موسكو: تشهد موسكو اليوم الاحد انتخابات لاختيار رئيس بلدية لها، يتحدى فيها المعارض الكسي نافالني النظام السياسي لفلاديمير بوتين الذي يمثله رئيس البلدية المنتهية ولايته سيرغي سوبيانين.

وتشكل مشاركة المعارض البالغ من العمر 37 عاما، الناشط في مكافحة الفساد والمعارض بشدة لبوتين بعدما قاد حركة الاحتجاج في شتاء 2011-2012، تغييرا في ساحة سياسية تبدو فيها المعارضة مهمشة منذ عشر سنوات.

ودعا نافالني الجمعة الناخبين في موسكو الى التصويت له لكسر هيمنة بوتين. واكد في مقابلة مع الصحيفة الالكترونية quot;غازيتا.روquot; ان بوتين quot;يهيمن على المجال السياسي الروسيquot;. واكد ان نتائج الانتخابات البلدية ستوجه اشارة واضحة الى السلطة وستحدد quot;ما اذا كان بالامكان ادخال الناس الى السجون ومواصلة سرقة الاموالquot;.

وقال نافالني الذي اكد في الماضي انه ينوي الترشح للانتخابات الرئاسية في 2018، ان هذه الحملة quot;كان يمكن ان تكون حملة انتخابات رئاسيةquot;. وقام المعارض بحملة نشيطة جدا في الشارع وعلى الانترنت سمحت له بزيادة عدد مؤيديه الذين اصبحت نسبتهم تبلغ بين 18 وعشرين بالمئة. لكن الفارق بينه وبين سوبيانين يبقى كبيرا اذ يلقى رئيس البلدية المنتهية ولايته تأييد 58 الى ستين بالمئة من الناخبين.

وقد حشد آلاف المتطوعين ووظف اكثر من مئة مليون روبل (2,3 مليون يورو) من التبرعات. اما سوبيانين (55 عاما)، وهو اداري ناجح لكنه لا يتمتع بحضور قوي، فقد خاض حملة باسلوب مختلف تماما، رافضا المشاركة في المناقشات ومؤكدا انه يفضل مواصلة عمله في المدينة.

وقد ضاعف المبادرات لكسب تأييد الناخبين في موسكو، من اقامة نظام لوضع دراجات في الخدمة للتنقل الى ورشات عمل واسعة لتجديد الوسط التاريخي للمدينة. وعين الكرملين سوبيانين في 2010، لكنه دعا الى انتخابات مبكرة لتعزيز شرعيته في المدينة التي تضم 12 مليون نسمة.

ويرى محللون ان هذه الانتخابات مهمة جدا للكرملين اذ ان مشاركة نافالني حولتها الى quot;استفتاء حول بوتينquot; في موسكو التي كانت ساحة رئيسية لموجة الاحتجاجات على السلطة في 2011-2012. وقال غريغوري ميلكونيانتس الذي يعمل في المنظمة غير الحكومية غولوس ان ما بين سبعة آلاف وثمانية آلاف مراقب للاشراف على الاقتراع الذي سيجري جزء كبير منه عن طريق لجان انتخابية.