أي جديد في الوثائق التي عرضها موقع ويكيليكس وطبل لها بعض الأعلام العربي الموتور والحاقد الذي أجتزأ بعض من هذه الوثائق البسيطة وقام بتضخيمها عن طريق أعادة الخبر ومونتاجه بحبكة تصل الى الدراما لأثارة المشاهد وتشويه سمعة بعض الوطنيين العراقيين ونقصد به وبدون مواربة السيد نوري المالكي والذي أقترب كثيرآ من تشكيل حكومة وطنية عراقية،حقيقة الأمر لم نرى أي جديد في حصيلة الضحايا من العراقيين الذين سقطوا بالعمليات الأرهابية أو بنيران القوات الأمريكية والبريطانية الغازية المحتلة التي غزت العراق بتواطئ ودعم وتمويل من بعض الأنظمة العربية في المنطقة والتي تحتضن بعض القنوات ووسائل الأعلام المغرضة هذه والتي أفلست فكرآ ومضمونآ وفقدت كل حرفية ومصداقية وحيادية في نقل الخبر وطريقة تناوله وتحريره.
كنت أعتقد وأنا أشاهد أحد وسائل الأعلام هذه وهي قناة فضائية أخبارية معروفة والضجة التي أثارتها في كيفية أذاعة الخبر المتعلق بهذه الوثائق المسماة بالسرية وتسويقه والعنوان اللامع والمثير والذي أتخذته شعارآ لأذاعة هذا الخبر والذي أسمته ب(كشف المستور) حيث ظهر المستور (الخطير) بأن السيد المالكي أمر بفصل خمسة من كبار ضباط الشرطة من السنة،و(المستور الثاني) وحسب هذه الفضائية الفضائحية هو شريط فيديو يظهر بعض رجال الشرطة وهم يعتدون بالضرب على أحد المعتقلين،و(المستور الآخر) هو أن أغلب المعتقلين من السنة العرب، و(المستور الأخير) هو أن السيد المالكي يقود قوة لمكافحة الأرهاب مرتبطة به شخصيآ،هذه هي خلاصة هذه الوثائق السرية التي كانت (مستورة) والتي أثارت كل هذا الصخب والضجيج الأعلامي الفارغ، ومحتواها هي أمور يمكن تفنيدها ودحضها والرد على ما جاء فيها بكل سهولة: فالمالكي وبصفته رئيس لوزراء العراق وحسب الصلاحيات الممنوحة له بموجب الدستور له الحق في فصل من يشاء من كبار الضباط ومهما كان أنتماءهم الديني أو المذهبي فلا وجود لأي طائفة أو قومية فوق القانون والتركيز على أنهم من طائفة معينة فهذا خبث وألتفاتة غير حسنة النوايا ومحاولة لأثارة الفتن والأحقاد بين العراقيين، أما بالنسبة لمسألة التعذيب في السجون والمعتقلات ورغم أننا ندينها وبقوة لكنها أمور تجري وبصورة منهجية منظمة في كل الدول العربية بلا أستثناء تقريبآ: فهذه مصر وقوانين الطوارئ فيها والمغرب والجزائر والأردن واليمن وحتى بعض دول الخليج وتقارير منظمات حقوق الأنسان خير دليل على ذلك وحتى في أمريكا ودول الغرب الأخرى هنالك أساليب للتعذيب تجري بطرق أخرى أكثر دنائة وخسة وكل هذه الدول لا تعاني ما يعانيه العراق من أرهاب وجريمة منظمة وقتل يومي، أما مسألة قيادة قوة مرتبطة برئيس الوزراء فهذا حق طبيعي وهو القائد العام للقوات المسلحة العراقية، وبخصوص الوثيقة التي تتحدث عن المعتقلين بكونهم أغلبية من طائفة معينة أي من السنة العرب فهذا أمر لا جدال فيه حيث أن بؤر التمرد وأستهداف قوات الأمن والجيش العراقي المسؤول الأول عنها هم أخواننا من أبناء السنة العرب وهم أنفسهم وفي أدبياتهم لا ينكرون هذا الشيئ ويتفاخرون به.
وخلاصة القول فأن الهدف الواضح والصريح من تسريب هكذا وثائق هي لعرقلة تشكيل الحكومة العراقية برئاسة المالكي حيث خصومه في المشهد السياسي العراقي كانوا في أمًس الحاجة لمثل هذه القنابل الأعلامية،علاوة على أن هنالك رغبة حقيقية لكثير من الأطراف في إستمرار دورة العنف وديمومتها في العراق عن طريق تغذيتها بمثل هكذا أمور،إضافة على أن هنالك حاجة للتغطية على جرائم المحتلين في العراق والقول على أن هؤلاء فيهم من أصحاب الضمائر الحية وهذه من الأمور المهمة حيث يساور الكثيرين الشك بوجود ضمائر أصلآ في الغرب يمكن أن تستيقظ وخير مثال على ذلك الشعب الفلسطيني فهذه محنته التي مضى عليها أكثر من ستون عامآ وضمائر الغرب الداعم للكيان الصهيوني المغتصب لأرض فلسطين تنام نومآ عميقآ لكننا نراها تصحوا فجأة في العراق،ومن باب التوازن والعدالة لماذا لم نسمع بأية وثائق سرية عن حفلات القتل والتعذيب الجماعية التي مورست بحق المقيمين الفلسطينيين والعراقيين بعد أنسحاب الجيش العراقي من الكويت عام 1991 على يد ميليشيات تم تشكيلها من قبل بعض المسؤولين الكويتيين؟ ولماذا تغاضت وسائل الأعلام هذه التي ترفع شعار الرأي والرأي الآخر عن تناول ما حدث بعد إنسحاب الجيش العراقي من الكويت؟ وجعلت هذا الأمر في طي الكتمان؟
إذن لا بديل للعراقيين عن التلاحم الوطني وعدم الألتفات وراء هذه السخافات والأسراع بتشكيل حكومة وطنية عراقية وبرئاسة السيد المالكي النزيه ليكمل ما أنجزه رغم بعض التحفظات والذي يكفيه فخرآ أنه كان السبب الرئيسي في وقف الحرب الطائفية التي كادت أن تمزق البلد علاوة على أربع سنين عجاف أدارها بمنتهى الحنكة والشجاعة رغم كل الصعوبات والمنغصات حتى من أقرب الحلفاء وهو يقترب بخطى واثقة من أن يكون ك(عبد الكريم قاسم) الزعيم العراقي الخالد، لكن بدون عفى الله عما سلف تجاه القتلة والمجرمين.
[email protected]
- آخر تحديث :
التعليقات