تحادث العاهل الأردني، الأربعاء، مع المدير العام لمؤسسة الطاقة الذرية الروسية quot;روس آتومquot; سيرغي كيريينكو، حول إنشاء أول مفاعل نووي quot;مثير للجدلquot; في المملكة الهاشمية.


نصر المجالي: أكد الملك عبدالله الثاني خلال لقائه المسؤول الروسي الكبير في الشؤون النووية متانة العلاقات الاستراتيجية بين الأردن وروسيا الاتحادية، والحرص على تمتينها والنهوض بها في شتى الميادين، خصوصًا في مجال الطاقة، وذلك ضمن استراتيجية المملكة لتنويع مصادر الطاقة، ومن ضمنها توليد الكهرباء باستخدام الطاقة النووية.

وأشار كيريينكو إلى استعداد بلاده لتعزيز التعاون مع الأردن في تنفيذ مشاريع الطاقة النووية، وذلك وفق أعلى درجات الأمان والسلامة وأفضل الممارسات الدولية في هذا المضمار. وأعرب عن حرص روسيا على تمتين علاقات التعاون مع الأردن في مختلف المجالات، وبما يعود على الشعبين الصديقين بالفائدة المشتركة.

حضر اللقاء فايز الطراونة رئيس الديوان الملكي الهاشمي، وعماد فاخوري مدير مكتب الملك، ورئيس ھيئة الطاقة الذرية الأردنية الدكتور خالد طوقان، والسفير الروسي في عمّان.

روس آتوم الأفضل
يشار إلى أن الحكومة الأردنية كانت اختارت العام 2013 شركة quot;روس آتومquot; المناقص المفضل لإنشاء أول محطة نووية أردنية لتوليد الكهرباء، علمًا أن هذه المحطة ستضم مفاعلين نوويين قدرة كل واحد منهما ألف ميغا واط.

وتعمل ھيئة الطاقة الذرية الأردنية مع شركة روزاتوم خلال عامي 2014 و2015 على إجراء الدراسات التفصيلية لموقع المحطة النووية، ودراسة الأثر البيئي والدراسة التفصيلية للجدوى الاقتصادية للمحطة، بما فيها كلف الإنشاء الإجمالية وكلف التشغيل، إضافة إلى سعر الكهرباء المولدة عبر الطاقة النووية، والتي ستكون منافسة لأي نوع من أنواع الطاقة المولدة بوسائل أخرى، والتي سيتم على أساسها أخذ القرار النهائي للسير في المشروع.

ويعمل الطرفان الأردني والروسي حاليا على بلورة اتفاقيتين، الأولى لتطوير المشروع، وهي اتفاقية فنية سيتم توقيعها بين ھيئة الطاقة الذرية الأردنية والشركة، أما الثانية فهي تطوير اتفاقية بين الحكومتين الأردنية والروسية، وهي اتفاقية إطارية متعلقة بإنشاء المحطة النووية.

مفاعلات صغيرة الحجم
كما يشار إلى أن رئيس هيئة الطاقة الذرية في الأردن خالد طوقان كان قد ذكر في تصريحات نشرت في تشرين الثاني (نوفمبر)2013 أن بلاده ستعمل على بناء مفاعلات نووية صغيرة الحجم بواقع وحدتين في كل موقع بقدرة 180 ميغا واط لكل وحدةquot;.

ونقلت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية (بترا) حينها عن طوقان قوله: إن الأردن توجّه نحو الخيار الروسي لبناء أول محطة نووية في المملكة، وستعقبها مرحلة لاحقة لبناء مفاعلات نووية صغيرة الحجم بواقع وحدتين في كل موقع باستطاعة 180 ميغا واط لكل وحدة.

وأوضح طوقان أن لدى هيئة الطاقة الذرية توجهًا لتشكيل لجنة استشارية دولية للبرنامج النووي الأردني تتكون من أقطاب الطاقة النووية وسياسيين وخبراء بيئيين من جميع أنحاء العالم تجتمع سنويًا وتتابع سير العمل والتقدّم في البرنامج وترفع تقريرها إلى الحكومة.

ويثير المشروع النووي، الذي تعتزم الحكومة الأردنية تنفيذه، جدالًا واسعًا على الساحة الأردنية، مع حملات رفض شعبية لإقامة أي مفاعل نووي على أي جزء من أراضي المملكة، حيث دعا المعارضون له، وبينهم خبراء، إلى التخلي عنه خشية المخاطر المحتملة.

وكانت الحكومة الأردنية اتخذت قرارًا استراتيجيًا يقضي ببناء مفاعل نووي سلمي لأغراض توفير الطاقة ولأغراض البحث العلمي، حيث بدأ البحث عن أنسب الأماكن كموقع لإقامته.

مفاعل في الجنوب
وحسب المصادر الأردنية، فقد اتجهت أنظار المتخصصين إلى أن يتم بناء المفاعل في المنطقة الجنوبية من الأردن القريبة من مصادر المياه القريبة مثلًا من البحر الأحمر أو الميت كخيار منطقي، بسبب بعده عن المناطق السكنية والثروات والمصادر الطبيعية، ولا يحمل مضامين خطرة كبيرة نسبيًا.

ويشار إلى أن خبراء ومهندسين ومتخصصين كانوا عبّروا عن رفضهم لإقامة المفاعل النووي في الأردن، مطالبين الحكومة بالتراجع عن مشروع الطاقة النووية، والاتجاه نحو الطاقة المتجددة، مؤكدين أن الأردن يملك من الثروات الطبيعية والقدرات، ما يؤهله لإيجاد بدائل أفضل وأكثر مناسبة للواقع البيئي واحتياجات المملكة من الطاقة النووية، وذلك خلال الورشة التي عقدتها شعبة هندسة المناجم والتعدين في نقابة المهندسين أمس بعنوان quot;البدائل الإنسانية للطاقة بديلًا من الطاقة النوويةquot;.

ويرى الخبراء أن هناك مخاطر فنية كبيرة يكتنفها بناء مفاعل نووي محتملة وخطره (جراء الزلازل أو سوء إدارة، أو أي عمل إرهابي) وبالتالي فإن احتمالات المخاطر هائلة جدًا.

وأشاروا إلى أن خطط الدول المتقدمة الإستراتيجية للتخلص من المفاعلات النووية على الرغم من أزمة الطاقة العالمية دليل واضح على ضخامة نتائج الكوارث النووية، واحتمالات المخاطر عالية لكونها ممكنة quot;لا بل تزداد في حالة الأردن الذي يقع في منطقة نزاع وأزمات دائمةquot;.