لطالما تصاعد الكلام عن انتهاكات رجال دين كاثوليك للأطفال، في ما شكل مجموعة من الفضائح التي أساءت فعلًا إلى الفاتيكان. لكنها بقيت اتهامات مطمورة تحت وابل من النفي، حتى كانت المواجهة أخيرًا بين لجنة أممية في جنيف وممثلين عن حاضرة الفاتيكان علنًا وللمرة الأولى، حول هذه المسألة، واجه فيها الفاتيكانيون أسئلة محرجة، عن تورط رجال دين في عمليات تحرش بأطفال.


على مدى سنوات، واجه الناشطون الحقوقيون، الذين تولوا الدفاع عن الأطفال الذين استهدفهم تحرش رجال الدين، بجدار من الصمت وبنقص في الشفافية، تجلى برفض الفاتيكان تكرارًا لطلبات لجنة حقوق الطفل التابعة للأمم المتحدة، للحصول على بيانات حول حالات الانتهاك، وكان آخرها خلال الشهر الماضي.

اتهام ونفي

وقد تحججت السلطات الدينية في الفاتيكان بأن المعلومات لا تفشى إلا لدول تطلبها رسميًا، لاستخدامها في تنفيذ إجراءات قضائية. وردود المسؤولين الفاتيكانيين، الذين كانوا في غاية التقتير بالمعلومات التي قدموها، أصابت أفراد اللجنة الأممية بالإحباط.

إلا أن الفاتيكان نفى قاطعًا عرقلة التحقيقات القضائية حول جرائم التحرش بالأطفال. وقال المونسنيور سيلفانو توماسي، المراقب الدائم للكرسي الرسولي لدى الأمم المتحدة، إن الاتهام الذي وجّهته الضحايا إلى الكرسي الرسولي يعرقل عمل القضاء ضد الكهنة المتهمين.

وقال لإذاعة الفاتيكان: quot;يفتقر الاتهام إلى أساس، فالكرسي الرسولي يدعم حق وواجب كل بلد بمحاكمة الجرائم ضد القاصرين، ونريد أن تتوافر الشفافية، وأن تواصل العدالة مجراهاquot;.

وصمة عار
وكان البابا فرنسيس انتقد الخميس الفضائح الكثيرة التي تشكل عارًا يجعل من الكنيسة موضوع سخرية. وتساءل خلال قداس في دير القديسة مرتا: quot;هل نشعر بالخجل؟. هناك عدد كبير من الفضائح التي لا أريد أن أعددها بصورة فردية، لكن الجميع يعرفهاquot;، ملمّحًا صراحة إلى جرائم التحرش بالأطفال والفساد، التي ارتكبها أعضاء من الإكليروس الكاثوليك في العالم. وقال: quot;فضائح التحرش بالأطفال وصمة عار على جبين الكنيسة، لكننا نشعر بالخجل من جراء هذه الهزائم التي مني بها كهنة وأساقفة وعلمانيونquot;.

وأضاف: quot;هؤلاء الأشخاص لم يكونواعلى علاقة بالله، بل كان لديهم موقع في الكنيسة فقط، موقع في السلطة، وكانوا في وضع مريح أيضًا في هذه الفضائح، في هؤلاء الرجال وهؤلاء النساء، كانت كلمة الله نادرةquot;. كذلك تحدث البابا فرنسيس عن احتقار الجيران والسخرية واستهزاء المحيط بالكنيسة، التي أصبحت على كل لسان.

وكان البابا أعلن في الشهر الماضي أن الفاتيكان ستشكل لجنة خاصة لمكافحة الانتهاك الجنسي في الكنيسة. والفاتيكان أقرّ ميثاق الأمم المتحدة حول حقوق الطفل في العام 1990، من دون أن يقدم أية تقارير حول حسن تطبيقه حتى العام 2012، خصوصًا بعد شيوع أخبار الانتهاكات الجنسية للأطفال في أوروبا وخارجها.