واحد من كتاب السلطة المعروفين فى مصر كتب منذ ايام قليلة واصفا مسيرات اقباط مصر فى استراليا واوروبا وامريكا وعدد من الدول الاخرى احتجاجا على مذبحة ليلة عيد الميلاد والتى راح ضحيتها ستة من الابرياء بانها كانت خيانة للوطن (مصر).. خيانة للوطن لانهم قاموا بمسيرات سلمية فى شوارع عواصم دول العالم للتعبير عن حزنهم وغضبهم لما حدث ولايزال لاهلهم فى الوطن الام من قتل متعمد واضطهاد وظلم وتميز رسمى صارخ ضدهم من قبل النظام واعتداءات متكررة من قبل المتطرفين على مقدساتهم واملاكهم واعراضهم!!
خيانة للوطن لانهم طالبوا فى مسيراتهم السلمية رئيس الجمهورية وكبارالمسئولين عن الحكم بوقف التميز بكل صورة وانواعة ضد الاقباط ووضع نهاية للاعتداءات الاثمة عليهم ومعاقبة المعتدين طبقا للقانون..!!
لقد مارس ملايين الاقباط الموجودين فى الخارج حقهم الديمقراطى للتعبير عن رفضهم بطريقة راقية متحضرة للطائفية البغيضة التى يعانى الامرين بسببها اهلهم فى مصر بالاضافة الى العنصرية والتميز الرسمى من قبل الدولة ضدهم منذ تولى السادات حكم مصر وحتى هذة اللحظة من عهد الرئيس مبارك.. فكيف يمكن ان نصفهم بالخونة وهذة المسيرات السلمية.. وهذة المطالبة العادلة بخيانة الوطن؟؟
وللاسف لم يكتف هذا الكاتب الذى تعتبر جريدتة متحدثا شبة رسميا للجنة السياسات التى يراسها نجل الرئيس مبارك جمال بتوجية تهمة خيانة الوطن لملايين الاقباط الشرفاء فى الخارج والذين لولا استثماراتهم ومدخراتهم واموالهم التى يرسلونها مساعدة لاهلهم واقاربهم والوطن.. ولولا زياراتهم المنتظمة لوطنهم الام والتى تساهم بنسبة كبيرة فى حصيلة مصر القومية من السياحة لكانت مصر فى وضع لا تحسد علية.
اود اقول لهذا الكاتب المعروف ان خروج فرد او مائة او مليون الى الشوارع للتنديد بوضع ما او المطالبة بطريقة سلمية بمطالب انسانية ودستورية وقانونية عادلة ليس فية اى نوع من الخيانة عى الاطلاق.. وانما خيانة الوطن والخونة الحقيقين هم الذين يرون الظلم فيصفقون للظالم ويضعون على صدرة الاوسمة ثم يعطون ظهورهم للمظلومين.. الخونة لوطنهم هم الذين يحولون الحاكم الذى هو انسان مثلى ومثلك الى الة معصوم من الخطأ ويطالبون ابناء الوطن بعبادتة وتقديسة وتقديم ولائم الطاعة لة.
الخائن الحقيقى لوطنة واقصد بالتحديد مصر هو الذى يرى المهاويس والمتطرفين يقتلون اخوة لهم في الوطن وهم خارجون لتوهم من صلاة العيد ثم لا يقوم باستنكار هذا الفعل الاجرامي البشع بدون تردد او محاولة ايجاد المبرر لة وتسمية الجريمة باسمها الحقيقي بدون لف ودوران والتلاعب بالالفاظ.
الخونة الحقيقون لوطنهم هم الذين يصمتون ويغلقون افواهم عندما يرون المسئولين فى الدولة لا يرغبون ولا يريدون انهاء التطرف والطائفية فى مصر وفصل الدين عن الدولة لانها تخدم مصالحهم وتحقق اهدافهم فى اضعاف وحدة الشعب وتمزيقة تماما والهاءة فى المشاجرات والصراعات الدينية ومن ثم يظلون لسنوات عديدة يحكمون بدون معارضة من الشعب لانشغالة بالتفاهات والقضايا الجانبية والسعى لكسب لقمة العيش والاحتياجات الضروية للحياة اليومية.
اننى اتعجب لهذا الكم الهائل من الاتهامات السخيفة المكررة التى وجهت من قبل كتاب السلطة والمتطرفين والمتأسلمين ضد اقباط المهجر الشرفاء من خيانة وعمالة وتلقى اموال من جهات معينة لزعزة استقرار مصر والتامر ضد الوطن.. و...و..الخ
والعجيب حقا اننى لم اقرأ او اسمع مثل هذة الاتهامات الخطيرة من كتاب السلطة ضد ثانى اكبر ارهابى فى العالم الدكتور المصرى خريج مدرسة الاخوان المسلمين الظواهرى الموجود حاليا فى باكستان لنشر الارهاب فى كل دول العالم !!
وايضا لم نسمع اتهامات الخيانة والعمالة ضد من قال طظ فى مصر وطالب باحضار رئيس من ماليزيا لكي يحكم مصر.. ولم نسمع اتهامات الخيانة ضد الذين صفقوا وهللوا لجنود حماس عندما قتلوا بدم بارد جندى مصر فى سيناء!!
اخيرا لقد كان من الحكمة ان تستمع القيادة فى مصر وعلى راسهم الرئيس مبارك لمطالب الاقباط العادلة حرصا على مصلحة الجميع بدلا من اغلاق الابواب فى وجوهم والعناد والرفض والمماطلة والادعاء بعدم وجود مشاكل لهم.. وبدلا من اعطاء التعليمات والاوامر لكتاب السلطة التابعين للنظام بتوجية الاتهامات والانذارات والتهديدات ضد اقباط المهجر والقيادات الكنيسية بما فيهم قداسة البابا شنودة نفسة المشهود بوطنيتة وحبة لمصر..
ليت الجميع فى مصر يدركون انة لا مفر من التغير والاصلاح السياسى نحو الديمقراطية الحقيقية واحترام حقوق الانسان المصرى لان استمرار الوضع الحالى من خلط الدين بالسياسة ومواصلة سياسة فرق تسد بين المصريين وانكار وجود تفرقة وتميز ضد الاقباط سوف يكون عواقبة وخيمة على الجميع من مسلمين واقباط.. حكام ومحكومين..وفقراء واغنياء..وليتهم يدركون ان مظاهرات الاقباط فى الخارج هى محاولة اخيرة لايقاظ ومخاطبة ضمائر كبار المسئولين فى ارض الوطن للتحرك والعمل بجدية واخلاص لوقف التميز والظلم ونشر العدل والمساواة بين جميع المصريين.
استراليا
[email protected]
التعليقات