خطايا المسرح والتلفزيون والسينما كثيرة جدا بحق المرأة، من بينها عرض مشاهد رقص المرأة وحدها، وضربها وإهانتها وتقديمها للمشاهد بمثابة مقترحات لتأديب المرأة وإرجاعها الى جادة الصواب... حيث تتبع مشهد ضرب المرأة لقطات لاحقة تظهرها بصورة المطيعة العاقلة، بالمناسبة في أكثر الدول العربية توجد قوانين تسمح للزوج ضرب زوجته تحت بند (( التأديب ))!
وعرض مشاهد رقص المرأة بمفردها.. من الناحية الإنسانية ومبدأ المساواة والعدالة.. فيه إهانة وإبتذال لها، اذ يظهرها بصورة الجارية التي كانت في العصور الهمجية تُجبر على تقديم الرقصات للرجال للترفيه عنهم كما لو كانت أداة للتسلية والفرجة والمتعة فقط وليست إنسانة !
بعيدا عن التفسيرات الجمالية للرقص التي أغلبها يحاول التستر ونفي حقيقة دلالته الجنسية، وتحريك خيال ورغبة الرجل بالجنس، فالحركات وتمايل وتكسرات جسد المرأة هي نداء صارخ للرجل يشعل في روحه وجسده حرائق الطاقة الجنسية، والكلام يشمل كافة أنواع الرقص ومن ضمنها الباليه، فلماذا تكون المرأة وحدها أداة لتحريك الشهوة ولايكون الرجل معها من باب المساواة.
لو شارك الرجل المرأة الرقص.. يصبح الوضع مقبولا من الناحية الإنسانية حيث تتحق العدالة، وتختفي صفة الإبتذال، ونكون أمام مشهد طبيعي يقدم لنا لوحة راقصة فيها الفن والجمال، وفيها أيضا الإيحاءات الجنسية من كلا الطرفين، فالمرأة التي تشاهد رقص الرجل يفترض بحسب قوانين الطبيعة هي ايضا تستمتع جنسيا بحركات الرجل الراقص، وهنا تتحقق العدالة والتوازن، ولم تعد المرأة وحدها أداة جنسية وانما الرجل معها.
مثلما دعوت سابقا الى وقف عرض المشاهد المهجية التي تظهر ضرب المرأة، أدعو الى منع عرض مشاهد رقص المرأة وحدها وانما يجب ان تكون بمعية الرجل، حتى لو قبلت المرأة إداء هذه الوظيفة بمفردها.. يجب منعها ورفض خرق القيم الإنسانية، والإصرار على إحترام المرأة بإعتبارها كائنا بشريا يتساوى مع الرجل بالقيمة والحقوق، والدفاع عنها هو دفاع عن كرامة الإنسان بصورة عامة.
التعليقات