العدو: هو مصطلح نسبي يستخدم لوصف كينونة تمثل خطراً أو تتصف بأفكار مضادة فكلمة العدو تمثل نموذجاً خاصاً quot;للآخرquot; فكل عدو هو quot;آخرquot; لكن ليس كل quot;آخرquot; هو عدو.. فأهم صفة تميز العدو من غيره أنه يشكل تهديداً لكيان الشخص وهذا التهديد فكري أو مادي أو معنوي...

يتميز أهل الشرق بأنهم شعوب عاطفية مملوءة بالدفء وتربطهم علاقات اجتماعية متشابكة وفي أحيان كثيرة يصعب عليهم تحديد العدو من الصديق، ربما يكتفون بكلمات وتصريحات quot;الآخرquot; وهو مقياس غير حقيقي لصدق الشخص ذاته وليس مقياس صادق على الحب والكراهية، وما ينطبق على الأفراد ينطبق على الجماعات أيضا... فمثلا شعار الإخوان المسلمين في الإنتخابات (نحمل الخير لمصر).. هل حملوا الخير؟..هل هم اعداء ام اصدقاء...؟ فعلى ارض الواقع نبحث عن إجابة لسؤال يدور بأذهاننا جميعاً وهو: هل جماعة الاخوان عدوة لمصر؟..

بقليل من البحث سنجد اعمال الاخوان من ارض الواقع :

اولا: تهديد كيان مصر من خلال أفكارهم عن الخلافة وإجترارها لتاريخ مظلم عفى علية الزمن وسعى دولة قطر لتحول مصر لكويكب يسير تحت إمرة قطر.

ثانيا: تهديد كيان دولة المؤسسات وتحطيم قيمها الراسخة منذ عهود سبقت.. فأصبح المتطرف من أعضاء في مجلس الشورى بل أضيف لهم التشريع أيضا في محاولاتهم المكشوفة للقضاء على وزارات سيادية في مصر.

ثالثا: تحطيم دولة القانون بإعلانات دستورية محصنة من القضاء وتعيين نائب عام على هوى الجماعة وضرب المحكمة الدستورية وإقصاء ثمان من أعضائها بدستور معيب... وإجبار وزارة الداخلية على عدم التعرض للبلطجية أمام المحكمة الدستورية لمنعهم من تأدية أعمالهم.

رابعا: تحطيم وزارة الداخلية والروح المعنوية لرجالها بتصريحات من قصر الإتحادية بعدم التعرض للبلطجية وأتباع حازم أبو إسماعيل بل إقالة وزير الداخلية بعد إلقاء القبض على أربعة من أتباعه وتحطيم معنويات الوزارة ضباط صف وضباط وجنود بعد السب العلني من حازم أبو إسماعيل للوزير وأعضاء الوزارة.

خامسا : تهميش دور وزارة الخارجية المصرية وتقلد السيد عصام الحداد الرجل الخفي القوي في الأخوان للعلاقات الخارجية والملفات الهامة للقضاء على مفهوم الخارجية المصرية التي أخرجت السيد بطرس غالي عميد الدبلوماسيين الذي أنَّت منه وزيرة الخارجية الأمريكية مادلين أولبرايت.

سادسا: تحطيم تاريخ القوات المسلحة المصرية هذا التاريخ التي سطره جنودنا البواسل في حرب الاستنزاف وإنتصار أكتوبر فأصبح جنود مصر البواسل محل تهديد من عدد من الإرهابيين فقتلوا 16 جنديا مصريا في شهر رمضان بل قُتِلْوا وإفطارهم في أفواههم... ووعد وزير الدفاع ورئيس الأركان بالقصاص... ثم أمر العياط الجيش بإيقاف عملية نسر وعادت القوات المسلحة تجر أذيالها وضاع دم شهداء مصر وتم الخروج الآمن لطنطاوي وعنان لتحصد الجماعة مكاسب سياسية على الأراضي المصرية بدماء شهداء رفح الأطهار.

سابعا: تحطيم الاقتصاد المصري ففي يناير 2012 كانت موارد الدولة من الدولار 36 مليار علاوة على 10 مليار تحت بند خدمة الدين الخارجي فقدت مصر ما لديها، وخلال شهر فبراير ومارس ستصبح غير قادرة على سداد مرتبات 6 ملايين موظف...

ثامنا: القضاء على وزارة الاقتصاد فأصبح مكتب الإرشاد أو نائب الرئيس خيرت الشاطر هو الوزير المسؤول عن اقتصاد مصر وأُسند إليه الملف الاقتصادي لصناعة في حكومة الاخوان... ودفع العديد من الشركات للإفلاس أو البيع من خلال صفقات مع عدد من القيادات العمالية.

تاسعا: أخونة التعليم من خلال تعيين اثنين وعشرين من المستشارين المقربين للقيادات الاخوانية وأعضاء الجماعة للعمل كمستشارين في التعليم لتغيير المناهج لإخراج أجيال جديدة إخوانية الهوى والميول.

بالطبع هذه الأدلة تؤكد أن أفعال الأخوان تهديد صريح لكينونة الدولة وما حدث في الاتحادية من تعذيب المتظاهرين سلمياً وتحويل قصر الاتحادية إلى مقر للتعذيب... يؤكد أن هوية الدولة مهددة وشمل التهديد مادى ومعنوى واصبحت آمال المصريين في شعاع نور يقودهم للمستقبل قد تبخر...

بعد هذا السرد بالطبع لانحتاج لمزيد من البحث للاجابة على سؤال هام هل الاخوان أعداء لمصر؟