أعادت وثيقة سرية مسرّبة، نشرتها صحيفة إسرائيلية، اسم مصطفى بدر الدين إلى دائرة الضوء، إذ كشفت علاقته بعماد مغنية، وعلاقتهما معًا باغتيال رفيق الحريري.

أيام قليلة تفصل لبنان عن استحقاق ناري بامتياز. إنه انطلاق جلسات المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، المخصصة لمحاكمة قتلة رئيس الحكومة اللبناني الراحل رفيق الحريري، الذي تم اغتياله في 14 شباط (فبراير) 2005. أيام قليلة، لكن حافلة بتطورات ستترك أثرها في المسألة برمتها، بدأتها جريدة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، بنشرها وثيقة سرية مسربة من المحكمة، حصل عليها رونن سولومون، المحلل الاسرائيلي في شؤون الاستخبارات وحزب الله.
معلومات واتصالات
تقول الصحيفة العبرية إن باحثين عسكريين إسرائيليين في شؤون الأمن والاستخباراتعثروا على وثائق رسمية خاصة بالمحكمة، تكشف جوانب خفية من التحقيق الدولي، وفيها تفاصيل جديدة عن متهم رئيس في القضية هو مصطفى بدر الدين، الذي يعرف بأنه صهر عماد مغنية، القيادي في حزب الله، وخليفته بعد مقتله بعبوة ناسفة في دمشق، في 14 شباط (فبراير) 2008. وسولومون هو أحد هؤلاء الباحثين الاسرائيليين، يقوم بتحقيق دقيق لتقفي الآثار التي تلمح إليها الوثيقة المسربة، خصوصًا أن بدء المحكمة الدولية جلساتها سيصبّ الزيت على النار اللبنانية المستعرة، وأن الوثيقة نفسها ترسم صورة مقربة، لكن دقيقة، لاستعانة لجنة التحقيق الدولية بمعلومات حصلت عليها من مصادر لبنانية مطلعة على عمل الشبكة المسؤولة عن عملية اغتيال الحريري، وعلى الخطوط الهاتفية التي استخدمها بدر الدين وجهازه الأمني. وتقول يديعوت أحرونوت إن المحققين تعقبوا كل اتصالات بدر الدين بين العامين 2000 و2008، من أجل تأكيد صلته بالخط الهاتفي المستخدم في إدارة وتنفيذ الاغتيال. وتنقل الصحيفة عن سولومون قوله: quot;قد تكون هذه المعلومات مسربة، ما قد يساعد المناهضين لحزب اللهquot;.
دفع الثمن
تقول الصحيفة الاسرائيلية إن وثائق المحكمة ترسم خطوط التواصل بين مغنية وصهره بدر الدين، من خلال هاتف سعدى بدر الدين، شقيقة بدر الدين وزوجة مغنية، ومن خلال اتصالات بدر الدين مع مراكز تحكم خاصة بحزب الله. يقول سولومون: quot;لم يحافظ المسؤول الأمني في حزب الله على قواعد الحذر المتشددة، ودفع الثمن غاليًاquot;.
إلى ذلك، تبيّن الوثيقة المسربة رسائل نصية تثبت صلة بدر الدين باتصال يدينه، تستند المحكمة إليه في اتهامه. وفي هذه الرسائل تهنئة تلقاها من مقربين منه يوم ميلاده، في 6 نيسان (أبريل)، وتعاز بوفاة أحد أقربائه. كما تكشف الوثيقة أن بدر الدين درس في الجامعة الأميركية في بيروت بين العامين 2002 و2004 ونال شهادة في العلاقات الدولية، وحرص على إصدار شهادته باسم مصطفى بدر الدين، رغم أنه كان معروفًا بين أترابه باسم سامي عيسى. ثم فتح محلين لبيع الذهب في الضاحية الجنوبية لبيروت باسم مجوهرات سامينو، ثم غير اسمهما إلى quot;مجوهرات أمينوquot;، بعد انكشاف أمرهما.
وترجح الصحيفة الاسرائيلية أن تكون هذه المعلومات وصلت إلى المحكمة الدولية بسبب ثغرة في جهازه حزب الله الأمني، خصوصًا أن عددًا من الذين تولوا التحقيق في المسألة قد تم اغتيالهم، كالضابطين اللبنانيين وسام عيد ووسام الحسن، بالاضافة إلى مقتل ضباط سوريين في ظروف غامضة، تحت ستار الحرب السورية، وردت أسماؤهم في التحقيقات الدولية.