الثلاثاء الماضي حانت ساعة الصفر إيذاناً ببداية التعداد العام للسكان تحت إشراف مصلحة الإحصاءات العامة والمعلومات، وعندما كان العداد يدون بياناتي في استمارة التعداد، وبوضعه للملصق على باب المنزل، كان ذلك رمزا بأنني وأسرتي بتنا أرقاماً مثبتة في سجلات التعداد.. ثم ماذا بعد؟

أين سنذهب نحن quot; الأرقام quot;؟ لاشك أن الموطن اليوم يتطلع لأن يكون لتلك الأرقام دورها في بناء خطط التنمية المستقبلية و ما يسبقها من مسوح إحصائية و أبحاث ودراسات لاستشراف المستقبل.

يبنغي علينا توعية الجيل القادم بأهمية عملية التعداد، ومن باب إحقاق الحق فقد كان العمل التوعوي والإعلامي الذي بذلته وزارة الاقتصاد والتخطيط في الفترة الماضية على قدر من الإتقان والشمولية لكن دورنا لابد أن يمتد إلى ما بعد التعداد، بالتأكيد على أن التعداد لا يعني إحالة مجموع تلك الأرقام إلى كتب الجغرافيا، بل هي أرقام ستكون حاضرة بلا شك في ذهنية المسؤول قبل إطلاق كل مشروع جديد، كل مطار يتم تشييده، كل ميناء يتم رصفه، كل شارع تتم سفلتته، كل مدرسة يتم افتتاحها، ستكون تلك الأرقام جزءاً من كل quot; الكل quot; القادم في طريق التنمية.

هذه الأرقام في محصلتها النهائية هي الأساس في تأمين السرير للمواطن في المستشفى الحكومي، كي لا يضطر للبحث عن سرير خاص في مستشفى خاص.. و ابنك أيها الموطن هو رقم محسوب في حسبة المقعد المدرسي في المدرسة المجاورة وليس في المدرسة الأبعد.. وهو سيكون محسوبا من ضمن المقعد الجامعي كي لا تضطر للبحث له عن واسطة، وستكون رقماً محسوباً في سعة الطائرات الداخلية والدولية كي لا تبقى في قائمة الانتظار لشهور وأيام في انتظار مقعد !!

التعداد هو أحد الركائز الأساسية لبناء الخطط الاستراتيجية للمستقبل، وكلنا أمل في أن يتم استثمار تلك الأرقام لصناعة مستقبل أجمل..

محاضـر بجامعـة جـازان

[email protected]