الحلقة الأولى

أضواء على مسألة الاندماج الاجتماعي للجاليات المسلمة في هولندا من خلال بعض الدراسات الهولندية 2-4

كنا قد عرضنا في الجزء الأول من هذه السلسلة، مقدمة تمهيدية للموضوع وأعطينا لمحة تاريخية عن الوجود الإسلامي في هولندا وإحصائيات رسمية علمية عن تطور أعداد المسلمين في هذا البلد. وفي هذا الجزء نقدم مفهوم الاندماج الاجتماعي باعتباره المطلب الرسمي والشعبي ومثار بل مرواز التعايش والمواطنة إلى حد ما بالنسبة للمهاجرين. نقدمه وفق ما قدمته لجنة بلوك البرلمانية والتي استقته بناء على استطلاع جهات أكاديمية وعلمية وحكومية.

أولا: تقرير لجنة بلوك الهولندية (COMMISSIE BLOK) لتقصي مفهوم الإندماج الإجتماعي:
سنبدأ بهذا التقرير الذي يستطلع مفهوم الاندماج الاجتماعي لدى الخبراء والمختصين في هولندا، وبموجبه نستطيع أن نتعرف على مفهوم الاندماج الاجتماعي من جهة ومن جهة أخرى نقف على بعض المواقف المتضاربة منه لدى بعض الجهات الرسمية والأكاديمية الهولندية.
التقرير جاء في إطار الجدل حول تحديد تعريف واف للاندماج الاجتماعي، يتضمن حدوده وأبعاده وأهدافه، حيث يحتل هذا الموضوع جدلا كبيرا الآن. ويميل البعض إلى تحديده وفقا إلى القانون، في حين يميل الآخر إلى مسألة إيجاد عمل مناسب، فيما يميل ثالث إلى أن الاندماج الحقيقي يتمثل في حالة أن يجد المهاجر مكانا له في المجتمع الحاضن.
وقد قامت اللجنة المكلفة من قبل البرلمان الهولندي والمسماة (لجنة ndash; بلوك Commissie-Blok) للبحث في تقييم سياسة الاندماج. حيث استطلعت هذه اللجنة آراء بعض الأطراف المختلفة من المعنيين بهذا الشأن: من وزراء وموظفين حكوميين، وعلماء وقادة رأي. وقد ظهر تقرير اللجنة في شهر يناير 2004، ظهر تقرير اللجنة بصياغته الأخيرة فيما أدرجته تحت عنوان الاندماج.
وأدناه ما أعدته اللجنة حول الاندماج والموجه بصيغة سؤال إلى عشرة من الخبراء. (1)

لجنة بلوك COMMISSIE BLOK:
لقد قامت لجنة البحث بتصنيف التعاريف التالية لفهم الاندماج:
يندمج شخص ما من جماعة اجتماعية مهاجرة في المجتمع الهولندي عندما يحصل على الحقوق القانونية، والمساواة، والاشتراك في المجالات الاجتماعية ndash; الاقتصادية، ومعرفة باللغة الهولندية والقيم المعتادة، واحترام معايير ونماذج السلوك الهولندية.
الاندماج هو معادلة من طرفين، الأول هم القادمون الجدد إلى البلد والذين يكون لديهم استعداد للاندماج، والثاني هو المجتمع الهولندي الذي يتوجب أن يكون متقبلا لهذا الاندماج.

وأدناه وجهات النظر:

وجهة نظر السيد دايكستال DIJKSTAL:
السيد دايكستال هو وزير الخارجية في حكومة كوك الأولى. وقد حدد الاندماج بمايلي: quot; الاندماج هو عكس الانعزال، كما انه ليس التمثيل assimilation، بالإمكان اختيار طريق مختصر لتنمية منفصلة لعزلة بعض البلدان في العالم التي اختارت التمثيل على سبيل المثال.
في الحالة الأخيرة هذه نجد أن طرفا ما يقدم باتجاه الآخر فيتكيف. أما في الحالة الأخرى فإن الاندماج الاجتماعي يتطلب تعامل الطرفين، حيث أن من المفترض على الناس القادمين إلى هولندا التكيف مع المجتمع الذي قدموا إليه، وعلى المجتمع الذي من المفترض أن يكون مستقبلا (بكسر الباء) أن يهيئ مكانا يستوعب هؤلاء القادمين بما فيه ثقافتهم.
إن سياسة الاندماج هي محاولة من قبل القادمين للتكيف مع البيئة الجديدة، لذلك فانه على الأغلب يحاول عادة النواب وأعضاء المجالس المحلية وغيرهم لجر المسألة إلى أقسام ولجان خاصة. الاندماج تستطيع تعريفه بنفسك بكلمة، كتحديد للأهداف. بتعريفي انه يعني الهدف الذي أتى من أجله الناس المندمجون.

فان بوكستل VAN BOXTEL:
فان بوكستل (وزير المدن الكبيرة وسياسة الاندماج في وزارة فيم كوك الثانية). quot;سياسة الاندماج تتعلق بنوعية المجتمع في هذا البلد المتعدد الإثنيات، والناس المختلفون القادمون إليه. تلك السياسة التي يجب أن تكون موجهة بوطنية فعالة مع حقوق وواجبات على كل فرد وفقا لمبدأ المساواة. لا أريد هنا أن اخطأ تجاه باقي إشكاليات التعريف. يهدف الاندماج إلى استيعاب القادمين الجدد في المجتمع، بشرط أن يكونوا مقيمين بصيغة شرعية في البلد، وسيجدون طريقهم وفقا للحقوق والواجبات المترتبة.

مولمان MOLLEMAN:
السيد مولمان (المراقب السابق لدائرة مراقبة سياسة الاندماج للأقليات التابعة لوزارة الداخلية):
quot;من المحتمل انك تقصد اندماج الأقليات الاثنية في المجتمع الهولندي. وبالنسبة لفهمي فإن المشاركة الفعالة في المجتمع الهولندي والإستعداد في نفس الوقت للجد فيهquot;. لعلك تقصد انه تقبل في مجتمع ما تلك الأقليات وان تعطي هذه الأقليات أيضا الفرصة لأن تتساوى وتشارك فيه. انه بالنسبة لي قيمة هذا الموضوع في مشاركة الطرفين في هذه العملية. يجب أن تضيف أيضا إنه في هذا المجتمع أو ذاك يجب أن تتقبل وإن توفر فضاء للمبادرة.
هذا هو الاندماج بالنسبة لي. هناك أيضا (فاتورة الأقليات) ووثيقة تخطيط الأقليات كمخرج لهذا الأمر. ولذلك فانه ممر لنا أيضا لنجعل الاندماج مسألة وقائية للحفاظ على هويتنا. وهذا تحديدا هو الطريق غير الممهد، الطريق الذي أسس معضلة كبيرة ولحد هذا اليوم لازالت مستمرة للأسف. وليس المقصود هنا ثقافة محددة ولكن أي إثارة بطريقة خاطئة ستكون هذه الجماعة قد وضعت قدمها بالخطأ. هذا هو الشئ المطروح باستمرار.
إن سياسة الاندماج هي السياسة التي تعنى بأطراف الاندماج الاجتماعي في مجتمع متعدد الثقافات، وكما هو الحال في قرع جرس الخوف من الأقليات. وهذا يصعب استيعابه، لأننا ليس لدينا أحزاب متساوية في الأهداف. إن المبتغى تشخيصه هنا هو وجود شرخ في الماضي ومنذ العام 1980.
هناك ثلاثة جوانب محددة في سياسة الاندماج الاجتماعي، في الجانب الأول هو وجود سياسة متأخرة: إعطاء الفرصة للمشاركة، وتحديدا في مجال الحياة الاجتماعية ndash; الاقتصادية. في المكان الثاني، هناك سياسة إساءة معاملة (تأخر منح الحقوق مثلا) وتكريس سياسة مناهضة التمييز. وفي المكان الثالث هناك سياسة موجهة لأجل المشاركة والمساواة والثقافة. إلى جانب ذلك المشاركة المساهمة في الحياة الهولندية. وتعد المساواة فرصة للمشاركة هذه لان يأخذ الشخص موقعه الخاص ليبني شكلا خاصا من الثقافة، لكن ليست ثقافة بلده الأم. الثقافة هي إعطاء فرصة في تلك العملية للمشاركة والمساواة ، وبوجه خاص لعرض لكنة خاصة للمجتمع الهولندي ... تبقى هذه الخطوط الرئيسية لسياسة الاندماج الاجتماعية.

بنينكس PENNINX:
البروفيسور بنينكس هو أستاذ دراسات الجماعات الإثنية في جامعة أمستردام. ويقول: quot;لدي تعريف سهل ونسبي للاندماج:
يصبح المهاجرون مندمجين إذا طرحوا قيما مقبولة من المجتمع. وهذا يعني في الحقيقة شيئين، يتوجب على المهاجرين أنفسهم أن يعملوا جل جهدهم من اجل أن يصبحوا جزءا فعالا من المجتمع، وفي نفس الوقت يتوجب على المجتمع أن يعمل جهده من أجل أن يقبل بإعطاء هؤلاء الناس مكانا في هذا البلد. هذان هما العنصران الأساسيان للتعريف. تسمي سياسة الاندماج بأنها ذلك الجزء الواضح من السياسة التي تتعلق بالعملية العامة التي تستهدف تخصيص موقع في المجتمع للمهاجرين. وإذا كانت نتائج هذه السياسة غير متوقعة التحقق لبعض الأقليات، فانه يتوجب إعادة النظر بها. العمليات العامة في المجتمع تعتبر أكثر أهمية بالنسبة لوضع الجماعات المهاجرة تحديدا منه إلى أنها سياسة محددةquot;.
وتسال اللجنة: quot;إذن أنت تشير بوضوح إلى أن السياسة العامة ربما تكون أكثر أهمية للاندماج من سياسة محددة موجهة؟quot;. البروفيسور بنينكس: quot;أنا مقتنع بهذاquot;.

كوبمانس KOOPMANS:

بروفيسور كوبمانس (أستاذ علم الاجتماع في جامعة أمستردام): quot; تحديد أهداف الاندماج بالنسبة لي لم يحسم بصورة نهائية وهو لا يتعلق بالبلد الذي قدم منه المهاجرون فحسب، أو ينتهي بدخول الشخص سوق العمل، أو التعليم، أو إسكانه في بيت، وذلك من أجل إعطائه فرصة لإنقاذه من الوقوع في براثن الجريمة. مبدئيا سوف تبدو هذه الإجراءات كـquot;عمى الألوانquot;. سياسة الاندماج هي السياسة التي تستهدف تنمية وتحقيق المساواة. بالإمكان الوصول من تحديدي للاندماج إلى أنه يمكن تحديد أهداف سياسة الاندماج بالنسبة للحكومة، خاصة الطبيعة الاجتماعية ndash; الاقتصادية يتوجب أن تكون ليس ذات طبيعة ثقافية. بالتأكيد للقيم والمعايير وللمكونات الثقافية للاندماج دور، وذلك يجب أن يكون ثانويا وليس رئيسيا في سياسة الاندماج. وأيضا لا يغيب عن بالنا أن القيم يجب أن تكون مستهدفة في عملية التمثيل (assimilation). وإن المهاجرين يجب أن يكونوا كهولنديين، وأيضا أن يكون للمهاجرين الحق في أن يتلقوا التهاني بأعيادهم الثقافية الخاصة مثلا.

سخيفر SCHEFFER:
البروفيسور سخيفر هو كاتب وأستاذ مشكلات المدن الكبرى في جامعة امستردام.
توجد هناك عدة أبعاد للاندماج. بصورة عامة أعتقد أنه لا يمكن اختزال موضوع الاندماج والتفاعل بين الجماعات المختلفة في المجتمع. إذ أن المسألة لا تتعلق بموضوع تحسين حالة جماعة ما. كذلك السؤال المطروح فيما إذا كان القادمون الجدد يستطيعون أن يقولوا أن هذا البلد هو بلدهم. وإنهم يشعرون بالمسؤولية تجاهه. وأخيرا ليس بمقدور أحد أن يشكك بمساهمتهم في المجتمع وإنهم جزء منه. إن الجواب على سؤالكم هو، كم حجم المسافة الاجتماعية والثقافية وكم هو مقدار الاتصال بين الجماعات المختلفة، يحدد ما المقصود بمقدار الاندماج الاجتماعي.

انتزنغر ENTZINGER:
البروفيسور انتزنغر أستاذ الهجرة ودراسات الاندماج في جامعة ايراسموس روتردام.
السؤال سهل ولكن بالنسبة لعالم ليست الإجابة سهلة. يكون مجتمع ما مندمجا عندما يكون لدى الناس إتصال كبير فيما بينهم. التركيز على المهاجرين سوف يزيد تدريجيا مساهمة المؤسسات المهمة في المجتمع فيه. إن سياسة الاندماج هي سلسلة من إجراءات حكومية حيثما تصبح هدفا يحتاج إلى تنمية.

فان در زفانVAN DER ZWAN :
البروفيسور فان در زفان، مستشار وأستاذ المؤسسات التجارية السابق في جامعة ايراسموس في روتردام.
يعني الاندماج بالنسبة لي: هو المشاركة الفعالة من قبل الأقليات في المجتمع الهولندي، ومثلما تستطيع أن تقلص المشاركة في سوق العمل والمدرسة مثلما يستطيع المرء أيضا أن يحقق نجاحا حقيقيا لتحسين موقعه، والسكن في حي سكني لائق. حيث تستطيع العوائل أن تتطور. وعلى المرء في هولندا أن يبحث عن الموقع الأفضل ليقتنيه. وعلى الشخص المنتمي لبيئة اجتماعية متواضعة أن يحسن وضعه الاجتماعي.

فرنانديز منديز FERNANDEZ MENDEZ:
السيد منديز المدير السابق لدائرة سياسة اندماج الأقليات في وزارة الشؤون الداخلية والعلاقات الملكية.
الاندماج هو الخطة التي تستهدف إشراك بعض الجماعات في المجتمع، وأن يتبنى هذا المجتمع هذه الجماعات الجديدة. لقد ترجمنا في خطة كهدف لتقليص الفجوات في السكن والتعليم والمشاركة في العمل والوضع القانوني. إن القصد هو تفعيل المشاركة في الحياة اليومية للمجتمع، والإدارة والسياسة. والمقصود هنا أيضا هو تقليص التمييز.

سخنابل SCHNABEL:
السيد سخنابل مدير مكتب التخطيط الاجتماعي والثقافي:
يفهم من الاندماج أنك في كل الأحوال تشارك المجتمع الذي هاجرت إليه، وإنه إذابة للفوارق بين المهاجرين والمجتمع.
وهي عملية تستوجب إسهام الطرفين فيها، حيث يوفر المجتمع الفرص لهؤلاء للمساهمة وان يتفهم هؤلاء المهاجرون هذه الفرص الممنوحة لهم ويستثمروها.
في النهاية ليس لدي إعتذار عن الكلمات التي أستخدمها، لأنها تعمل شحذا أكثر لما أعنيه. انأ قصدت أن ليس هناك إختيار. إذا رغبت في هذا البلد أن تحصل على شيء جيد، يتوجب عليك إتقان اللغة وأن تتكيف مع ثقافة البلد الذي قدمت له. ثم يحق لك أن تتمتع بعدة إمتيازات، وأن توجه حياتك الخاصة، ولكن يتوجب عليك أيضا الإقرار بان مجيئك إلى هنا لأنك وجدت أن الحياة هنا أفضل، وأكثر أمانا، ومتعة ورفاهية من بلدك الأم. ولهذا عليك التكيف هنا حيث يفعل أطفالك ذلك بأسرع ما يمكن.
لقد أمكن لنا تحديد النقاط الرئيسية لمحتوى ومضمون مفهوم الاندماج وحسبما وردت في هذه الآراء المختلفة.
ويمكن تقسيمها إلى التزامات تهم طرفي المعادلة وهما الجماعات المهاجرة والمجتمع الحاضن (المستقبل) وكما يلي:
أولا بالنسبة للنقاط التي تهم الأقليات المهاجرة:
التكيف مع البيئة الجديدة، أن يكونوا قادمين بصورة شرعية، المشاركة الفعالة، بناء نمط ثقافي لا يشبه الثقافة الأم، يندمج المهاجرون إذا طرحوا قيما مقبولة من المجتمع، أن يكون المهاجرون كهولنديين، أن يكون لدى الناس اتصال كبير مع بعضهم البعض، اغتنام الفرص الممنوحة، تفعيل المشاركة، إتقان اللغة، والإقرار بمجيئك بحثا عن وضع أفضل.
أما ما يتعلق بالطرف الثاني وهو المجتمع الحاضن فهي:
يهيئ المجتمع مكانا يستوعب القادمين، وأن يمنحهم الفرص، على المجتمع أن يتقبل هؤلاء، الاندماج مسالة وقائية، تعبير عن الخوف من الأقليات، العمل، السكن، التعليم، وضع قانوني، تحسين الوضع المعيشي، يتبنى المجتمع هؤلاء المهاجرين.
ويمكن هنا استخلاص تعريف ناجز وفق ما جاء في استقصاء لجنة بلوك لتحديد مفهوم الاندماج الاجتماعي بالشكل التالي:
الاندماج هو عكس العزلة، وهو عملية تستهدف تقليص الهوة بين المهاجرين وبين المجتمع الحاضن أو المستقبل لهم، وذلك عن طريق التركيز على الجوانب الاجتماعية ndash; الاقتصادية، من خلال توفير فرص العمل والتعليم والسكن اللائق والمساواة في الحقوق القانونية والكرامة الإنسانية ومحاولة تجنيبهم الوقوع في الجريمة، والتمييز العنصري. ويكون الشخص مندمجا في المجتمع الجديد إذا كان: يجيد لغة هذا المجتمع بقدر جيد، وان يحترم ثقافته، وان لا يتعاطى ممارسات سلوكية وثقافية تتقاطع مع ثقافة هذا المجتمع، وان يشارك مشاركة فعالة في الحياة اليومية بجوانبها الاجتماعية والإدارية والسياسية.
وهو معادلة تتطلب تعاون طرفيها المشار إليهما، وهو يشير إلى مقدار الاتصال بين الجماعات وبهذا فالاندماج هو ليس عملية التمثيل (assimilation).
وباختصار شديد فان المسلمين هنا مطالبون مثلا بالتخلي عن عادات الذبح على الطريقة الإسلامية بدون إذن، وهذا الإذن لا يمنح طبعا إلا للمجازر المتخصصة التجارية التي يتوجب توفر شروط صحية فيها، وان تخضع للضوابط الضريبية. وشرط الذبح هذا على قدر أهميته في موضوع الأضحية في عيد المسلمين الكبير، فهو ينطبق هنا أكثر. وكذلك على المسلمين تجنب الانتقاد المباشر لمثليي الجنس مثلا، وتجاوز الحرج والتحفظ في مصافحة النساء أو الجنس الآخر، والانصياع لأوقات الدوام في العمل الرسمي فيما يتعلق بالتزامات الصلاة والصيام وغيرها. وعدم المجاهرة بالآذان في المساجد لما تسببه للسكان من quot;إزعاجquot;، وغير ذلك. هذا فضلا عن أمور الحجاب الذي بدأت تضيق حريته نسبيا بصورة رسمية أو غير رسمية. فلبس البرقع ممنوع في أماكن الدراسة والعمل وبعض الأماكن العامة، والحجاب ممنوع في بعض المدارس والدوائر باجتهادات شخصية من رؤساء العمل، وفرص المرأة المحجبة والرجل الملتحي بما يوحي بتدينه الإسلامي أيضا بدأت تضيق. إن حجج كل هذه الأمور ممكن أن تدرج على أنها ممارسات أو ثقافة متقاطعة مع ثقافة المجتمع الأصلي.
ومع ذلك ومن باب الإنصاف أن نقول أن هولندا لازالت أكثر تسامحا من بعض الدول الغربية الأخرى في مثل هذه الأمور.

حميد الهاشمي، مختص بعلم الاجتماع:
[email protected]

يتبع التكملة في المقالات اللاحقة