-1-
نهاية القذافي، كانت نهاية بشعة.. لم يشهدها التاريخ العربي قط، ولم يلقها أي حاكم عربي قط. وهي نهاية دموية، ودرس قاس، لكافة الحكام العرب الحاليين، لعلهم يتقون، ويعقلون.
فاعدلوا.. لعلكم تتقون،
واعدلوا.. لعلكم تفلحون،
واعدلوا.. لعلكم تعقلون.
مت عادلاً أيها الحاكم.. فخير لك، من أن تموت موت الكلاب، وتختبئ في مجاري الصرف الصحي، كما مات القذافي. فقد شهدنا كيف يصبر الشعب العربي طويلاً طويلاً، (صبر أيوب) على حكامه الدكتاتوريين القروسطيين، ولكنه عندما يثور، فثورته عارمة وقاسية، وعقابه سيكون قاسياً ومريراً، ولا رحمة فيه، ولا غفران، أو تسامح، كما أوصانا نيلسون مانديلا من قبل، وكرر ذلك المفكر التونسي العفيف الأخضر، محذراً من سطوة ودكتاتورية quot;حزب الانتقامquot;.
فاعدلوا أيها الحكام.. حتى لا تلقوا النهاية الأليمة التي لقيها القذافي.
-2-
اعدلوا.. في أن لا تستمروا في الحكم طوال حياتكم.
اعدلوا.. في أن لا تزوّروا الانتخابات من أجل أن يفوز فريقكم..
اعدلوا.. في أن لا تكون نتيجة انتخابكم 99.9% دائماً وأبداً. فهذا رقم قاتل في التاريخ الحديث. وهو رقم تليفونات العاهرات في المراقص الليلة، وليس رقماً سياسياً مُشرِّفاً.
فاعدلوا.. لعلكم تتقون،
واعدلوا.. لعلكم تفلحون،
واعدلوا.. لعلكم تعقلون.
-3-
اعدلوا.. في أن لا تورِّثوا أبناءكم الحُكمَ بتزوير الانتخابات، وبالمال السياسي، وبالعصا أو بالسيف، كما فعل معاوية بن أبي سفيان، في توريث الحُكم لابنه يزيد.
اعدلوا.. في أن لا يصوركم إعلامكم المملوكي، بأنكم عباقرة الزمان، والقادة الأفذاذ، والآباء القديسيّون، والفاتحون العظام، والذين لن يجود الزمان بمثلهم.
اعدلوا.. في أن لا تلجأوا إلى الدين، والنسب الديني، كشرعية تحتمون بها كلما قرعت القارعة، وجاء نصر الشعب والفتح.
اعدلوا.. في أن لا تسرقوا أراضي الوطن، وأن لا تبيعوا عقاراته وأرضيه برخص التراب للمستثمرين الأجانب، لكي يعودوا ويبيعونها للشعب بأغلى الأسعار.
فاعدلوا.. لعلكم تتقون،
واعدلوا.. لعلكم تفلحون،
واعدلوا.. لعلكم تعقلون.
-4-
اعدلوا.. في أن لا تسرقوا الأموال التي يكرم بها الموسرون للوطن، حتى لا تضطروا الشرفاء من محافظي البنوك المركزية (خزانة الدولة) إلى الاستقالة احتجاجاً على هذه السرقات.
اعدلوا.. بحيث لا تدعوا المعارضة تنزل إلى الشارع، وتصرخ بأعلى صوتها:
لن تخدعونا بعد اليوم..
وقبّعت..!
ويا.. يا شرتوح..
فين بدك منا تروح..
-5-
اعدلوا.. في أن لا تجروا على الدستور تعديلات سطحية سخيفة، هي أقرب إلى النكات البذيئة، دون المساس بصلاحياتكم quot;الدستوريةquot; وبصاحب الفخامة quot;الساطورquot; الذي تحرص المعارضة على أن يكون دستوراً عصرياً وليس quot;ساطوراًquot; لقطع رقاب شعب يعيش في القرن الحادي والعشرين، وفي مطلع الألفية الثالثة.
اعدلوا.. في أن لا يكون الإعلام مُلكاً للدولة، ويدار من مبنى المخابرات العامة، ورئيس تحرير الصحف هو مدير المخابرات العامة. وضباط المخابرات هم صحافيو الوطن، ومحررو صحفه.
اعدلوا.. في أن لا تكون المخابرات العامة، هي التي تُصدر صكوك الغفران الأمني للتوظيف، وتُعطي الضوء الأخضر لتولي الوظائف الكبيرة والصغيرة.
فاعدلوا.. لعلكم تتقون،
واعدلوا.. لعلكم تفلحون،
واعدلوا.. لعلكم تعقلون.
السلام عليكم.
التعليقات