الإيمان بالله لايتناقض مع طرح الأسئلة حول الأديان، فكل شيء في هذا الوجود مدعاة للتأمل والدهشة والتساؤل. يُلاحظ إستخدام آيات القرآن وكذلك الكتاب المقدس في أعمال السحر الأسود لإحداث الأذى للناس، والغريب في نفس الوقت يتم إستعمال آياتهما أيضا في إبطال السحر وإبعاد شره وعمل الخير!

هذه الطاقة الخفية للنصوص المقدسة وقدراتها السحرية.. قد تنفي فرضية ان الأديان من صنع البشر وتضفي عليها بُعدا روحيا جديدا مثيرا لكنه ليس إلهيا، وانما يطرح فرضية آخرى وهي : لماذا لاتكون الأديان من صنع كائنات فضائية ذكية أنزلتها على البشر؟

المنطق يدفعنا للتساؤل : إذا كانا القرآن والكتاب المقدس مصدرهما من الله، كيف يُسمح التلاعب بآياتهما وإستخدامها في أفعال السحر الشرير، ولماذا هي سهلة بهذا الشكل ولاتحصن نفسها مادامت مقدسة ونزلت من الله؟

ثم كيف تتحول الآيات الى علاج لطرد السحر والتخلص منه، وماهذه الأسرار التي تحملها بحيث يمكن تحويلها الى أعمال سحر أسود شرير، وسحر معاكس أبيض إيجابي لطرده؟

هل يعني هذا ان مصدر القرآن والكتاب المقدس : الذي يحوي العهدين القديم والجديد، من تأليف كائنات فضائية؟

بغض النظر عن المسميات سواء كانت جن أو ملائكة أو كائنات فضائية أو أرواح... فإن فرضية مصدر الكتب المقدسة هذه من تأليف كائنات هبطت الى الأرض أو تعيش بيننا جديرة بالنقاش بسبب هذا الإختلاف والتصادم والحروب التي جرت بين الطوائف والأديان والتي أذهبت عنها صفة القدسية والعصمة عن الخطأ، وتدفعنا الى السؤال : لو كان مصدرها الله لماذا حصل فيها هذا الإختلاف وسفك الدماء، وطبعا نحن نستبعد مفهوم الإبتلاء والإمتحان الذي تبرر به الأديان صراعاتها وتناقضاتها.

في كتاب (( عربات الآلهة )) يطرح مؤلفه، وهو مسيحي مؤمن، (( اريش فون دانيكن )) فرضية بخصوص الحوار الذي دار بين النبي موسى والصوت القادم من خلف الشجرة، ويرجح انه صوت إحدى المخلوقات الفضائية التي هبطت على الأرض والتي نقلت العلم والمعرفة، وان هذه الكائنات بعضها لايستطيع الإنسان النظر اليها لأن أجسادها مؤذية ولايعني انها شريرة، ولذلك تم تحذير النبي موسى من قبل ذلك الصوت من النظر الى الخلف.

وحسب هذه الفرضية.. لماذا لايكون كلام النبي عيسى وهو رضيع ناتج عن تلبس كائن ما في جسده وأنطقه؟، ولماذا لايكون الملك جبرائيل هو أحد هذه الكائنات الفضائية التي إتصلت بالنبي ولقنته القرآن؟

لايستطيع أحد من الأشخاص في زمن نزول الأديان الفصل بين تلك الكائنات الفضائية، والله، فكل شيء خارجي ويمتلك قدرات خارقة يعد إلهيا مقدسا ومخيفا لتلك المجتمعات.

صحيح في القرآن يوجد نفي لعلاقة الجن بآياته، ولكن لماذا لاتكون الكائنات التي أنزلت القرآن تعتبر الجن كائنات اقل مكانة منها وتنظر اليها بسلبية، ولماذا لايكون المقصود بالله أوالرب هو ليس خالق الكون، وانما الكائن الفضائي الأعظم الذي أرسل تلك الأديان؟

أما لماذا نشرت تلك الكائنات الأديان بين البشر؟.. الجواب توجد العديد من الشواهد على نقل كائنات فضائية للعلم والمعرفة : مثل بناء الإهرامات والجنائن المعلقة في بابل، وعلوم الرياضيات والفلك والتنجيم، وغيرها من العلوم التي كانت في زمن ظهورها تفوق قدرات إنسان تلك العصور وأكبر من تطوره العقلي، فلماذا لاتكون الأديان أحد المعارف التي نُقلت كذلك الى الإنسان من الفضاء؟

طبعا هذا الكلام لايلغي حقيقة وجود خالق للكون، فهذا النظام المدهش العجيب بديهيا وعقليا يجعلنا نؤمن بوجود الله خالق السموات والأرض ومافيهما.


[email protected]