quot;ان اليوتوبيات كثيرا ما تكون حقائق لم تنضج بعد quot; (لامارتين)
لم تلفظ اليوتوبيا - Utopia (اللا ndash; مكان) النفس الأخير، فقد كتبت لها الغلبة والظفر عن طريق ما حل بالعلم والتكنولوجيا من تطورات نشطة ومذهلة في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين quot; إذ أن التكنولوجيا صديق حميم، شديد المباطنة، عظيم الهيمنة تماماً، ليس من خارجنا، وإنما من تحت جلد بشريتنا، منذ بروميثيوس وحتى اليوم، وغداًquot;.
وإذا كانت المعلومات منذ قرن مضي تنتقل بنفس سرعة مرافقيها من البشر، فإن المعلومات اليوم ترقي إلى أكثر من مليار فقرة في الثانية الواحدة، بما يفوق قدرات أي فرد أو جماعة عن الاحاطة به. وحسب quot; لاكى quot; Luky المدير التنفيذي في معامل ومختبرات At and Bell: quot; فإن لدينا حلماً قديماً جديداً على الدوام، في أن نكون شيئاً آخر غير ما نحن عليهquot;.
أحلام الثمانينيات من القرن الماضي أصبحت حقائق اليوم، فقد تساءل لاكي quot; عما إذا كان بوسعنا أن نرتبط مع بعضنا البعض بوسائل مبتكرة وخلاقة الكترونياً من أجل تحقيق نوع من (الحكمة الجماعية)، تفوق الحكمة الفردية وتعلو عليها quot;.. أليس ذلك نوعاً من الحلم اليوتوبي، في حدود الـ rdquo;الهناrdquo; و rdquo;الآنrdquo;.. ولو علي الشبكة الافتراضية؟
قفز إلي ذهني هذا السؤال وأنا أطالع هذا التقرير المهم. فقد أعلنت وزارة الخارجية الأميركية عن إطلاق مسابقة quot; صور تحدي الديمقراطية quot;، وتطلب المسابقة من المشتركين حول العالم تعريف الديمقراطية عن طريق تقديمهم صورا رقمية على الشبكة الإلكترونية، في الفترة من 7 ndash; 28 يوليو الجاري علي هذا الموقع
اضغط هنا
ستقوم لجنة محكمين مستقلة باختيار 36 مرشحا للمشاركة في التصفية النهائية للمسابقة. وسيختار الجمهور 12 صورة فائزة ( تمثل ست مناطق جغرافية هي: نصف الكرة الغربي، وشرق آسيا-الباسفيك، وأوروبا، وأفريقيا، والشرق الأدنى، وجنوب ووسط آسيا) من خلال التصويت الإلكتروني بدءا من 19 أغسطس، وهو اليوم الدولي للتصوير، وحتى يوم 26 منه. وسيعلن عن أسماء الفائزين في يوم الأمم المتحدة للديمقراطية الذي يصادف 15 سبتمبر 2010، كما سيتم عرض الصور الفائزة في مقر الأمم المتحدة بنيويورك وغيرها من مواقع.
هذه المسابقة هي حوار ديمقراطي عالمي، يهدف إلي الوصول إلي (أفضل) صيغة ( للحكمة الجماعية )، عملت على إنتاجه شراكة فريدة بين القطاعين الخاص والعام في الولايات المتحدة، وهي تعتمد على استعمال وسائل التواصل الاجتماعي وأدوات خلاقة مختلفة لربط الناس حول العالم كي يتشاطروا ويتدارسوا ويناقشوا ويتعلموا من المواقف المنوعة من الديمقراطية.
يقول quot; فيل بورجس quot;، أحد أعضاء لجنة التحكيم لمسابقة صور تحدي الديمقراطية، هو مصور أفلام وثائقية ومؤسس منظمة الجسور إلى التفاهم غير الربحية: quot; إن المسابقة هي المزاوجة المثالية للتعبير الذاتي للفرد مع الحوار العالمي. والتصوير يمنح العالم فرصة لرؤية الظروف الإنسانية من خلال عدسات أعين أخرى. والمواقع الإجتماعية تسلح العالم بقوة التحدث عنها quot;.
في كتابه quot; نهاية اليوتوبيا quot; كتب (رسل جاكوبي): إننا جميعا مؤمنون بالتعددية وبالتنوع والاختلاف، وهي من أهم مقومات الديموقراطية الليبرالية وحقوق الإنسان اليوم، لكن المسالة ليست في هذه الكلمات ذاتها وإنما فيquot; عبادتها quot;!، لأن هذه الكلمات أصبحت quot; مقدسة quot; أو أريد لها ذلك، ومن يرفضها أو ينقدها سيحرق علي خازوق، تماما مثلما أحرق quot; جيوردانو برونوquot; قبل أربعة قرون.
لم يسأل أحد أو يسائل نفسه: ماقدر التعدد والاختلاف داخل التعددية والاختلاف؟... ماذا تعني كلمات مثل quot; تعددquot; وquot;تنوعquot; وquot;اختلافquot; أساسا؟...
ربما كانت هذه المسابقة، وغيرها، محاولة أولية للإجابة عن هذه التساؤلات الاستراتيجية، أو قل مخطط أولي لبداية اليوتوبيا (والمواطنة الديمقراطية العالمية) في القرن الحادي والعشرين.
يمكن لقراء إيلاف رصد ومتابعة أحدث التطورات حول هذه المسابقة والانضمام إلى المحادثة الحية عن الديمقراطية على الموقعين التاليين:
التعليقات