quot;امرأة حورانية عجوز من درعا ذهبت الى السوق لاحضار الخبز للبيت فقام احد قوات الامن بسؤالها: ياحجة بعد بدكم حرية ردت عليه باللهجة الحورانية لابدي حرية ولابدي غراب البين مابدي غير اسقاط النظامquot;.

عنوان بسيط لحدوتة سورية، وضعه سميح شقير بأغنيته quot;زخ الرصاص على الناس وأطفال بعمر الورد بتعتقلون كيف؟quot;

صوتنا مخنوق يا سميح، وكلماتنا عاجزة..لم نعد نميز بين آمالنا وأحلامنا وبين حزننا على شهدائنا، لم نعد نميز هل نفرح لشباب اخذوا على عاتقهم وعاتق دمهم أن يعيدوا الحرية لسورية، أم نحزن لما يتلقوه من رصاص حي؟

الشعب السوري في ملحمة القرن الواحد والعشرين، يسجل دخوله التاريخ المعاصر، أنه الشعب الذي يريد دخول التاريخ من أوسع أبوابه، وهو يحمل غصن زيتون... والنفاق العالمي والعربي يحيطه من كل جانب، الشعب السوري لن يكون يتيما على طاولة لئام، مصالح وقوى ونفط وإسرائيل ونظام لم يترك خلفه سوى الدم، وعالم شاهد على عاره في صمته على جريمة تجري في وضح النهار...

مع مرور الذكرى العاشرة لجريدتنا الألكترونية إيلاف والتي نتمنى لها مزيدا من التطور والتقدم، والتي لمسنا فيها حرية منتجة ومسؤولة وبلا حدود، وفي هذه المناسبة اتمنى من كل الفعاليات السورية أن تقوم بتوجيه نداء للجيش السوري، الذي لن يترك خلفه إذا استمر النظام في استخدامه في جريمته المتواصلة سوى تاريخ لجيش ذبح شعبه، وهذه لن ينساها الشعب السوري، الذي أثبت تسامحه وتعاليه على الجراح...
نداء لن هذا النظام بات يستخدم كل ألوراق من اجل مصالح فئة ضيقة من النظام والعائلة.

إن ذبح شعب سورية على يد جيشها عمل سيبقى في ذاكرة التاريخ...
وكتبت عن فكرة توجيه نداء بمناسبة تتعلق بوسيلة إعلامية عزيزة علي وهي ايلاف بذكراها العاشرة، التي كانت عنوانا لتطور في الاعلام الناطق بالعربية على كل المستويات.
إلى الجيش السوري من تقتلون انتم، بوجه من تشهرون أسلحتكم؟

هل لمست عائلاتكم المقيمة في درعا وقراها، أية حالة عداء من أهالي درعا؟ أليس لأطفالكم في مدارسهم أصدقاء لهم من أطفال درعا؟ ما بالكم ولمصلحة من تقتلون كل هذا القتل؟
هل تحول شعب درعا وحمص ودوما وتلبيسة وداريا إلى عدو رقم واحد؟

هل يقولون لكم أن هؤلاء من الطائفة السنة؟ أو ماذا يعلمونكم؟ وتحت أي عنوان تقتلون أبناء وطنكم؟
هل تعتقدون أن رجالات السلطة والنهب يهتمون لأمركم في النهاية؟
لأنني أكتب هذا المقال لإيلاف، دوما أشعر أن حجم الرقابات أقل بكثير مما لوأردت الكتابة لصحيفة أخرى..الجيش السوري الآن بات خارج منظومة القيم الوطنية على المستوى الدولتي..وسجل في تاريخه مجازر بحق الشعب الذي احتضنه ودفع من لقمة عيشه كل ما يعيشه هذا الجيش من تسلح ومن امتيازات ومن تمييز أيضا! كل هذا كان على حساب لقمة الشعب السوري.. كمن يقتل أمه التي حملته في أحشاءها وتألمت لوالدته وفرحت به وتعبت حتى كبر...فقام بذبحها بدم بارد...هل أنتم فعلا قادرون على ذبح أمكم؟
ولأن هذا المقال تداعيات مرة وحزينة وقلقة، يتحدث كثر من الناشطين عن موقف الطائفة العلوية مما يجري من قتل ومجازر في سورية؟ أو أين موقف فعالياتها أو مشايخها أو....؟

أقول لهؤلاء ببساطة أين موقف غالبية تجار حلب ودمشق وأين موقف أكثرية علماء حلب ودمشق؟ قبل أن تطالبوا بهذه اللغة موقفا من الطائفة العلوية التي أكثرية شعبها كمن يبلع السكين على الحدين، بات يخاف النظام ويخاف من نفسه ويخاف على نفسه، وكثيرة هي الأمور التي يمكن للمرء أن يتحدث عنها، لكن اتذكر عندما كنت أكتب منذ سنوات وعلى صفحة إيلاف أيضا عن هذا الأمر، وأن النظام كان حريصا على السيطرة على المجال التمثيلي للطائفة العلوية وعلى كل المستويات، كان الأصدقاء يتهمونني بالطائفية!
ما علينا الآن شباب سورية تجاوزونا وتجاوزوا نقاشاتنا وحواراتنا، وهم يسطرون ملحمة في ثورتهم وفهمهم لما يريدونه من سورية المستقبل، ويدفعون دما يوميا من أجل هذا، من أجل سورية ديمقراطية لكل أبناءها..وليس أدل على ذلك من يومي الجمعة العظيمة وجمعة آزادي سوى شعاراتهم اليومية سورية شعب واحد وعلى عاتقهم يقع طمأنة كل أفراد شعبنا وإعلاء انتماءهم لسورية الحرية فوق أي انتماء..النظام يعتقل إمراء السلفية في المنظمة الآشورية أو الآثورية، ويداهم منازلهم ويصادر ممتلكاتهم...!!

مع كل هذا الهول أرى مجرد اقتراح أن يوجه كل المثقفين السوريين والكتاب والفعاليات نداء للجيش السوري، من أجل أن يكون قوة لحقن الدم السوري، وليس قوة لإراقة الدم السوري...
وأشكر إيلاف في ذكراها العاشرة.
غسان المفلح