سافر صديق لي قبل فترة وترك قطته عندنا في البيت. كنت أعلم أن هذا القط أخذ من أمه ولم يكن زاد عمره عن أيام، وعاش منذ ذلك الوقت مع البشر، لكنه كان قطاً مثل باقي القطط، يأكل مثلهم. ينظف نفسه مثلهم. يطارد الحشرات ويحاول ملاحقة الطيور، ولو وجد فأراً لا نقض عليه مثل أي قط آخر؛ فالقط المولود في ألمانيا أو ماليزيا لن تتفاوت طبيعتهم، والقط لا يخسر طبيعته عندما يعيش لوحده بمعزل عن قطط أخرى، في حين أن الإنسان المولود في ألمانيا أو ماليزيا لن يتشابها في التصرفات أو النظرة إلى الأمور، والطفل البشري لا يتعلم الإنسانية إلا بمعاشرته لأناس آخرين.
لماذا أتحدث عن الفرق بين الإنسان والقطط أو الإنسان والحيان عموماً؟
الكل يتفق على أن هناك فرقاً بين الإنسان والكائنات الأخرى لكن النقطة التي تبقى موضع الجدل هو كيفية أو آلية الفهم بين الحيوان والإنسان.
لندخل في الموضوع مباشرة فلكي نفهم الحيوان نحتاج لمعرفة (بيولوجيا) الحيوان ولكن لفهم الإنسان لا تكفي الخريطة البيولوجية. ربما تساعدنا البيولوجيا لفهم وظائف الأعضاء كي نتمكن من معالجة الأمراض ولكن البيولوجيا تساهم بشكل جزئي وبسيط في فهم الإنسان في جانبه الثقافي والاجتماعي.
حتى نفهم الإنسان نحتاج إلى معرفة التاريخ فالإنسان هو المخلوق الوحيد الذي عنده تاريخ فالقطط والنمل والنحل لا تتمتع بميزة امتلاكها التاريخ؛ فهذه المخلوقات لها غرائز تمشي عليها منذ ملايين السنين على وتيرة واحدة ونظم منسق لا تعرف التحويل والتبديل، وربما كانت مجتمعات النمل والنحل متجانسة وذات إنتاجية أفضل بكثير من المجتمع الإنساني؛ إلا أنه مجتمع راكد ساكن بدون تطور عبر التاريخ؛ في حين أن الإنسان عاش في الكهف قبل عشرة آلاف سنة يطارد الوحوش والوحوش تطارده.
نفس المخلوق وصل إلى القمر قبل عدة سنوات؛ فالحيوانات تعيش بـ (غرائزها) وكأنها قطار على سكة الحديد لا يحيد، في حين أن الإنسان يخرج عن هذه السكة فيقفز منها ويطير.
المخلوق الذي يمشي على خط مرسوم له ليس كالمخلوق الذي يشارك في صنع خطة، وهذه المشاركة هي أمانة الإنسان الكبرى التي أشار إليها القرآن؛ فالنمل والنحل والجبال والرياح اختارت أن لا تحمل هذا الثقل.
كل المخلوقات عدا الإنسان شاءت أن تسير وفق الخطة التي رسمت لها في الطبيعة في حين أن الإنسان اختار أن يحمل أمانة ومسؤولية المشاركة في صنع خطته.
(إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان).
التاريخ هو انعكاس لمحاولة الإنسان وهو يحمل الأمانة الثقيلة فيقع تارة وينهض أخرى ينتعش أحياناً ويعاني أخرى؛ وفهم الإنسان يحتاج إلى معرفة مسيرة تاريخه المعقدة والمتشعبة وإن كانت حديثة العهد نسبياً.
لماذا اعتبر هذا الموضوع جديراً بالبحث والاهتمام به؟
لأنه أن لم تعرف بعض الركائز التي يجب الوقوف عليها فلن نستطيع أن نفهم الإنسان، بل ولن نقترب في كيفية فهم سلوكه، كما بني على ذلك مدرسة كاملة باسم مدرسة عالم النفس السلوكي التي اشتهر فيها (سكينر) بكتابه ما خلف الحرية والكرامة.
بالتالي فلن نستطيع المساهمة في حل مشاكلنا كمجتمعات وأفراد وهذا بالتالي معناه أننا مازلنا ظالمين لأنفسنا في اختيارنا لحمل هذه الأمانة الثقيلة.
الفرق بين البيولوجيا والتاريخ...بين البشر والإنسان
ناقش المفكر الإسلامي علي شريعتي الفرق بين مصطلحي بشر وإنسان فالبشر (كينونة) أما الإنسان فهو (صيرورة) فقال أن جميع الناس متساوون في بشريتهم أي في كونهم من جنس البشر ولكنه ليسوا متساوين في الإنسانية، لأن الإنسانية هي حالة من (الوعي) ولا تدل على جنس المخلوقات فالكل يولد بشراً ولكن بدون وعي.
(أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئاً).
أي لا تعلمون الإنسانية فالبشرية بيولوجية وتولد معنا ولكن يجب أن نتعلم الإنسانية وهي مرتبطة بالحياة في مجتمع؛ فالطفل الذي لا يرى أناساً آخرين ويعيش معهم لا يدخل الإنسانية.
لتوضيح هذه النقطة سأروي لكم عن قصة (أفيرون الوحشي) هذا الطفل المسكين الذي كان بشراً ولكن لم يعرف الإنسانية!
في بدايات القرن العشرين (1900) وجد بعض الناس طفلاً في إحدى غابات فرنسا في حوالي الثانية عشرة من عمره. يبدو أن هذا الطفل ألقي أو ضاع في الغابة وعاش مع الحيوانات، ووجد فيه العلماء ثروة علمية لا تقدر؛ ولم يكن النسخة اليتيمة فقد عثر علماء الأنثروبولوجيا في أماكن شتى من العالم على نماذج تدمغ نفس الحقيقة.
أراد العلماء دراسة صبي أفيرون الوحشي ومراقبة قدرته على تعلم الأشياء. كان الطفل يمشي على أربع كالقرود. لم يكن يعرف الكلام.
بعد جهود مكثفة انتصب قليلاً ولكنه لم يستطيع تعلم اللغة بل تعلم بعض الأصوات ولم يلبث أن توفي بعد أسابيع قليلة.
يبدوا أن صدمة خروجه من محيطه قضت عليه فهو لم يعد في محيطه الذي عاش فيه ولم يعد يستطيع في محيطه الذي عاش فيه ولم يعد يستطيع الدخول في المحيط الجديد.
هذا الطفل كان أشبه ما يكون بالحيوانات فنحن نقول هذا لأننا لا نرى فيه صفات إنسانية، ولو نطقت الحيوانات لقالت هذا أسوأ من الحيوانات؛ فهو لا يعرف كيف يأكل أو ينظف نفسه أو يدافع عن كيانه، أما الحيوانات والحشرات فهي تعرف كيف تتصرف أينما عاشت أو ولدت.
ربما يتساءل البعض إذن ما هي الطبيعة البشرية؟
ظل هذا السؤال في أذهان الفلاسفة لفترة طويلة خاصة في عصر النهضة فعلماء النهضة أرادوا أن يعرفوا هل طبيعة الإنسان اجتماعية أم متوحشة؟
لكن السؤال مات وخرج من دائرة البحث خاصة في فترة ما يمكن أن نسميه (ما بعد الحداثة) فربما السؤال الذي بدأ يدخل على الساحة الآن هو ما هو تاريخ الإنسان؟ وما هي قدرة الإنسان على الخروج من تاريخ أو ثقافة معينة؟
طالما درسنا التاريخ والثقافات المختلفة نجد أن الإنسان يصنع بشكل كبير من خلال تاريخه وثقافته؛ فنحن نظل حبيسي ثقافتنا وتاريخنا المحدود، إن لم نتعلم الكثير والكثير حتى نغير القليل.
أعرف من الأنثروبولوجي الأمريكي الذي كان يدرس قبل موته في جامعة مك جيل في مونتريال أنه اعتبر أن الإنسان ربما قد صمم بيولوجيا كي يتشكل ثقافياً؛ فالإنسان يولد كشريط كاسيت فارغ يمكن تعبئته بأية ثقافة أو لغة؛ فلو وضعنا أي طفل عربي ومن أجداد عرب لم يغادروا المنطقة العربية مع عائلة بريطانية، وعزلناه عن الاتصال بأي بيئة عربية فإنه سيتحدث اللغة الإنكليزية وبلكنة بريطانية.
هذا يذكرني بتلك النكتة التي تروي أن طالباً عربياً ذهب إلى بريطانيا لتعلم الإنكليزية وتعب عليها حتى نطق بها وعندما عاد سألوه ما هو أعجب شيء رأيته في بريطانيا فقال أعجب شيء هو الأطفال هناك يجيدون الإنكليزية!
ربما هذه نكتة ولكن إذا نظرنا بعمق إلى الموضوع تجده فعلاً عجيباً هذه القدرة على امتصاص الثقافة والقيم واللغة. حتى ما يضحكنا ويبكينا حقاً. إنها لعجيبة. ولذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم (كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه).
ذا أردنا أن نعرف ما هي الفطرة؟ فيجب أن نعود إلى القرآن ونقرأ مرة أخرى (أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئاً).
كثير من الناس يظن أن الفطرة هي شيء كامن في الإنسان مثل غريزة الحيوان ولكن الفطرة هي إمكانية حدوث وتكوين اتجاهات مختلفة؛ فالفطرة هي التسوية البشرية، وبعدها يأتي التكوين، ولذا يقول الله تعالى (ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها).
إن الفطرة أو تسوية النفس التي تولد مع الإنسانية هي قابليته لأن يفجر أو يتقي؛ فنحن الذين نفلح في تزكية هذه الطبيعة الفارغة ونعبئها بالتقوى، أو ندنسها ونعبئها بالفجور والطغيان كما رأينا في شباب الربيع العربي مقابل الشبيحة والبلاطجة والزعران والحرافيش من مرتزقة الأنظمة المتشيخة.
الرسول صلى الله عليه وسلم ذكر هذه الآيات على سبيل المثال وليس للحصر؛ فالإسلام أيضاً يلقن للطفل بعد أن يخرج من بطن أمه.
إن معرفة هذه النقطة محورية للقيام بأي تغيير اجتماعي لأن الذي يظن أن هناك طبيعة بشرية محددة عنده فهم خاطئ لمفهوم الفطرة؛ فهذا لن يحمل الأمانة، ويظل يلوم الطبيعة البشرية، وفي هذا تحد لله الذي عرض علينا الأمانة وقبلناها، بل وفيه تحد للمنهج التاريخي الذي يعطيه الله لنا في كتابه لفهم الإنسان، ولفهم الحق.
إن الآيات المتكررة والكثيرة والتي تشير مباشرة إلى التاريخ تظل تحثنا على السير في الأرض والنظر في عاقبة من كان قبلنا وعاقبة المكذبين والنظر في كيفية بدء الخلق، إلا أننا نمر عليها ونحن معرضون، نصم آذاننا، ونعمي أعيننا، ونغلق على أفئدتنا. نجلس وننتظر القدرة الإلهية، ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول (لن يمل الله حتى تملوا).
أن لم نفهم هذه المعاني فلن نفهم معنى (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) إن الله لم يقل لن يغير الله ما في النحل حتى يغيروا ما بأنفسهم.
إن النحل والقطط لهم طبيعتهم النحلية والقططية وهم سائرون عليها واختاروا أن يأتوا إلى الله طائعين؛ فأوحى لهم بغرائزهم، أما نحن فيجب أن نعرف أننا نحمل أمانة وأن التغيير يبدأ من عند أنفسنا.
الله أوحى إلى الإنسانية وبعث لهم بالأنبياء ليعالجوا أمراض الأفئدة وليعالجوا الصم والعمي الفكري.
جاء الأنبياء يبنون ثقافات جديدة، ولو أن هناك طبيعة بشرية لما كان هناك تاريخ للإنسان، ولما تنوعت الثقافات والقيم.
يجب أن نعرف الفرق بين معنى (وأوحينا إلى النحل) و(ليس للإنسان إلا ما سعى) هناك أنواع كثيرة من الوحي في القرآن، والتي من بينها وحي الأنبياء. كما يقول محمد إقبال عن الوحي أنه ظاهرة كونية قسم منها وحي الأنبياء فهناك وحي الله للنمل والنحل أيضا.
الله ختم النبوة برسالة محمد، وبشرنا بطريق جديد لزيادة المعرفة البشرية، ولذا يشير القرآن إلى العبرة التاريخية والطبيعية (سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق).
أوحى الله للأنبياء وللنحل، وكأن التاريخ أيضاً هو وحي الله في الكون، ولهذا يحثنا الله على السير في الأرض لنعلم ماذا عمل الله بهم؟
لنعرف قوانين الله في التاريخ، كما أصبحنا نعرف قوانين الطبيعة، كما أصبحنا نعرف بيولوجيا النحل والغرائز التي تمشيها، يجب أن نعرف تاريخ الإنسان ومسيرته حتى نستطيع أن نحمل الأمانة بشكل أفضل، ولن نعرف هذا إلا بمعرفتنا لسنن الله في من قبلنا.
الإنسانية هي بقدر معرفتنا للإنسانية:
إذن الإنسان يخرج من بطن أمه لا يعلم شيئاً، وربما الآن نستطيع أن نقول يخرج بشراً ويبدأ بتعلم الإنسانية، أو يمكن القول أن الإنسان الخام هو البشر، والإنسان المكون هو الإنسان؛ فأنت تخرج من بطن أمك لا تعلم شيئاً، وتصبح عربياً بقدر ما تعرف العربية وبقدر تعرف عن العرب، وتكون مسلماً بقدر ما تعرف عن الإسلام، ولكنك لا تكون إنساناً إلا بقدر معرفتك عن الإنسانية.
حتى تزيد إنسانيتنا وحتى ندخل في الذاكرة الجمعية للإنسانية من خلال الفيس بوك والتويتر والنت.
إن معرفتك لتاريخ عائلتك يعطيك الشعور بالانتماء إليهم. تعرف قصصهم وفواجعهم ونكاتهم ودقائق أمورهم، وعندما تدخل في عائلة غريبة لأول مرة تشعر بأنك لا تعرفهم ولا يعرفونك، وربما تشعر ببعض الحرج، وعندما تدخل في ثقافة أخرى يصبح عندك ما يسمى بالصدمة الثقافية أو ما يسميه الكثيرون الغربة والوحشة، وهذا يحدث لأننا لا نعرف ليس فقط ثقافة من ندخل بينهم، بل في كثير من الأحيان تزيد وطأة الصدمة لعدم معرفتنا باللغة؛ فهل تريد أن تكون عندك وحشة وغربة تجاه الإنسانية؟
أظن أن إجابتك ستكون بالنفي. هل تريد أن تدخل في ذاكرة الإنسانية؟ جوابه هذا يحدث بمعرفة التاريخ وبالقيام بالشهادة على من قبلنا وعلى من حولنا.
القرآن يعطينا موقعاً مثيراً عندما يقول (لتكونوا شهداء على الناس).
هل نعلم معنى الشهادة؟ إلى الآن إني أشعر بالحزن عندما أرى المواقع التي تختارها المجتمعات والأمم؛ فهم أما ينعزلون ويتكبرون، أو يذوبون، ولكن الشهادة موقع مختلف.
إنه الموقع الذي لا نشعر فيه بأننا فوق البشر، ولا نشعر أننا تحتهم. هو الموقع الذي لا نشعر فيه أننا أمام الآخرين وأننا لسنا خلفهم، لأن الذي يشهد ويعرف بما حدث وما يحدث حوله فهذا لا يكون خلفهم ولا يقبل أن يكون أمامهم، لأنه يرى أن التنافس ليس في التكبر في الأرض وإنما هو في التقوى، هو في فعل الأفضل، وهو في خدمة الإنسانية حتى تعم الذاكرة للجميع، حتى تعم المعرفة للجميع، وهذا ما جاء به الأنبياء.
جاؤوا لنشر المساواة بين البشر، وجاءوا لنشر المعرفة؛ فإذا أردنا أن تخرج من وحدتنا ووحشتنا التاريخية والإنسانية فيجب أن نعرف سير الإنسانية وتاريخها، ويجب أن نختار موقفنا بدقة أيضاً؛ فالذين يقودون العالم الآن لا يريدون موقع الشهادة والمساواة، بل يريدون أن يعرفوا العالم حتى يتحكموا به.
ليس ليوسعوا ذاكرته عن نفسه، إنهم يسحرون العالم بعلمهم، لأن السحر هو معرفة طرف، وجهل الطرف الآخر؛ فالعلم يتحول إلى سحر عندما نريد المحافظة على جهل الآخرين.
تنبهت إلى هذا قبل فترة عندما كانت ابنتي بشرى تريني لعبة سحر، وأردت أن أعرف كيف تقوم بهذه اللعبة السحرية فضحكت وقالت (لن يكون سحراً إذا عرفت ما أقوم به)!
فعلاً إن سحر الآخرين لنا هو جهلنا نحن بما يعرفونه، ويبطل السحر حينما تعم المعرفة جميع الأطراف، والله يشير إلى هذا الكتمان عندما يقول (إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس أولئك الذين يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون) فلا يكفي أن نعرف، بل يجب أن نحرص على نشر المعرفة، والذي لا يريد نشر المعرفة يكون كذلك، لأنه يريد الاستكبار في الأرض.
والذي يقبل أن لا يأخذ المعرفة يكون قد قبل بالاستكبار أن يكون فوقه، ولذا نحن نعيش في عالم قَبِل بعضه أن يكون فوق العالم، وقَبِل آخر أن يكونوا تحته؛ ولهذا فإن المستكبر يريد أيضاً أن يكون ليس فقط فوق العالم بتحكمه؛ بل يريد أن يكون أمامه زمانياً، ولهذا يصفوننا بالمتخلفين، ونحن نبلع هذا بكل سهولة ونقبله.
القضية ليست في أننا نحن خلف العالم. القضية هي أننا نحن الذين نقبل ألا ندخل التاريخ، ألا ندخل الذاكرة الإنسانية؛ فيدعي الآخر أنه يسبقنا (لا تحسبن الذين كفروا سبقوا أنهم لا يعجزون)، لأننا كلنا نعيش في القرن الواحد والعشرين ونتشارك الزمان، ولكن بعضنا يقبل ألا يسير في الأرض ولكن يدفن رأسه كالنعامة وقت الشدة فما أحوجنا الآن لأن نفتح عيوننا وآذاننا وأفئدتنا التي أصبحت وقراً وضعنا عليها الأقفال.
نحن لسنا متخلفين أو وراء الآخرين نحن متعاصرون مع الذين يستكبرون علينا، ويدعون أنهم تقدموا عنا، ولكن أن لم نقبل أن نسير في الأرض ونكون شهداء على الناس فهذا يعني أننا نقبل بأن نكون مستضعفين، لأننا قبلنا بفقدان الذاكرة أي تقاعسنا عن حمل الأمانة وبالتالي فقدنا الإيمان.
هل مع بداية عام 2012م مع تفتح الربيع العربي بدأنا في دخول مسرح التاريخ المتحرك ونهاية الأنظمة الشمولية.
ويستنبئونك أحق هو قل إي وربي إنه لحق وما أنتم بمعجزين.
- آخر تحديث :
التعليقات