حدثان غيرا وجه المنطقة العربية.. وكان لهما آثار بعيدة المدى على الإنسان العربي.. والإنسان الغربي.. تابعت التحقيق الذي أجرته لجنة بريطانيه مع رئيس الوزراء السابق توني بلير.. وهو بالتاكيد ليس بغرض المحاكمة وإصدار عقوبه.. بل بهدف تلبية إحتياجات وإلتزامات الديمقراطية وحق الشعب البريطاني في معرفة الحقيقة..و كيف إستطاع بلير وتحت أي سبب محدد جر بريطانيا حكومة وشعبا لحرب مدمرة لا زال يدفع ثمنها.. ولا يرى فيها أي أفق للنصر.. حيث دخلت على الخطوط ميليشيات متعدده بأسماء رنانه ترتبط بالإسلام مثل القاعده وغيرها مما صعب مهمة القوات الغربيه من ترسيخ مبادىء الديمقراطيه التي يحلمون بإرسائها في المنطقة.. ولكن الأهم هو ترسيخ حلمهم في التعايش على أسس المصالح الإقتصادية المتبادلة في العالم كله وحمايتها.. وهو حق للجميع في هذا العالم.. وبالرغم من أن كل أصابع الإتهام كانت موجهة إلى بلير شخصيا.. إلا أنه استطاع تمالك نفسه والإجابه بمنتهى المراوغة على كل الأسئله ورفض حتى مبدأ الندم أو الإعتراف بخطأه في تقدير عواقب هذه الحرب.. اللافت للنظر أنه وحتى وبعد كل هذه السنوات على الحرب المدمرة لا زال يؤمن بان ما فعله هو الصواب. وأنه لو واجه نفس الموقف مرة أخرى لاتخذ نفس القرار.. مما أثبت بما لا يدع مجالا للشك بان لا أحد سيستطيع التوصل إلى نتيجة محدده. ولكن الأكيد أنه أتخذ قرار بأن صدّام حسين خطر يجب إستئصاله. حتى قبل ان تصل القضيه إلى الأمم المتحده. وعليه فهو لم يتردد في التحالف مع الولايات المتحده على هذه الحرب.. ولم يستطيع الحليفان الإنتظار لصدور القرار الثاني لتشريع الحرب على العراق خوفا من أن يكون القرار مخالف لرغبتيهما.. فن الخطابة العربية التي ورثناها أبا عن جد.. وكثيرا ما تكون مجرد جعجعة كلاميه فارغه.. لا تولي أي إهتماما للعقل أو المنطق.. فالشعوب رعاع.. وإطاعة أولي الأمر واجب ديني.. وهو حق مطلق يمارسه العديد من زعماء العالم العربي.. ولكن وللأسف فإن نتيجتها يتحملها فقط الإنسان العربي.. تصريحات أحمد نجادي النارية ضد الغرب وما يمثله الغرب من قيم وطريقة حياه.. هي ما تدفع إسرائيل إلى تصعيد الخوف العالمي من إيران ومن إحتمال إمتلاك إيران للقوة النووية. الدول القادره لا تتكلم كثيرا بل تفعل.. وتفاجأ العالم بقدراتها النوويه وقدراتها الكلاميه التي تستند إلى مبادىء المساواه ولكن أيضا مبادىء المسؤولية الدوليه.. تماما كما حدث مع الهند حين فاجأت العالم بقدرتها النووية..الشعوب العظيمه لا تتشدق بالشعارات.. بل تتخذ من عالم الإنسانيات محاميا لحقوقها.. تماما كما فعل غاندي وفعل مانديلا.. صدر مؤخرا نتيجة بحث في علم النفس يؤكد الأثر السلبي على قدرة الإنسان على التركيز والإنتاجية.. والتوازن النفسي الذي تتركه الخطابه السلبيه التي تخاطب عواطف الإنسان فقط.. أثر الأصوات العاليه من الموسيقى و إستمرار الترتيلات الدينيه.. وأصوات كلاكسات السيارات.. أصوات الشجارات المستمره بسبب وبدون سبب في الشوارع والبيوت.. كمية الشحن للعواطف في العالم العربي.. تفوق بملايين المرات كمية الحوار والإقناع.. كلها تؤدي إلى حالة من عدم التوازن في إصدار أي قرار ولو بسيط في الحياة العامه والخاصه.. وفي عدم القدره على الحوار العقلاني.. أليس هناك من حل آخر.. اليست الديمقراطيه هي طريق الإنعتاق وهل تتعارض مع إرادة الخالق لأشرف خلقه على الأرض.في... الحرية والعدالة.. والمساواة؟ باحثه وناشطة في حقوق الإنسان
الأول.. غزو صدام حسين للكويت.. والذي كان من أسوأ نتائجه إضافة إلى جرح الكرامة الكويتية.. إنعدام ثقة الشعوب العربية ببعضها البعض.. فقد الثقة بين الكويتيون والفلسطينيون خاصة وبعد أن هلل الرئيس الراحل عرفات لهذه الحرب. وكان نتيجة تهليله تشريد 450 ألف عائله فلسطينيه عاشت على أرض الكويت واحتضنها الكويتيون وشاركت في إعمار الكويت....
الثاني.. الغزو الأميركي البريطاني للعراق.. والذي تعددت أسبابه وأهدافه أيضا.. هل هو بهدف الإطاحة بالنظام.. هل هو بهدف السيطرة على الحقول النفطية... هل هو بهدف منع العراق من إمتلاك أسلحة الدمار الشامل.. هل هو الخوف من وصول وإمتداد أهداف الإسلام السياسي إلى العراق بحيث تهدد المصالح الإقتصادية للدول الغربية... هل كان خوفا من أن يتحالف العراق مع القاعدة ضد الغرب على طريقة عدو عدوي صديقي..
نتائج الغزو واضحة ومعروفة. ومعاناة الشعب العراقي اليوميه كثيرا ماتجعل البعض يتحسر على أيام الطاغيه صدّام حسين.. أما بالنسبة للغرب فتكاليف هذه الحرب المالية فاقت كل التوقعات.. ولكن تكاليفها الإنسانيه وعلى رأسها موت العديد من الجنود أهم بكثير من التكاليف المالية.. ولا زال السؤال هل أصبحنا أكثر امنا؟؟؟ بل هل أصبح العالم كله أكثر أمنا.. والإجابة واضحة.....
ملابسات الغزو كثيرة ولا يتسع المجال هنا لذكرها خاصة وأن القارىء العربي تابع الموضوع منذ اول دقيقة له من خلال كتاب كثيرون أشبعوا الموضوع كتابة وتحليلا..
ما لفت نظري من خلال متابعة التحقيق هو أن ما عجّل بهذا الغزو و أكد ضرورته لدى إثنين من أكبر قادة العالم.. هو إمتلاء صدّام حسين الفارغ بالنفس.. وثرثرته التي تحدى بها العالم أجمع.. لقد كان تحديه سببا في حرب الخليج الثانيه حين رفض الإلتزام بالقرار الدولي لإنسحاب.. والذي كان من نتيجته الحصار الإقتصادي الخانق على الشعب العراقي.. ومرة أخرى خطابات التحدي ورفض الإلتزام للقرارات الدولية التي سبقت الغزو الغربي في البحث عن أسلحة الدمار الشامل....
فن الخطابة الذي يتعدى المنطق والعقلانيه الذي مارسه وعلى اكمل وجه الشيخ نصر الله.. هو ما دفع ثمنه اللبنانيون في الغزو الإسرائيلي على الجنوب.. والذي كلّف لبنان البنيه التحتية الإقتصادية للجنوب باكمله.. والذي ومرة اخرى تتوعد إسرائيل بمعاودة الكرّه إن لم يغير حزب الله من سياسته ومن تحالفه مع إيران عدوها اللدود..وإن لم تتسلم الحكومة اللبنانيه أسلحة حزب الله بحيث تكون وحدها المخوّله بحماية الشعب اللبناني...
تصريحات خالد مشعل التي توعّد فيها إسرائيل بالرد المدمر لها.. هي ما ستستخدمه إسرائيل للمراوغه الدوليه في إحقاق حقوق الفلسطينيون.. خاصة وأن الإنشقاق لا زال مستمرا بين السلطتين.. سلطة حماس وسلطة فتح.. ومسكين أنت أيها الفلسطيني..!!
سيدي القارىء العربي..
وبعد كل هذا فإن أكبر معول لقتل ثقة الإنسان في نفسه.. هو أنه يطأطأ رأسه مرة ومرات أمام من هو في مكانة الأكبر في العائله.. والأكبر والأعلى في المجتمع.. ورئيس عمله.. ورئيسه الآخر... والآخر.. بحيث تعوّد اللامبالاة.. الخنوع والعبوديه.. وعدم الجدال.. وعدم التدقيق.. وعدم إعمال العقل... وكل هذه الطأطأه من أجل لقمة عيش.. فهل هذا قدره... هل هذه إرادة الخالق بأن الإنسان مسيّر لا مخّيّر لخليفته على الأرض؟؟؟
- آخر تحديث :
التعليقات