الكل يشهد لجريدة quot;ايلافquot; بدورها الكبير كمنبر وكمنبع للاقلام الحرة التي أبت ان ترضخ لمغريات السلاطين والحكام الذين تسيدوا العالم العربي بعيدا عن اي تنمية حقيقية للإنسان المغضوب عليه في الشرق الأوسط وفي شمال أفريقيا، والتي أستلهمت الفكر الانساني الحر ليكتب ويدون لهذا الانسان المحروم من كل القيم والحقوق الانسانية عذاباته وآلامه ومعاناته في ظل الحياة والواقع المرير الذي يعيش فيهما بدون كرامة حقيقية، والمفرح ان هذه الصرخات والآهات التي انطلقت على الصفحات النيرة للجريدة الالكرتونية المحبوبة quot;ايلافquot; منذ عقد كامل وجدت صداها على أرض الواقع في واقعنا الراهن من خلال الثورات التي اندلعت في تونس مصر والثورات التي في طريقها للنجاح في ليبيا واليمن وسوريا، وما طالب به شباب وقيادات هذه الثورات نجد صورة موازية لها بشكل من الأشكال مع الأفكار والآراء والطروحات والكتابات التي أخذت نشرها في quot;إيلافquot; في متن سنوات عقد من الزمن حيث حمل شعاعها هذا المنبر الحر بتوجهاتها الصحافية الليبرالية والواقعية وبمهنية وموضوعية متسمة بالمسؤولية لاداء رسالة اعلامية موجهة بأفكار انسانية.
منبر وعلم رائد في عالم الاعلام العربي شهد له الأعداء قبل أن يشهد له الأصدقاء، وجريدة تربعت لسنين ومازالت قمة الصحافة الالكترونية والورقية في العالم العربي، وهذا ليس بغريب عنها لأنها عرفت كيف تستفاد من معطيات العصر فأدركت منذ بداياتها ان المستقبل لحرية وكرامة الانسان وان المستقبل للمكتشفات الحديثة التي ابتركتها العقل البشري، ولهذا فضلت ان أن تختار العالم الافتراضي في الشبكة العنكبوتية العالمية لتقدم رسالتها لسهولة ايصالها الى ابصار القاريء والمشاهد لتزويده بالخبر والمعلومة والرأي والفكر النير بعيدا عن أعين الرقابة التي فرضتها الأنظمة السائدة في عالمنا على مر عقود طوال، وبعيدا عن أعين المتشددين والسلفيين في المذاهب الدينية والفكرية، وبعيدا عن سيوف الحكومات المتسلطة والأنظمة المستبدة التي تعاملت بقساوة شديدة مع الكتاب والصحفيين والادباء الأحرار كأنهم أعداء للأوطان وبينما هم بناة لها وأصحاب عقول نيرة لمجتمعاتها.
وليس بغريب عن quot;ايلافquot; انها تجمعت حولها أغلب الأقلام الفكرية والصحافية والاعلامية التي تخشى منها السلطات والأنظمة السياسية، وهذه حقيقة ساطعة، والبرهان ان فيهم من قدم للمحاكمة وفيهم من هدد بحياته وفيهم من مورس ضغوطات غير عادية عليه للابتعاد عن قلمه في ابداء رأي حر وتحقيق صحفي ونشر خبر سياسي على صفحات هذه الجريدة التي كسرت كل المحددات التقليدية وكل القيود المفروضة على عالم الحرية وعالم الرأي الحر.
لهذا فان quot;ايلافquot; هي صاحبة الجلالة الألكترونية ومن حقها ان تتشرف بدورها الحيوي لأنها حققت نقلة نوعية في تاريخ الصحافة في عالمنا المعاصر، بسبب أدائها المهني المستند الى الحرية والموضوعية والمسؤولية الصحافية وقيادتها لمسيرة اعلامية نادرة اتسمت بالتعامل الحيوي المباشر مع قرائها وأصدقائها، وهذا ما خلق حالة من المتابعة المستمرة والمباشرة بين الجريدة ومتابعيها، وهذا انجاز تتصف به quot;ايلافquot; لوحدها في بدايتها الأولى، ولم نشهد له مثيل في ذلك الوقت، ولهذا فهي الرائدة في هذا المجال وتم الاستفادة منه فتم تقليد quot;ايلافquot; من قبل جهات اعلامية وصحافية أخرى على شبكة الانترنيت في السنوات اللاحقة في عالم الصحافة العربية، ومن باب الاستحقاق فان جريدة وquot;صاحبة جلالة ألكترونيةquot; تنجز وتقدم كل هذه الاعمال النيرة جديرة وقديرة بالمحبة والتحية الخالصة والتقدير العالي لمسيرتها القيمة.
أجل، مسيرة اعلامية كانت الأساس لنهضة صحافية جديدة ليجد فيها الإنسان الحر مكانته ومساحته وصدى افكاره وارائه، ورحلة للفكر الحر النير جعلت من عالم الحرية المسجون ركنا باليا بتحقيقها حلما حقيقيا يجوب الصحاري القافلة التي رمتها الأنظمة المستبدة على أرض الانسان الشرق الأوسطي التي استلب منه الحرية والكرامة ليغرز فيها بذور الحياة ويجدد فيها الأمل، وليجوب أعالي الجبال ليسقى فيها بذرة الخير والبركة، لنشهد عالما جديدا بثوراتها الشبابية المتجددة والمتميزة بعنفوانها ومدنيتها العالية والمتسمة بحلم تحقيق القيم الانسانية والازدهار الاقتصادي والرفاه الحياتي التي تستحقها شعوب المنطقة.
وبمناسبة ذكرى صدور صاحبة هذه المسيرة الصحافية المميزة في عيدها العاشر لا يسعنا الا ان نتقدم بتحية التقدير لجريدة quot;ايلافquot; في ذكرى صدورها للسنة العاشرة كأول يومية الكترونية لها في 21 مايو 2001 من لندن، وتحية مودة كبيرة للعلاقة المتجددة التي ربطتني بها من سنوات طويلة، وتحية احترام وسلام خاص من بغداد لصاحبها ولأعضاء هيئة تحريرها ولكل من ساهم في اصدار واخراج هذه الجريدة التي انطلقت ايمانا منها بالحرية والكرامة والفكر الانساني والتقدم والتطور، وما كتابة هذه الخاطرة الا تيمنا بمناسبة ذكرى صدورها كاستراحة لمحارب حامل للقلم الحر.
ومن جميل المشاهد ان لجريدة quot;ايلافquot; قرائها ومتابعوها في العراق وفي اقليم كردستان، وهؤلاء يكنون كل الاحترام والتقدير لها، والأجمل في طباعهم وسماتهم الطيبة تمني الخير للجميع ولكل انسان ولكل ولكل شعب ولكل صوت حر ولكل انسان كائنا من كان محبا للخير والسلام والتغيير والتجديد والتطور.
وخاتم القول، دعاء من بغداد، ومن العراق الجديد الاتحادي، ومن اقليم كردستان، وامنيات طيبة بالتوفيق والنجاح المتواصل لـ quot;ايلافquot; الحرة.
[email protected]
- آخر تحديث :
التعليقات