بلدة انخل في حوران مقبرة جماعية تم اكتشافها تاريخ 18\5\2011 غسان المفلح
منذ عام 1975 ولحظة بدء دخول القوات السورية إلى لبنان، وبعد مرور عامين على تثبيت اتفاقيات الفصل السورية الإسرائيلية على جبهة الجولان، والنظام السوري يعيش تحت حماية إسرائيلية، وهذه الحماية تتغير مسوغاتها وتبريراتها ووسائلها من فترة لأخرى، لكنها تتلخص بثلاث وسائل رئيسية:
الأولى- تحشيد إعلامي دائم وغير متقطع للرأي العام في أوروبا الغربية وأمريكا، على أن استمرار هذا النظام هو خدمة لأمن إسرائيل.
الثانية- ممارسة الضغوط الإسرائيلية عبر لوبياتها في هذه الدول من أجل ألا يزيد حجم الضغط على هذا النظام كي لا ينهار، شرط ان يبقى ضعيفا.
الثالثة- هي اللجوء لقضية المفاوضات من أجل السلام بين سورية وإسرائيل.
بالطبع هنالك مسوغات ووسائل أخرى لكن هذه الوسائل الثلاث ثابتة وعمرها من عمر هذا النظام. لهذا نسمع هذه الأيام ورغم العقوبات الأوروبية الإسرائيلية والتي طالت رأس النظام واعوانه، نسمع أن هنالك اقتراحات بفتح مسار تفاوضي بين إسرائيل وبين النظام، وهذا أيضا ما ألمحت له بعض رموز الإدارة الأمريكية، ويصبح العنوان: نظام يقوم بقتل شعبه واستخدام وسيلة الأرض المحروقة مع شعبه، تريد إسرائيل وحكومتها العتيدة تخفيف وقع الضغوطات عليه من خلال زوبعة التفاوض هذه.
نظام أدخل المقابر الجماعية في التاريخ السوري، وإسرائيل تدعي انها تريد السلام معه، وآخر هذه المقابر التي تم اكتشافها في بلدة اتخل في حوران، يمكن للسادة القراء مشاهدتها على الرابط أدناه. بالمناسبة منذ وعيت على هذه الدنيا لم أسمع ان القوات الإسرائيلية قامت بمقابر جماعية!!؟ وهذا سؤال أيضا لبعض الأشقاء الفلسطينيين والأردنيين..
لهذا لم تعد دعوات إسرائيل للسلام مع سورية كشعب تجد إلى من يصغي إليها، وبات الشعب السوري الآن على معرفة يقينية بأن إسرائيل هي من تحمي رموز النظام، وهذه الquot;هليلةquot; الإسرائيلية عن السلام باتت مكشوفة وعارية وتدخل ضمن نطاق أن إسرائيل تغطي على نظام يقوم بارتكاب مجازر بحق شعبنا السوري. هذه باتت مسلمة لدى الجميع، ولمن لا يقتنع بذلك فلير الصمت العربي المخزي عن جرائم النظام. هذا الصمت العربي لم يكن في ليبيا رغم أن القذافي لم يكن قد ارتكب أية مجزرة بعد بحق الشعب الليبي.
هذا الصمت العربي مرتبط بالموقف الإسرائيلي، لأنه في حال خرج النظام العربي عن صمته، فهذا سيحرج إسرائيل وأمريكا ومضطرة لملاقاة الموقف العربي، وهذا ما لاتريده إسرائيل وأمريكا الآن.
ونحن دوما نتوجه للرأي العام الغربي أن الشعب السوري يريد السلام، والشعب السوري لم ينتج تنظيمات إرهابية كما تدعي إسرائيل، وإسرائيل تدرك أن الارهاب سببه سلوك النظام من جهة وعدم إحلال السلام في المنطقة من جهة أخرى، رغم كل ذلك فإسرائيل ليست مستعدة لهذا السلام الحقيقي والفعلي، لهذا هي حريصة على استمرار النظام، وحجتها أيضا أنها تتخوف من البديل، وهذه حجة باتت مهترئة ولم تعد تصمد أيضا كباقي الحجج. الشعب السوري لن يعود للوراء، ولن ينسى أيضا من دعم مرتكبي المجازر في حقه، إنها ذاكرة سوداء...نحن مع ذلك نشكر الموقف الأوروبي والأمريكي على العقوبات الرمزية التي اتخذها، والتي لم تتبنى النظم العربية جزء منها، ولكن الآن المجتمع الدولي أمام مسؤوليته الأخلاقية في حماية الشعب السوري الاعزل، والمطالب بحريته والمصر عليها. ونحن لا نتحدث هنا عن تدخل عسكري مطلقا بل نتحدث عن وسائل أخرى، لماذا لا تجبر القوى الدولية النظام السوري على السماح للإعلام العالمي بالدخول إلى سورية؟ لماذا لا يجبره على دخول بعثات إنسانية أو لجنة حقوق الإنسان الدولية. والمجتمع الدولي قادر على ذلك؟ هذه أمثلة بسيطة مما يمكن للمجتمع الدولي أن يقوم به، فهل المجتمع الدولي موافق على المجازر والمقابر الجماعية كما تريد إسرائيل؟
وحده الشعب السوري الذي سطر أكبر ملحمة في تاريخ النضال السلمي من أجل الحرية والكرامة. والشعب السوري يتلقى الموت وحيدا وأعزلا، ولن يتراجع..
لماذا نكتب كثيرا عن قضية دعم إسرائيل للنظام، لأنها تشكل له الحصانة التي يقوم من خلالها بارتكاب مجازره اليومية..عشرات الألوف من المعتقلين، وأكثر من ألف ومائتي شهيد، وهذا أقل تقدير. نكتب علنا نجد في المجتمع الدولي من يقول لإسرائيل كفى...والذي يلاحظ أنه بعد زيارة بنيامين نتنياهو لواشنطن في الاسبوع المنصرم هذا عادت النغمة الأمريكية لتكون مخففة وإمكانية ان يقوم بشار الأسد بالاصلاح.
- آخر تحديث :
التعليقات