سردشت أيها الشاب الأبدي الجميل، اشعر بالزهو يفيض من اسمك وبالرفعة تحيطه. يكفيك مجدا أن تستفز كلماتُك الرصاص.. أيها الشامخ الشهيد، رؤوسنا ndash; نحن الذين نشيخ الآن على هذه التراجيديات ndash; تنحني إكراما لشجاعتك النادرة وتصويرك المثقف في اعظم وأنقى مقاماته.
أيها الفارس الكردي الذي اختار الوقوف في وجه البنادق المستبدة، اختار الخروج من كهوف الخلافة مطالبا لأقرانه وجيله بالعدل وتفعيل دورهم كشباب في بناء وطن قاتلآباؤهم من أجله..
أردت أن تكون مثالا فكنت
أيها الكردي الأصيل .. الشامخ
نال رصاصهم من فمك...
..............
لكن كلماتك عاصفة
ما لمسدساتهم فيها غير نفخ خائب


***

في السابع من مايس ألفين وعشرة أسمع بسردشت عثمان تلخّصه الأخبار كالتالي: (طالب وصحفي شاب تمَّ اختطافه يوم الثلاثاء الماضي من أمام مبنى كلية الآداب في اربيل وعثر على جثته مقتولا في الموصل بعد يومين).
أقرأ أنا المنفي إلى العزلة والمراقبة عنه فارتعب ويُبعث الفارس حيا في ذاكرتي. أراد نهاية تراجيدية وحققوها له.. هي الأمنية الوحيدة التي تحققت من كل أمانيه الجامحة .. نهاية لا أحد يطعن في تراجيديتها شانها في ذلك شأن نهايات أبناء الحرية في كل مكان، شأن نهايات الكتاب والشعراء العظام الين روَّعوا الديكتاتوريات المخيفة برقة أحلامهم.

يجفوني النوم واستعيد الأيام الخوالي في جامعة بغداد مطلع الثمانينيات الماضية، ترن في الذاكرة أسماء الرفقة من الفرسان الكرد ، الأسماء ترن في الذاكرة؛ عدنان وتوانا وعباس ودارا ورسول وسيروان وسردار. تستفيق صورهم كلُّها وتمشي إليك... سردشت أنت الآن صديق عريق كأني عرفته كل حياتي ويؤسفني أنه مات دون أن يعرفني..
يا صورة كل أولئك الشباب الكرد المتطلعين إلى الحرية ، الأباة.. دعاة الحق والصدق..
الذين قتلوك إنَّما قتلوا كرديا شريفا لا يشك في نزاهته وفروسيته.. أطلقوا النار على ابن بار شريف مخلص لكردستان، فأين يضعهم هذا!

ماذا يمكن أن تكتب عن فارس يفزُّ لذكره جيل من الأسماء
ماذا للكلمات أن تقول في مَنْ جعل منها مجازات عقابها الاغتيال


***
يا سردشت
لك مجد لا تحلم به بنات الرؤوساء
ونبل لا ترقى الرجال إليه بالنسل
يا سردشت
ستحلم بالزواج منك بنات الرؤوساء
ويتمنين لو أن فمك قال فيهن شيئا

لم ينل الرؤوساء
شرف مصاهرتك يا سردشت
ولن يحلم أحدهم في أن يضم أميرا بشجاعتك
خسروك إذ قتلوك
أيها الكردي الجميل الأبدي الشباب
15/05/2010