بعد ثورة 25 يناير وسقوط نظام الرئيس السابق مبارك خرج الاخوان المسلمون بقوة الى الشارع المصرى وراحوا يحاولون من خلال تواجدهم المكثف فى وسائل الاعلام المسموعة والمرئية اقناع الشعب المصرى بانهم الاقدر والاصلح والاكثر كفاءة لتولى السلطة وادارة شئون البلد فى الظروف الحالية الصعبة التى تمر بها بدون ذكر كلمة واحدة عن quot;برامجهمquot; التى من المفروض اذا سلمنا افتراضا ان لديهم برامج وطبقت فانها سوف توفر فرص عمل للعاطلين والخدمات الاساسية للمواطنين من علاج واسكان ومواصلات وتعليم لاكثر من 80 مليون مصرى.

حتى هذه اللحظة ورغم ضجيج الاخوان وكثرة كلامهم ووعودهم وتصريحاتهم المستفزة بانهم سوف يسعون للحصول على نصف مقاعد البرلمان لم تعلن قياداتهم للشعب المصرى عن مصادر تمويلهم لحملاتهم الانتخابية ومن اين ياتون بالاموال التى يوزعوها على الناخبين لشراء اصواتهم كما حدث عند الاستفتاء على التغيرات الدستورية؟؟ وكيف سيحلون مشكلة المياة مع الدول الافريقية؟؟ وهل هم مع السلام او الغاء اتفاقية كامب ديفيد واعلان الحرب على اسرائيل؟؟..وهل حقا سوف يتحالفون مع المقاومة الاسلامية حماس فى قطاع غزة للسيطرة على الدول العربية والسعى لحكمها طبقا لما نشرته جريدة quot;الرأىquot; منذ ايام قليلة منسوبا لوزير داخلية حماس؟؟

لقد نجح الاخوان المسلمون في استغلال الدين الاسلامي والشعارات الدينية لاقناع البسطاء فى ارياف ومدن مصر بانهم لا يريدون شيئا لانفسهم وانما يريدون نصرة الاسلام ndash; كما لو ان الاسلام فى حرب مفتوحة داخل مصر - وتطبيق شريعة الله وحكمه لكى تسود العدالة والمساواة بين ابناء الشعب المصرى رغم ان بعض قياداتهم الكبار هم من اصحاب الملايين وليسوا من الناس الفقراء اوالغلابة او المقهورين مثل غالبية المصريين !! وقد رفعوا شعارهم الشهير بان quot;الاسلام هو الحلquot; تماما مثلما فعلت المقاومة الاسلامية quot;حماسquot; فى غزة قبل الانتخابات فى عام 2007 م التى مكنتهم من السيطرة على القطاع حيث رأيناهم يوعدون الفلسطنين فى غزة بنشر العدل والمساواة وخلق فرص عمل وتوفير الخدمات وجلب الاستثمارات والمساعدات من الدول الاسلامية..والاهم من كل هذا تحرير القدس والاراضى الفلسطنية باكملها من اليهود. والان وبعد اربع سنوات دعونا نسأل انفسنا ما ذا حققت حماس من انجازات لسكان القطاع وهل حققت وعدا واحدا من عهودها ووعودها؟؟ طبعا لا لم تحقق حماس سوى الخيبة والفشل والفقر والجوع للفلسطنيين فى غزة حيث وصلت نسبة البطالة هناك الى 50 فى المائة وزاد مستوى الفقر فصار 80 فى المائة من السكان تحت خط الفقر. ناهيك عن مهزلة الانفاق واعدام مئات المعارضين التابعين للسلطة الفلسطنية واغلاق المقاهى والانترنت واجبار النساء على نزول البحر بالملابس كاملة والدخول فى حروب quot; دون كيشوتية quot;ضد اسرائيل ادت الى موت الوف الابرياء من الفلسطنيين.

نفس الاسطوانه نراها هذه الايام تتكرر فى مصر بمعرفة الاخوان المسلمين.. ونفس الشعارات الجوفاء التى اوصلت حماس للسيطرة على القطاع نسمعها اليوم تترد مرة اخرى باصوات عالية من جماعة الاخوان المسلمين والسلفيين واخوتهم على ارض المحروسة رغم ان غزة لا تبعد كثيرا عن مصر وتجربة شعبها المريرة لاتزال واقع حى يشهد بفشل المتاجرين بالاسلام والشعارات الدينية وعجزهم عن تحقيق شىء مفيد لشعوبهم او البشرية ويثبت بالتجربة افتقادهم الى الدراية والرؤية والحنكة والخبرة لادارة مزرعة دواجن صغيرة فى الارياف او الصعيد وليس بلد بحجم مصر وكثافة تعدادها السكانى.

اذكر منذ ايام قليلة جمعتنى الصدفة مع واحد من المتعاطفين جدا مع الاخوان المسلمين وفكرهم المتطرف ومنه علمت انهم سوف يسعون لتطبيق الشريعة.. وعندما سألته عن السبب اخبرنى لانها سوف تجعل الف مليون مسلم من كل انحاء العالم يحضرون لزيارة مصر وبالتالى سوف يحدث انتعاش اقتصادى فى البلد ويعم الخير والرخاء ولن يكون هناك حاجة وقتها الى طلب المساعدات من الدول الغربية الكافرة المعضدة لاسرائيل !!! هذا الكلام بالمناسبه تردد فى غزة قبل الانتخابات التى اوصلت حماس الى الحكم فى عام 2007 ولم يتحقق حتى اللحظة.

على اى حال اننى ارجو الا تتكرر ثانية تجربة حماس الفاشلة فى مصر بمعرفة جماعة الاخوان المسلمين لان هذه المرة لن يدفع المصريين الثمن وحدهم فقط وانما من المؤكد شعوب ودول المنطقة العربية باكملها ولن يكون الرابح من وصول الاخوان المسلمين لحكم مصر سوى اسرائيل ولا احد غيرها ولذلك وجدنا الامريكان من خلال تصريحات وزيرة الحارجية هيلرى كلينتون والسفيرة الامريكية فى القاهرة لا يعارضون حدوث هذا الامر ويعطون الضوء الاخضر لهم.

استراليا