من جديد نعود إلى حلقة مفرغة من المفاوضات أو إن شئت quot; حوار الطرشانquot; بين المسئولين الإسرائيليين والفلسطينيين، فالجانبان لا يختلفان فقط في قضايا الوضع النهائي التي تشمل quot; المستوطنات والحدود والقدس واللاجئينquot; بل يختلفان كذلك في كيفية التفاوض والمنهج، الفلسطينيون يريدون التفاوض حول جميع الملفات، من خلال لجان متخصصة، تحل جميع المشكلات المتعلقة بكل ملف، وإذا ظهرت مشكلة عصية على الحل يتدخل الراعي الأمريكي لحلها، والإسرائيليون يريدون تقسيم المفاوضات إلى مراحل زمنية، بحيث يتم التفاوض على الملفات الأسهل فالأصعب، كما يمتد الخلاف على نقطة الانطلاق quot; نتنياهوquot; وعلى عكس الفلسطينيين يريد التفاوض دون شروط مسبقة، ضارباً عرض الحائط جهود التفاوض السابقة من مفاوضاتquot; أوسلوquot; إلى quot;وآي ريفرquot; ثم quot; خريطة الطريقquot; حتى مؤتمر واشنطن الأخير برعاية الرئيس الأمريكي باراك اوباما.

نتنياهو أيضا يريد أن يدير المفاوضات مع الفلسطينيين بمفرده، دون تشكيل طاقم عمل فهو كما يقول يرغب في التوصل إلى quot; اتفاق مبدئيquot; للتسوية ويركز على quot; الترتيبات الأمنية quot; دون البحث في مسألة الحدود قبل التوصل إلى هذه الترتيبات، والتي ستحدد كيفية التعامل مع ملف الحدود، وهذا يمثل انجازاً مرحلياً لحكومته التي تعاني العزلة، ويريد أن يثبت لائتلافه أن المفاوضات المباشرة بدأت بالشروط التي وضعها هو دون إشارة إلى تجميد الاستيطان، التي طالبت به اللجنة الرباعية في بيانها الأخير، في مقابل موافقته على الجدول الزمني الذي يتمسك به الطرف الفلسطيني، ويريد الجانب المصري ألا يتجاوز هذا الجدول الزمني عامين علي أكثر تقديرrlm;،rlm; في حين يري الجانب الأردني أن سنة كافية للتوصل إلى اتفاق حتى لا يعود العنف إلي الشرق الأوسط، وبالتالي فإن قبول نتنياهو بالجدول الزمني قد يرفع الحرج عن رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس العاجز عن توحيد الصف الفلسطيني.

هناك شكوك في إمكانية نجاح هذه الجولة من المفاوضات، وأسباب ذلك واضحة أهمها: عدم جدية إسرائيل، وضعف الطرف الفلسطيني، وعدم قدرة الإدارة الأمريكية على فرض حلول على إسرائيل، فالفلسطينيون يؤكدون على ضرورة أن يكون للراعي الأمريكي دورا فاعلا،rlm; في هذه المفاوضات ويطالبونه بالتدخل إذا تعذر علي الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي التوصل إلى اتفاق حول أي من مشكلات التفاوضrlm;،rlm; بل واقتراح الحل المناسب بحسب مرجعيات السلام المتمثلة في قرارات مجلس الأمن، rlm;في حين يرغب الإسرائيليون في أن يكون التفاوض مسئولية فلسطينية إسرائيلية،rlm; وأن يكون الدور الأمريكي هامشيا،rlm; ولا يكون لواشنطن الحق في ممارسة أي ضغوط لتغيير مواقف أي من طرفي التفاوضrlm;.rlm;

مشاعر الإحباط،rlm; ليست جديدة فعلى مدار المفاوضات في الصراع العربي الإسرائيلي كانت هذه المفاوضات محاطة بهذا النوع من التشاؤم، فالصرع مستمر على الرغم من تغير العصور والأزمنة، وكثير من النظم الدولية والإقليمية خلال هذه الفترة الممتدة على مدار ستة عقود، ومع ذلك بقي الصراع العربي الإسرائيلي الوحيد الذي طال أمده ويبحث عن حل منذ مؤتمر مدريد عامrlm;1991،rlm; ولا اعتقد أن ذلك سيكون قريبا.rlm;
rlm; إعلامي مصري