سوريا، قال فلاديمير بوتين إننا نواصل تنفيذ العقود بشأن توريد الاسلحة وصيانتها في سوريا انطلاقًا من أننا نتعامل مع حكومة شرعية ومن دون انتهاك أي من احكام القانون الدولي وأية التزامات أخرى. ولا توجد أية قيود فرضتها هيئة الأمم المتحدة على ارساليات الاسلحة الى سوريا. ويؤسفنا جدًا أن الارساليات الى المسلحين (من المعارضة) تجري بصورة كاملة ومنذ بداية هذا النزاع المسلح، بالرغم من أن القانون الدولي ينص على عدم جواز تقديم ارساليات السلاح الى طرف النزاع.
(اس - 300) لم ترسل الى سوريا كاملة
وأجاب الرئيس الروسي حول فيما اذا توجد المجامع الصاروخية (اس ndash; 300) لدى سوريا بقوله إن quot;هذه المجامع ليست من أحدث المجامع الصاروخية المضادة للجو. ولو أنها من حيث المواصفات أفضل من صواريخ quot;باتريوتquot; (الاميركية) لكن توجد لدى روسيا المجامع الصاروخية (اس ndash; 400) وتليها (اس ndash; 500)، وهي بلا ريب سلاح فعّال جدًا. ويوجد عقد بتوريد (اس ndash; 300) الى سوريا، وقد سلمت اليها عدة مكونات منها لكن لم تنفذ الصفقة بصورة كاملة بعدquot;.
واستدرك بوتين: quot;ولكن اذا ما وجدنا أن هناك بعض الخطواتالمتعلقة بانتهاكأحكام القانون الدولي المرعية فسنفكر في الأمر حول ما يجب عمله في المستقبل. وبضمن ذلك في ما يخص ارساليات مثل هذه الاسلحة الحساسة الى بعض مناطق العالمquot;.
لا توجد لدى روسيا قوات في خارج البلاد
وقال الرئيس الروسي ايضًا إن القوات المسلحة الروسية لا ترابط في خارج البلاد باستثناء اثنتين من القواعد في أراضي الاتحاد السوفيتي السابق وكذلك مشاركة وحدات في العمليات في اطار هيئة الامم المتحدة. وهذا شيء جيد جدًا. ويسرنا ذلك. وبلا ريب نحن لا نعتزم المشاركة في أية نزاعات. ويدهشني حقاً اعلان بعض البلدان مشاركتها في العملية العسكرية ضد سوريا. ولهذا فإنني كنت اعتقد أن كل ما يجري في الغرب يتم وفق مبدأ نمطي معين يشبه القرارات التي كانت تصدر عن مؤتمرات الحزب الشيوعي السوفيتي، لكن تبين أن الأمر ليس كذلك.
واضاف بوتين: quot;وقد ظهر أن هناك بعض الناس الذين يعتزون بسيادتهم ويحللون الوضع ويتحلون بالشجاعة لاتخاذ قرارات لصالح بلدانهم نفسها ويذودون عن وجهات نظرهم. وهذا شيء جيد جداً . إن هذا يدل علىأن العالم يعزز التعددية القطبية فعلاً.