متأخراً عن ذكرى رحيل صديقين صالح بشير وبسام حجار

1
لا يملكان سلطة على الحياة والموت. فقط يستطيعان ان يجعلا مسالك العيش اصعب واعتم سبلاً.

2
التضرع إلى الله من شؤون البشر الفانين، لأنهم يصلون للموت مثلما يصلون للحياة.
لا تحسبوا ان الواقفين فوق رؤوسنا يتضرعون للآلهة، إنهم فقط يتأملون تغير خطوط اكفهم ومصائرهم التي صنعوها بالأكف نفسها.

3
يكفي ان نعلن عن مساحيق الغسيل، لتصبح الطهارة فعل قداسة. لليدين، دوماً، حدان قاطعان واحد موصول بالسماء وآخر يصلنا بها على غير رغبة منا.

4
هل تتكلم التماثيل؟ الأرجح انها تتخاطب من فوق رؤوسنا على نحو غامض. هي عيوننا التي ترفض ان تستجيب. الاصغاء صفة تختص بالمؤمنين. كل الآذان ما خلا آذان هؤلاء صماء ومتحجرة.

5
بين مكانين يمكننا ان نلتقي كعابرين. ان نصغي جيداً لما تمليه الصور. نصغي ايضاً، وهذا بالضبط ما لا نجيده، للكلام الذي يعبر من جيل إلى جيل وللصور التي تتماثل في كل مكان.

6
الانصاب صناعة سلطات خالدة. الانصاب التي علينا ان لا نراها ابداً. نمر تحت شعاعها المعمي فلا نعود لنرى. الانصاب، حين تعتاد علينا تصبح المدن لا مرئية: معيوشة وحسب.

7
يجب ان يقنعنا احد ما ان اجتماع نبيين لا يصح في مدينة واحدة. ذلك انه لم يسبق لنبي ان تعايش مع آخر. فالحروب دائماً تخاض باسم الآلهة، لذا نقترح عليكم ان تهجروا المدينة حيث يقع هذا النصب بالضبط.