قلتها وأقولها وسأظل ارددها، ما بيني وبين أي ناشط قبطي هو القضية القبطية، تلك القضية التي وهبت لها حياتي منذ صباي ومستعد أن أضحي بحياتي لأجلها، فلا صداقة ولا عداء بيني وبين أي من النشطاء فأن اتفقنا نتفق من اجل القضية وان اختلفنا نختلف من اجلها.

وفي رفضي لحوار الأقباط مع الأخوان اصطدمت بزملاء ورفقاء نضال وأصدقاء وأساتذة لي، لكنه المبدأ الذي لا أحيد عنه مطلقا مهما كلفني، ومنذ نشر مقالي علي إيلاف quot;سذاجة الأقباط وذكاء الإخوانquot; الذي كتبته بعد علمي باجتماع ضم شريف دوس ويوسف سيدهم و إيهاب رمزي ونجيب جبرائيل مع مجموعة من قيادات الإخوان، وأنا القي تشجيعا من قرائي وزملائي سواء عن طريق التليفون أو بريدي الإلكتروني، مما شجعني علي مواصلة الكتابة في الموضوع لأوضح للشعب المصري كله سبب رفضي للحوار القبطي الإخواني.

أولا الحوار لابد أن يتم بين قوي وطنية والقوي السياسية الوطنية تقتصر علي أبناء الوطن والإخوان المسلمين تنظيم عالمي، ولا يهمهم أن يحكمهم ماليزي مسلم!!!!. وأنا أرفض أن يحكمني ماليزي مسلم أو أمريكي مسيحي وأقبل أن يحكمني مصري بغض النظر عن ديانته.

ثانيا: الحوار لابد أن يبني علي أرضية مشتركة وإذا كنا كمصريين نحلم بوطن واحد يسوده العدل والمساواة بين جميع ابنائه وطن حر مستقل، نجد أن حلم الإخوان تكوين دولة الخلافة وان تصبح مصر ولاية إسلامية وليس مهما أين تكون القيادة؟؟ فكيف أتحاور معهم وحلمنا وهدفنا مختلف؟؟؟

ثالثا: الحوار لابد أن يبني علي الثقة المتبادلة وجماعة الإخوان منذ تأسيسها وحتي الآن لا تحترم اتفاقياتها ووعودها ولن نذهب للتاريخ البعيد حتي لا يشكك أحد، بل تعالوا للتاريخ الذي عاصرناه معهم، فمع تكوين حركة كفاية ضمت القوي السياسية معها الإخوان وفي الوقت الذي كان فيه الإخوان قوة فعالة تشارك في نشاط حركة كفاية، كانت قيادتهم تجلس مع النظام السابق لينتهي الأمر علي عقد صفقة بينهم وبين نظام مبارك حصلوا بمقتضاها علي 88 مقعد، ولم يكتفوا بخيانة القوي الوطنية في عقد الصفقة مع نظام مبارك بل تعمدوا علي مزاحمة المعارضة المصرية في كثير من الدوائر بالرغم من اتفاقهم المسبق مع القوي السياسية علي التنسيق معهم، ثم كانت الثورة وباعتراف شباب الثورة أن الإخوان الذين كانوا معهم في التحرير قبل 11فبراير غير الذين رأوهم في الاستفتاء غير الذين رأوهم في جمعة 29 يوليو، إذا كيف اجلس لأتحاور مع جماعة خانت كل عهودها واتفاقياتها؟؟

رابعا: كان للإخوان 88 عضو لمدة ثمانية سنوات في مجلس الشعب، فهل قدم واحد منهم مشروع قانون واحد لحل مشكلة من مشاكل الأقباط؟؟ هل وقف عضو برلماني أخواني واحد مع قبطي مظلوم؟؟ في الوقت الذين ملأوا الدنيا صراخا علي قضايا لمسلمين غير مصريين.

خامسا: كان لهم موقف عنيف ضد المادة الأولي من الدستور quot;المواطنةquot; فهم يرفضون دستورا يضم مادة تساوي بين جميع المصريين، ويكتفون بمقولة quot;لهم ما لنا وعليهم ما عليناquot; ونحن نري أن هذه العبارة عنصرية وتجور علي حق غير المسلم، فالوطن هو مانح السلطات والمصريين الغير مسلمين لا يستمدوا حقوقهم من الأغلبية المسلمة بل من انتمائهم لتراب هذا الوطن، فالوطن هو مصدر الحقوق للمسلمين وغير المسلمين. وليلا نهارا يعلنون تمسكهم بالدولة المدنية وعندما طرح المجلس العسكري المبادئ الفوق دستورية عارضوها ومازالوا حتي أنهم هددوا باللجوء للعنف وهددوا بعودة مبارك

سادسا: هل تخلي الإخوان عن فتاوي سيد قطب التي جاءت في كتابه quot;معالم في الطريقquot; والتي تحرم بناء الكنائس في المدن التي يستحدثها المصريون وتمنع ترميم الكنائس في المدن القديمة؟؟؟!!!

سابعا التحاور مع الإخوان نوع من الخنوع الذي عشنا فيه قرونا طويلة، وعلينا أن نعلم شعبنا ثقافة التحدي والإصرار والمقاومة السلمية، وكفانا خنوع وركوع لمن بيده السلطة، ولو تبعنا نفس الأسلوب لخضعنا غدا للسلفيين وعشنا في سلسلة لا تنتهي من التنازلات!!!.

ثامنا: يمثل الأقباط نسبة هائلة في التيار الليبرالي والحوار مع الإخوان هو طعنة في ظهر التيار الليبرالي الذي هو أملنا في وطن ديمقراطي، فلمصلحة من ضرب التيار الليبرالي؟؟؟ هل هو في مصلحة الأقباط أم في مصلحة الوطن؟؟.

تاسعا: يقول البعض أن من الاجتماع مع الإخوان تم تحت ضغوط من المجلس العسكري!!

وببساطة نرد أننا في مرحلة حاسمة وعلي المرتعشين والخائفين الابتعاد وترك المجال لرجال شجعان لديهم القدرة علي التحدي والتمسك بمبادئهم وقيمهم ولو كلفهم ذلك حياتهم، هل تخلصنا من ضغوط أمن الدولة لنقبل ضغوط العسكر؟؟؟

البعض يريد أن يفرض علي الأقباط أسلوب مهادنة السلطة باعتبار أن الإخوان هم السلطة القادمة، وهو أسلوب غير مسيحي إطلاقا وغير وطني، وقد جربناه 1400 سنة وأكثر علنا نتعظ من الماضي ونغير من هذا الأسلوب الذي قتل الحمية في نفوسنا، وحتي في حالة حصول التيار الإسلامي علي الأغلبية، علينا أن نكون وطنيين من ناحية ولدينا بعد نظر من ناحية أخري وننضم لصفوف المعارضة ومصر لن يستطيع نظام الإنفراد بها وستداول فيها السلطة، والشعب الذي اسقط النظام السابق يستطيع إسقاط اي نظام يحول مصر لدولة ديكتاتورية مرة أخري، فماذا لو خسر الأخوان مقاعدهم وأصبحوا اقليه بعد عدة سنوات هل سنهرول للتيار الليبرالي لنتحالف معه من جديد؟؟؟، لنضرب بالقيم والمبادئ عرض الحائط وهل سيثق فينا الليبراليون بعد ذلك؟