فرض النموذج القياسي أو المعياري modegrave;le standard نفسه على الساحة الكوزمولوجية بفضل هيمنة نظرية النسبية العامة والخاصة لآينشتين Einstein ونظرية الكم أو الكوانتا التي طرحها بلانك Plank أولاً وطورها بوهر Bohr وهيزنبيرغ Heisenberg وغيرهم، ورسم لنا هذا النموذج القصة المتخيلة والمعروفة للتطور الكوني منذ لحظة الفرادة الأولى singulariteacute; المتمثلة بحدث الانفجار الأعظم Big Bang قبل حوالي 14 مليار سنة، ومازال هذا النموذج قائماً وصالحاً حتى يوم الناس هذا. بيد أن هذه القصة الجميلة لولادة الكون كانت وستظل مليئة بالثغرات والتساؤلات الجوهرية والتي ما تزال تبحث عن أجوبة، وهي ثغرات مليئة بالطلاسم والألغاز، ولعل أشهر تلك الألغاز هو ما عرف في وسائل الإعلام بجسيمات الله particules de Dieu والمقصود بها علمياً بوزونات هيغز Bosons de Higgs، وكان الذي أطلق عليها هذه التسمية مازحاً هو العالم الفيزيائي الحائز على جائزة نوبل للفيزياء ليون ليدرمان Leacute;on Lederman، وقد اعتبر عدد من العلماء هذه البوزونات بمثابة المفتاح لفهم وإثبات صحة نظرية الانفجار الأعظم وإنه بدون إثبات وجودها فإن كل شيء سينهار في الفيزياء المعاصرة. وبذلك أصبحت بوزونات هيغز الجسيمات الأكثر أهمية في الكون المرئي والتي يبحث عنها العلماء دون كلل منذ عقود طويلة لكنها تقاوم هذا الهجوم وتأبى الكشف عن نفسها أو السماح لأحد بالكشف عنها، فوجودها بحد ذاته لغز يستعصي على الباحثين حتى الآن، إلا أن مطاردتها مستمرة.

فحسب عدد من علماء الفيزياء المعروفين الذين اجتمعوا مؤخراً في بومباي في الهند، يوجد أمل للاقتراب من لحظة الكشف عن أشياء مهمة وجوهرية في مصادم أو مسرع الجسيمات العملاق LHC الموجود على الحدود الفرنسية السويسرية على عمق 100 متر تحت الأرض. وقد باشر علماء يعملون في المنظمة الأوروبية للأبحاث النووية سيرن CERN منذ ثلاث سنوات بإجراء عمليات تصادم لفوتونات بسرعة تقرب من سرعة الضوء وتحت درجة حرارة وصلت، خلال بضعة أجزاء من الثانية، إلى مائة ألف مرة أكثر من درجة حرارة الشمس C 6000 كمعدل متوسط بغية خلق الظروف التي وجدت في أعقاب حدث الانفجار الأعظم بقليل وفي سياق هذه التجارب يأمل العلماء بالعثور على تلك الجسيمات الغامضة التي لا تولد إلا في ظروف مماثلة لتلك التي سادت إبان لحظة ولادة الكون المرئي ومن بينها بالطبع بوزونات هيغز المشار إليها أعلاه والضرورية جداً لإثبات صحة هذه النظرية لأنها هي التي تعطي الكتلة لباقي الجسيمات حسب اعتقاد العلماء، فلو لم تكن موجودة فسينبغي على العلماء تقديم تفسير آخر غير السائد حالياً بشأن سبب امتلاك بعض الجسيمات لكتل، وافتقار جسيمات أخرى للكتلة كالفوتونات التي تشكل الضوء. واليوم يعتقد العلماء المشرفون على مسرع أومصادم الجسيمات LHC أنه لم يعد بإمكان تلك البوزونات الاستمرار في الاختفاء، فإما أن يعثر عليها وإما أن يثبتوا أنها غير موجودة وبالتالي يتعين عليهم أن يبدءوا من الصفر ويعيدوا النظر بكافة النظريات والفرضيات العلمية القائمة والمستندة على نظرية الانفجار الأعظم.

هناك اللغز الأبدي والأزلي ألا وهو سر الحياة وكيفية ظهورها في الكون المرئي، على كوكبنا الأرض وعلى غيره من الكواكب المنتشرة بالمليارات في مجرتنا درب التبانة وفي الكواكب التي لا تعد ولا تحصى في باقي المجرات التي تزين الكون المرئي. المسألة لا تتعلق فقط بظهور الحياة وإنما بوجود حياة ذكية vie intelligente ومن هنا يطرح السؤال التالي: من أين جاء الوعي والعقل وملكة التفكير والذكاء؟ وبالتالي يبرز لغز الوعي le mystegrave;re de la conscience إلى جانب لغز الحياة le mystegrave;re de la vie. كما يأتي سؤال آخر في هذا السياق وهو: هل الحياة مقتصرة على الأرض فقط، وهو الكوكب العادي جداً من بين مليارات المليارات من الكواكب داخل كوننا المرئي؟. لقد تشبعت المخيلة البشرية بفكرة وجود عوالم مأهولة أو مسكونة بكائنات ومخلوقات حية خارج الأرض منذ عصور سحيقة وكان الفيلسوف الإغريقي أبيقور Epicure قد كتب للمؤرخ الشهير هيرودوت Heacute;rodote في سنة 300 قبل الميلاد بهذا الشأن قائلاً:quot; إن عدد العوالم لا متناهي وسوف نتمكن يوما ما أن نثبت وجود كائنات تشبهنا أو مغايرة لنا لكنها تتمتع بالذكاء والحكمةquot;، ثم أردف قائلاً:quot; أعتقد أن هناك في تلك العوالم البعيدة ما يناظر الحيوانات والنباتات وباقي الكائنات والمخلوقات التي تجاورنا في الحياة على الأرض quot;. كذلك أشار الفيلسوف لوكريس Lucregrave;ce بحوالي قرن قبل الميلاد إلى وجود مخلوقات فضائية des extraterrestres في كتابه natura rerum وقال فيه:quot; إذا كانت نفس القوة و نفس الطبيعة مستمرة وباقية subsistent لكي تجمع في كل مكان هذه العناصر الجوهرية، وبنفس النظام الذي رتبت فيه في عالمنا الأرضي، فعليك أن تعترف أن هناك، في مناطق أخرى من الكون، في الفضاء، أراضي أخرى غير أرضنا وأنواع أو أجناس أخرى من البشر أو المخلوقات تختلف عنا، وبعضها في حالة متوحشة، غير التي نعرفهاquot;. وفي كتاب quot; مأدبة الرماد la banquegrave;te du cendre لشهيد الفكر الحر جيوردانو برونو Giordano Bruno 1600 -1548، الذي أحرقته الكنيسة الكاثوليكية حياً بتهمة الهرطقة والزندقة، أشار إلى إمكانية وجود سكان متطورون في عوالم أخرى قد تكون فيها الحيوانات تتمتع بالذكاء والوعي وتكون أذكى من إنسان الأرض وفيها عدد لا يحصى من الأنواع والأجناس، البسيطة والمركبة، وفيها حيوات نباتية وحيوانية تتمتع بالفهم والإدراك واقدرة على اكتساب العلوم بالتفكير مثلما هو حاصل في عالمنا الأرضيquot;. كما نشر برنارد لوبوفيه فونتنيل Bernard le Bouvier Fontenelle سنة 1686 كتاب تحت عنوانquot; محادثات حول تعدد العوالم Entretiens sur la pluraliteacute; des mondesquot;، وكذلك نشر العالم الفيزيائي والفلكي الهولندي كريستيان هويجينز Christian Huygens سنة 1698 كتاب Kosmotheacute;oros ذكر فيه اعتقاده أن الكون لم يخلق عبثا لحفنة من البشر فقط على كوكب لا أهمية له من بين عدد لا متناهي من الكواكب تفصل بينها مسافات لا يمكن تخيلها أو إدراكها، في حين تجدر الإشارة إلى أن الفيلسوف وعالم الرياضيات عمانويل كانط Emmanuel Kant كان من المتحمسين والمدافعين عن أطروحة وجود حياة ذكية خارج الأرض. وفي القرن العشرين استمرت هذه الفكرة تغذي مخيلة البشرية وأدب الخيال العلمي Science Fiction. واليوم تتيح لنا معرفتنا العلمية المعمقة والتقدم العلمي المذهل الذي تحقق في كافة المجالات العلمية وخاصة علم الحياة على الأرض وخارجها exobiologie، وتطور أجهزتنا ومعداتنا العلمية، وتكنولوجيا الرصد والمراقبة والمشاهدة والقياس الموجودة تحت تصرف العلماء، وكذلك الاكتشافات الحديثة لأكثر من 500 كوكب خارج مجموعتنا الشمسية تدور حول نجومها في أنظمة شمسية تشبه أو تختلف عن نظامنا الشمسي، كل ذلك يسمح لنا أن نتعرض لموضوع سر الحياة، أحد ألغاز الكون المرئي الدائمة، والبحث في كيفية نشأتها على الأرض وخارجها، مما يعني مناقشة ودراسة موضوع الحياة الذكية والعاقلة في الفضاء الخارجي خارج منظومتنا الشمسية وداخل مجرتنا درب التبانة la voie lacteacute;e، وبصورة عقلانية وجدية وعلمية. لنتساءل مرة أخرى: هل نحن وحيدون في هذا الكون المرئي؟ أو هل نحن وحيدون في مجرتنا ؟ أسئلة تثير القلق ولا يتقبلها العقل السليم. فكيف يعقل أن تكون مجرة من بين مليارات المليارات من المجرات الأخرى في الكون المرئي تضم أكثر من 300 ألف مليار نجمة كشمسنا، وحول كل نجمة تقريباً توجد مجموعة من الكواكب، الغازية أو السائلة أو الصلدة الصخرية، وتوابعها من الأقمار كقمرنا، تفصل بينها مسافات تقاس بمليارات المليارات من السنوات الضوئية، تكون كلها خالية من الحياة، عدا كوكب صغير هامشي لا قيمة له من بين مليارات المليارات من الكواكب؟ فهذا إن دل على شيء فهو يدل على عبثية الخلق، إن كانت هناك عملية خلق حقاً، فما بالك فيما يتعلق بباقي مليارات المليارات من المجرات الأخرى المكتشفة لحد الآن في كوننا المرئي، والذي هو بدوره ليس سوى جسيم صغير من بين عدد لا يعد ولا يحصى من الأكوان في إطار الكون المطلق الحي والعاقل والدائم التكوين والخلق المستمر إلى ما لا نهاية والذي لا بداية له ولا نهاية ولا حدود؟ لو قلنا أننا وحيدون في هذه المجرة أو في الكون المرئي برمته، فلنا أن نتخيل المسؤولية الملقاة على عاتقنا وحجم الكارثة في حال قام الجنس البشري بتدمير نفسه في حرب إبادة نووية حمقاء تأتي على الأخضر واليابس وعلى كل شيء حي عندها نتساءل ما معنى أن يوجد هذا الكون المرئي فارغاً وميتاً وخالياً من الحياة وبلا كائنات أو مخلوقات تسكنه لأن الكائنات الحية الوحيدة التي وجدت فيه، أي نحن البشرية، دمرتها نفسها واستأصلت وجودها؟ أما إذا كان الجواب بالنفي، أي أن هناك حتماً حضارات كونية عاقلة وذكية ومتطورة ومتقدمة علينا بملايين السنين، تنتشر في أرجاء هذا الكون المرئي الشاسعة، داخل مجرتنا وخارجها، عند ذلك تتالى الأسئلة المنطقية الأخرى، من قبيل: لماذا أهملت تلك المخلوقات الفضائية المتقدمة les extraterrestres الأرض وما عليها ولم تتصل بها علناً؟ وأين تتواجد تلك الحضارات الكونية المتطورة، وما هي نواياها تجاهنا وهل ستسمح لنا تلك الحضارات الكونية، بعد بضعة قرون من التطور والتقدم التكنولوجي، أن نغزو الفضاء ونستعمر كواكب مهجورة وخالية من الحياة في نظامنا الشمسي وخارجه لنهب ثرواتها الطبيعية؟ وفي حال ثبت وجود تلك الحضارات الفضائية أو الكونية علمياً، وحصل الاتصال الفعلي بيننا وبينهم، فهل سيكون ذلك عائقاً أمام تطورنا المستقبلي أم العكس هو الصحيح، وهل ستتغير مفاهيمنا حيال الأديان وأطروحاتها الغيبية؟. الجميع على هذه الأرض طرح على نفسه مثل هذه الأسئلة وتكفل الخيال العلمي من خلال الأفلام والرويات بتقديم إجابات فنطازية fantastiques عن الكون المرئي المسكون والمليء بالحضارات الفضائية المتقدمة Lrsquo;univers habiteacute;. ولكن من الناحية العلمية البحتة لم يقدم العلم، في مستواه الحالي، أية إجابات شافية على كل تلك التساؤلات والألغاز الكونية إلا أنه واصل، ويواصل تقدمه، كما قدم لنا تصورات عن إمكانية ظهور الحياة على كواكب تشبه كوكبنا الأرض خارج منظومتنا الشمسية في إطار علم حديث سمي بعلم رصد واكتشاف الكواكب المأهولة أو غير المأهولة خارج النظام الشمسي الذي يضم الأرض Science de eacute;xoplanegrave;tes وهنا يتعين علينا طرح سؤال آخر: عن أي شكل من أشكال الحياة نبحث وأين يتوجب علينا أن نبحث؟ في عام 2000 نشر كتاب للعالمين بيتر وارد Peter Ward ودونالد براونلي Donald Brownlee المتخصصين في الفيزياء الفلكية astrophysicien و البيولوجيا الفضائية biopaleacute;ontologue في جامعة واشنطن عنوانه:، quot;الأرض النادرة Rare Earth quot;، وهو بمثابة اختبار للبيولوجيا الفضائية وافترضا فيه أن الحياة معقدة ونادرة، ويمكن لها أن تكون وحيدة في هذا الكون المرئي. وقد أحدث الكتاب جدلا واسعاً في مجتمع صغير من علماء البيولوجيا الفلكية astrobiologists لأن معظمهم لا يشاطر وجهات نظر هذين العالمين. وتعليقاً على السؤال هل يمكن أن توجد حياة ذكية على كوكب آخر مشابه لكوكب الارض؟ يرد بيتر وارد Peter Ward،:quot; نحن نتظاهر بالاعتقاد بأن هناك العديد من الحضارات خارج كوكب الأرض. وفي الواقع، إنها وسائل لنريح أنفسنا بأن نعتقد أننا لسنا وحدنا في هذا الكون، وأنه قد يكون مستقبلنا أكثر إشراقا مما يتصوره البعض. لكن فكرة أننا نحن البشر وحيدون في هذا الكون تتناقض مع النتيجة التي تحددها معادلة دراك eacute;quation de Drake الشهيرة نفسها بهذا الصدد، والتي تم تعديلها لاحقا من قبل فرانك دراك وكارل ساغان Frank Drake et Carl Sagan. ساد تفاؤل سنة 1970 حينما توصل هذا العالمان إلى وضع قيمة للثابت ن N في صيغة دراك formule de Drake والذي أعطي قيمة أكثر من واحد 1 مما يعني أنهم استنتجوا وجود حوالي مليون من الحضارات الذكية في مجرة درب التبانة وحدها la Voie Lacteacute;e وفيما بعد تم تعديل القيمة واستنتج العالمان أن عدد الحضارات الذكية قد يصل إلى 600.
واستنتج العلماء العاملون ضمن برنامج SETI استناداً لصيغة دراك أننا لسنا وحيدون في هذا الكون المرئي. ويستند تقييم دريك، ساغان وغيرهم على أفضل تخمين لعدد الكواكب في المجرة، فهناك نسبة من تلك الكواكب التي يمكن أن تؤوي الحياة ونسبة أخرى من الكواكب التي لا يمكن أن توجد فيها حياة في حين أن هناك بعض الكواكب من الفئة الأولى ليس فقط فيها حياة فحسب، بل وأيضا وصلت فيها الحياة إلى مرحلة متطورة جداً من التقدم الثقافي. وبما أنه توجد هناك مليارات المليارات من المجرات مثل درب التبانة في الكون المرئي، فإنه ينبغي علينا أن نقدر عدد الحضارات الكونية الذكية بالمليارات. إذا كانت هناك حضارات كثيرة خارج الأرض، ففي هذه الحالة يكون عدد الكواكب التي تؤوي الحياة تشكل حقا رقماً فلكياً. وماذا لو كان دريك وساغان خاطئين؟ وكانت حضارتنا في واقع الأمر، فريدة من نوعه في المجرة؟، ألاينبغي لنا أن لا نقلل قيمةN؟ فلقد اطلعنا على رأي العالمين بن زوكرمان Ben Zuckerman وجيمس ترفيل Trefil James الذين اعتبرا منذ 1980، أن N = 1 أو أقل، وبالتالي فمن المحتمل أن نكون وحدنا في هذا الكون. واعتقد بيتر وارد أنه قد يكون هناك شكل من أشكال الحياة الميكروبية أو ما يعادلها شائع جداً في الكون، بل وربما أكثر شيوعا مما تصور دراك وساجان. ولكن بيتر وارد يعتقد أن الحياة المعقدة نادرة إن لم تكن مفقودة. ومن الواضح أنه ليس الوحيد الذي يعتقد ذلك.


مرت أكثر من ثلاثة عقود بعد ابتكار معادلة أو صيغة دراك، وبعد الاكتشافات في علم الفلك وعلم الكواكب مع استكشاف المريخ والكواكب العملاقة، والمذنبات والكويكبات، بات عدد كبير من الفلكيين يعتقدون الآن وبشكل ملموس بوجود أي شكل من أشكال الحياة الميكروبية أو المعقدة في أماكن أخرى من الكون. وقد عبر عن ذلك أشهر العلماء العاملين في وكالة ناسا NASA وبرنامج SETI. كريستوفر مكايChristopher P. McKay عالم فيزياء الجغرافيا الفلكية astrogeacute;ophysicien الذي يعمل في مركز الأبحاث Ames التابع لوكالة الفضاء الأمريكية ناسا NASA المتخصص بالغلاف الجوي لتيتان l'atmosphegrave;re de Titan ومؤلف العديد من الكتب بما في ذلك Terraforming Mars عن جغرافية المريخ يقول،:quot; ليس هناك أي دليل على أن هناك أشكال حياة أخرى في الكون، ولكن هناك عدة عوامل تشير إلى أن ذلك أمر شائع. فالمواد العضوية متوفرة على نطاق واسع في الوسط ما بين النجوم، وفي نظامنا الشمسي. لقد اكتشفنا بالفعل نظم الكواكب الأخرى التي تدور حول نجوم شبيهة بالشمس.

أما على الأرض فيبدو أن الحياة الميكروبية قد ظهرت في وقت مبكر جداً، في فترة ربما تتجاوز 3.8 مليار سنة. بالإضافة إلى ذلك، نحن نعرف أن النظم الايكولوجية الميكروبية les eacute;cosystegrave;mes microbiens يمكن أن تبقى على قيد الحياة في طائفة واسعة من البيئات، شريطة توفر الماء السائل، وتوفر مصدر من الطاقة الكيميائية أو الكهرومغناطيسية (الضوء). هذه العوامل تشير إلى أن الحياة الميكروبية، طغت على الأرض خلال الملياري سنة الأولى، ثم انتشرت على نطاق واسع في الجوار الفلكي للأرض. لكن كريس مكاي لا يجزم حتى الآن بوجود المخلوقات الفضائية، بل على العكس. أما ديفيد غرينسبون David Grinspoon، أستاذ الفيزياء الفلكية وعلوم الكواكب في جامعة كولورادو، وهو مؤلف كتاب الأرض وحيدةquot; Lonely Earth quot; فقد تساءل عما إذا كانت مسألة حياة خارج كوكب الأرض ليست سوى مرآة للحساسية البشرية، وتعبير عن رغبات البشر وإمكاناتهم الكامنة. ففي نظره هناك دائما تقييمات محفوفة بالمخاطر في حالة تعميم نتائج تجربة واحدة. علينا أن نكون أكثر حذرا بعض الشيء عندما نملأ الكون بالمخلوقات استناداً على النطاق الزمني لتاريخ الأرض (حيث ظهر التطور بسرعة وسهولة)، أو على أساس الموارد الأساسية للحياة، أي توفر المياه. ويشكل ذلك بالطبع قصة نجاح ومثالا رائعا لنشوء الحياة على الأرض ولكن لا يوجد دليل على تعميمها إلى كواكب أخرى مشابهة لكوكب الأرض. ولكن عندما تستند الحجج على مثل هذه البيانات غير المستقرة، على غرار من يبني قصر كارتوني حيث يعتمد الاستقرار التوازن على إحدى البطاقات الكارتونية التي بني منها القصر الكارتوني في أساسه، ونحن نخاطر بذلك على بناء هياكل وبنى أكثر اتقاناً من خلال رغباتنا بدلاً عن الأدلة العلمية، وبعبارة أخرى، إن دافيد غرينسبون Grinspoon غير مقتنع بأن الكون مليء بالمخلوقات والكائنات الفضائية des extraterrestres.
يتبع

[email protected]