منذ مدة بدأت مباريات كأس آسيا في الدوحة عاصمة قطر. في مباراته الاولى فاز الفريق السوري على خصمه السعودي وزادت آمال السوريين بالصعود الى المرحلة التالية بل على الاقل الوصول الى المباراة النهائية. القدر كان بالمرصاد وخابت الآمال. السبب كان هروب الرئيس المخلوع بن علي. كيف؟
بعد انتهاء المبارة الاولى التي فاز فيها الفريق السوري خرجت الجماهير(معظمهم أزلام النطام من الجيش والمخابرات) الى الشوارع في المدن السورية وخاصة العاصمة دمشق وكأننا امام مشهد الفيضانات الاسترالية ولكن الشوارع كانت تفيض ليس بالمياه وإنما بالسيارات والبشرفرحاً بالفوزالسوري.
التلفزيون السوري دخل الى البث المباشر حينها لنقل مشاهد من تلك quot;المسيرات المظفرةquot; حيث كانت صورquot;الرئيس القائدquot; والاعلام البعثية والسورية ترفرف والاصوات تلعلع في السموات مرددة أن هذا الانتصار ما هو إلا خطوة في تحرير القنيطرة quot;مرةً أخرىquot;.
المباراة الثانية للمنتخب السوري كانت مع اليابان. سوريا خسرت بفارق هدف واحد فقط. الفضائية السورية نقلت برنامجاً خاصاً حول تلك المباراة. المشاركون في البرنامج أجمعوا أن سوريا كانت المنتصرة الحقيقية وليست اليابان. السبب هو أن المنتخب الياباني يحتل المرتبة السادسة عشرة عالمياً وذلك بعد وصوله الى دور الثمانية في مسابقات كاس العالم في العام المنصرم، بينما سوريا تحتل المرتبة 116 أي بفارق مئة نقطة. من هنا جاء إجماع المعلقين الرياضيين في البرنامج أن الإنتصار كان لسوريا حيث كانت الخسارة بهدف واحد امام quot;الماردquot; الياباني. في الحقيقة شاهدت ذلك البرنامج ونقلته لكم تماماً وليس في الامر تنكيت أو مبالغة أو شماتة.
الى هنا الامورعادية بعثياُ. ألم نحرز نفس الإنتصارفي خمسة حزيران عام 1967؟
ولكن ما هو السر في خسارة سوريا امام الاردن؟
السرهنا هي الثورة التونسية التي قضت على آمال السوريين في النصر. حسب ماورد اعلاه من تقييمات كان الفوز على المنتخب الاردني لسوريا يعتبر مجرد نزهة.
الحظ لم يحالف السورريين. إندلعت شرارة الثورة في تونس وهرب quot;الرئيس القائدquot; يستجدي بذل وخنوع دولة أو مطاراً تسمح له بالهبوط، ولا يجد مكاناً بين شعبه الذي كان ينتخبه بـنسبْ 99،99دائماً.
النظام أصابه الهلع من أن ينتصرالمنتخب السوري وتنزل الجماهيرالى الساحات ويتحول الاحتفال الرياضي الى quot;ثورة سوريةquot;عارمة على غرارما حدث في تونس.صدرت الأوامرالصارمة من قصر الشعب في دمشق الى المشرفين على المنتخب في الدوحة بالخسارة في المباراة امام الاردن. طُبقتْ الاوامر بحذافيراها.
الاردن فازت على سوريا بهدفين لهدف واحد.ولكن أحد الاهداف الاردنية صوبها اللاعب السوري
علي ديب الى مرماه بالذات تنفيذاً للأوامر.
المنتخب الياباني فاز على السعودية بخمسة اهداف للاشيء عقاباً لها على فتح الباب امام بن علي للإللتجاء اليها.
النطام السوري نجا هذه المرة........ولكنquot;الجرة لا تسلم كل مرةquot;.
طبيب كردي سوري
التعليقات