مع إنتقال الوجبة الخامسة من سکان أشرف الى مخيم ليبرتي، أصبح العدد الاکبر من سکان أشرف يترکزون في ليبرتي، حيث من المنتظرquot;أو المتفق عليه بحسب مذکرة التفاهم الموقعة بين الامم المتحدة و الحکومة العراقيةquot;، نقلهم الى دول ثالثة.
توقيع مذکرة التفاهم للحل السلمي لمشکلة أشرف، کانت الثمرة الاهم بعد ماراثون طويل و مخاض عسير من محادثات مکثفة مطولة بين بغداد و نيويورك و باريس، وتلك المذکرة إعتبرتها الاوساط الدولية بمثابة إعتراف دولي رسمي بسکان أشرف کلاجئين سياسيين و هو ما قد ساهم في دفع النظام الايراني الى توخي المزيد من الحذر في التعرض لهم، کما أن هذه المذکرة بعثت جوا من الطمأنينة و الامان على الخط العام لقضية معسکر أشرف لدى المجتمع الدولي و منحت القضية بعدا دوليا يدرء عنها أية مخاطر او تهديدات قد تحدق بها.
مذکرة التفاهم التي قد تم توقيعها في نهاية عام 2011، جابهت کما کان متوقعا العديد من العقبات و العراقيل، لکنها و على الرغم من ذلك، تمکنت الى حد ما من تجاوز کل ذلك، وتم نقل خمسة وجبات من سکان أشرف الى مخيم ليبرتي، أو مايقارب 2000 منهم، لحد الان، وذلك يعني أن أکثرية سکان أشرف قد باتوا يترکزون في مخيم ليبرتي، لکن، ومنذ بدأ تفعيل مذکرة التفاهم و نقل الوجبة الاولى من السکان الى المخيم الجديد، لم تکن هنالك في مقابل ذلك خطى عملية للإسراع بنقل الوافدين الى دول ثالثة، بل وان الامور جرت و تجري ببطأ شديد و يتخلله الکثير من المسائل الروتينية و التقليدية بحيث لم يتم لحد الان نقل سوى عدد ضئيل لايتجاوز أصابع اليدين، مما يقود ذلك للإعتقاد بأن مسألة نقل أکثر من ثلاثة آلاف من الافراد الوافدين الى هذا المخيم سيحتاج الى فترة طويلة قد تتجاوز بضعة سنين على أقل تقدير(هذا ان مشت الامور بصورة طبيعية و من دون عقبات و مشاکل، لکن المشکلة الکبيرة هي في إعتبار مخيم ليبرتي بأنه مخيم(TTF)، أي موقع وقتي للإنتقال، لکن، بقاء الافراد الوافدين في هذا المخيم لفترة طويلة تتجاوز العديد من السنين، يحتاج لإعادة النظر في المسألة، إذ ليس من المعقول أن نجعل من طالب لجوء سياسي معترف به من أرفع منظمة دولية و بشهادة من الاتحاد الاوربي و الولايات المتحدة الامريکية نفسها، بمثابة موقوف او سجين لايختلف عن الموقوف او السجين بجنحة او جناية ما، إذ في الامر ثمة إختلاف شاسع، فطالب اللجوء السياسي المعترف به دوليا، هو غير السارق و القاتل و المحتال!
من هنا، فمن الاجدر أن تتم مراجعة جادة لمسألة المستقرين في مخيم ليبرتي و ضرورة عدم إعتبار المخيم موقع أو محطة وقتية للإنتقال الى بلد ثالث، فذلك مايتناقض بالضرورة مع القوانين و الاعراف الدولية المعترف بها بهذا الخصوص، وعليه فمن المهم جدا منح صفة موقع دائم لمخيم ليبرتي کي تتم ضمانة حقوق الوافدين و المقيمين في المخيم، وان هذه المسألة ليست ضرورية وانما ملحة جدا و تحتاج الى إهتمام خاص.
[email protected]
التعليقات