أمس قال هوشيار زيباري وزير خارجية العراق لقناة العربيةquot; إن العراق كان هو الصوت الوحيد المطالب بمحاكمة النظام السوري في 2009، ولم يقف معه أحد من العرب أو حتى الولايات المتحدة الأميركيةquot; زيباري يذكر بمطالبة نوري المالكي تلك الايام بمحاكمة دولية لراس العصابة الاسدية، لدعمه الارهاب في العراق. الآن الموقف العراقي المتمثل بمساندة العصابة الاسدية، وفقا لتوازنات الوضع الداخلي والاقليمي ايرانيا، يعطي مؤشرا على غاية من الاهمية على حقيقة الموقف الامريكي حتى اللحظة، والمتمثل برفضه حتى اللحظة رفع الغطاء القانوني عن العصابة الاسدية كحد ادنى، فمابالنا بدعم الثورة دعما حقيقيا كفرض حظر جوي على الطيران الحربي الاسدي. في تلك الايام عند تواجد القوات الامريكية في العراق، لم تقم امريكا بدعم محاكمة بشار الاسد دوليا رغم مطالبة الحكومة العراقية بذلك، الموقف الامريكي الذي يشكل عمود الموقف الدولي وبدونه فعليا لايمكن الاعتماد على دعم دولي جدي للثورة السورية، وتاركة شعبنا يواجه مصيره بيديه حتى اللحظة، وهو حتى اللحظة بفضل ثواره قد اربك العالم والاقليم، ليس لأن في الثورة قوى ارهابية او غير ارهابية بل لأن أمريكا ومعها الغرب اسرائيليا يريد ذلك، عل وعسى عصابة الاسد تعود من النافذة بعدما طردها شعبنا من اوسع ابواب الحرية ثأرا لكرامته. لكن امريكا كعادتها تركت منفذا لممارسة الضغوط على العصابة الاسدية من الباب العربي. وتسلمت المعارضة السورية سفارة سورية في قطر ومقعد الجامعة العربية، بوصفها اكبر منظمة دولية اقليميا. في هذه الاثناء بالمقابل تصاعدت الدعوات الفرنسية والامريكية من اجل توسيع الائتلاف ووحدة المعارضة، خاصة بعد الارباك الذي تركته استقالة الشيخ معاذ الخطيب رئيس قوى الائتلاف المعارض، هذه الاستقالة التي لم يعرف احد من شعبنا حتى اللحظة سببها، وسبب استمراره في موقعه بالآن معا؟!! الآن نواجه مشكلتين اوليتين: الاولى تتعلق بالشيخ معاذ وتصويره من قبل بعض مناصريه والمعجبين بخطابه الناري غير المجدي سياسيا، بأنه لابديل للرجل..مع أنه منذ تسلمه قيادة الائتلاف حتى اللحظة لم يظهر كفاءة سياسية من اي نوع كان تسجل له، مع احترامي الكامل للشيخ معاذ بوصفه عالم دين وبقي عشر سنوات تقريبا خطيبا للجامع الاموي بدمشق، كما انني لا املك شكا بنزاهة الرجل في تعامله مع اموال الثورة، لكنه لا يصلح ليكون رئيسا لاعلى هيئة تمثيلية سياسيا للثورة. المشكل انه لا احد داخل الائتلاف ومؤسسيه- علما ان الشيخ معاذ الخطيب ليس من مؤسسي الائتلاف- يجيبنا عن سؤال كيف تم اختيار الشيخ معاذ ومن رشحه لهذا الموقع؟ ولماذا؟ اقصد بناء على اية معطيات؟ كنت كتبت بالطبع عن خطاب الشيخ معاذ وممارساته السياسية من قبل..الرجل تورط مع شلة محترفي يشبهون امراء الحرب!! بعد ان تحولوا لامراء سياسة على يد الممول وهذا بالطبع ليس ذنب الممول بل ذنبهم هم، هنالك من يقول قطر، من جهتي اشكر الشعب القطري الشقيق وحكومته على ما قدموه ويقدموه للشعب السوري، ومهما حدث بالاموال التي يقدمونها فهم لايتحملون المسؤولية في ذلك..الآن بعض هؤلاء تلقوا دعوة فرنسا وامريكا بشأن توسيع الائتلاف واعادة هيكلته كما عملوا من قبل على اعادة هيكلة المجلس الوطني بعدما عجزوا عن التحكم بقرار المجلس، وجاءتهم دعوة فورد وشوفالييه سفيري امريكا وفرنسا في سورية، هم هكذا كلما ضاقت بهم سبل التذاكي يهربون للامام. الآن يعملون على اعادة هيكلة الائتلاف كيف؟ يشتكون بالسر والعلن من فردانية الشيخ معاذ باتخاذ القرار، كما انهم نفس امراء السياسة هؤلاء يشتكون من بعضهم بعضا، وفشلوا في قيادة المجلس فشلا ذريعا، كما فشلوا في قيادة الائتلاف، ولم يكلفوا خاطرهم الاعتذار للشعب السوري على ان ما وعدوا به هذا الشعب من دعم دولي لم يصل منه شيئا- اذا اخذنا بعين الاعتبار ان الدعم القطري قائم بغض النظر عن تشكيل الائتلاف من عدمه- اذا تم تشكيل الائتلاف.

شكلوا الائتلاف وبقوا مختلفين على تشكيل طاقم قيادي سياسيا له..حتى انتخاب السيد غسان هيتو رئيسا لحكومة مؤقتة، بصلاحيات مدنية فقط. والجميع يعرف ما حصل من تجميد عضوية، ثم استقالة الشيخ معاذ..من جمدوا عضويتهم يريد بعضهم مرشحا آخر وهو السيد اسعد مصطفى، ومنهم من استغل فرصة انتخاب السيد هيتو بدون توافق!! ليحاول تحسين امتيازاته القيادية وغير القيادية من خلال تهديده بالتجميد.. الائتلاف لم يساهم قيد انملة في توحيد قوى الثورة على الارض، لهذا اقترحت عليهم بدل توسيع الائتلاف لدرجة العطالة، ليتحولوا جميعهم لوزراء في حكومة مؤقتة وانتخاب الشيخ معاذ رئيسا مؤقتا لسورية الجديدة، وبقاء المجلس الوطني كبرلمان مؤقت ودوره رقابي فقط!!! كي نتخلص من هذا الشقاق الفرداني الذي ليس له علاقة بخدمة الثورة..لماذا تريدون توسيع الائتلاف؟ سيضمون بقية امراء السياسة وربما بعض امراء الحرب!! الائتلاف الآن قارب ال70 عضوا...توسيعه إلى أي حد؟ وكيف سيتم اتخاذ القرار في حال التوسيع؟ والموقف الامريكي لم يتغير بل ازداد سوء بعد مجيئ جون كيري وزيرا لخارجية امريكا، لا يريدون ان يستمعوا لاحد..لم اجد في خطابات الائتلاف وبياناته وكلمات رئيسه المستقيل واعضاءه اية مطالبة بتدخل دولي، ولا حتى المطالبة بحظر طيران..حتى ان بعضهم يطالب بتسليح الجيش الحر خجلا..وكثر الحديث عن الحل السياسي، وهم يعرفون ان الحل السياسي المطروح له وجه واحد هو مزيد من الصوملة، والصوملة تعني فيما تعنيه انتعاشا لاعمال امراء السياسية والحرب..لم يقل لنا احد كيف يمكن فرض حلا سياسيا في ظل الموقفين الامريكي والروسي؟ وهضموا الحديث عن وجود الارهاب في الثورة لدرجة انه اصبح المشكلة الاساسية لبعض اعضاءه. مع ان لا احد فيهم قدم معلومات عن مهاجمة اي فصيل من فصائل الثورة للمدنيين؟

الاصدقاء في جماعة الاخوان المسلمين هم المستفيدين الوحيدين من هذه المعمعة لأنهم القوة المنظمة الوحيدة في الائتلاف، وفي كل مرة يخرجون فيها طاهري الذيل وهذا حقهم، لأن المشكلة في البقية بشكل اساسي دون ان نغيب بعض المواقف الخاطئة للجماعة..

اقترح التالي لكي لانبقى سلبيين: اعادة هيكلة الائتلاف بالتخلي اولا عن كل الشخصيات المستقلة الفردية، وضم شخصيات تمثل قوى على الارض..ولديها تفويض رسمي من هذه القوى..وتخفيض عدد اعضاء الائتلاف بما لايتجاوز ال30 عضوا..يكونوا ممثلين فعليين لقوى الثورة على الارض..وبقية امراء السياسية اعطوهم مناصب في الحكومة لكي لا يفتعلوا التشويش كعادتهم في كل مرة..مع احترامنا لكل الشخصيات الوطنية التي ليس لديها قوى على الارض..ثم انتخاب قيادة سياسة من تسعة اشخاص..ومعهم رئيس للائتلاف..والانطلاق ببرنامج واضح لاسقاط العصابة الاسدية ضمن المعطيات الموجودة على الارض ورمي الكرة في ملعب الغرب بمطالبته المستمرة بالتدخل، وفرض حظر طيران قبل ان يحدثنا عن ارهاب ووحدة معارضة، ويخرج علينا بعض رؤساء الغرب ليقولوا لنا ان الشيخ معاذ باق في منصبه لستة اشهر قادمة كيف وهو قد قدم استقالته!؟ ثم العمل على الارض ولو اخذ الموضوع زمنا من اجل توحيد قوى الثورة العسكرية في كل المناطق واستخدام الاموال في هذا الامر..وبدون ذلك فلتكونوا صادقين وتخبروا الناس ان الحل السياسي المطروح هو الجلوس مع راس العصابة الاسدية واقتسام السلطة هذا إن وافق.
شعبنا ماض وثورته مستمرة..