سيکون يوم 22 حزيران الجاري يوما إستثنائيا في التأريخ الايراني المعاصر و سيشهد حدثا بالغ الاهمية و الحساسية يمکن من خلاله و من بين ثناياه قراءة و إستشفاف مستقبل إيران الغد و تحديد الرکائز و الاسس و المبادئ التي سيقوم عليه النظام السياسي الذي سيخلف نظام الملالي الحالي القائم و المبني على القمع و الاستبداد.

المهرجان السنوي الکبير الذي دأبت على إقامته المقاومة الايرانية منذ عشرة أعوام، سيقام في الثاني و العشرين من حزيران الجاري، تحت عنوان يحمل کل معاني الامل و الثقة و التفاؤل بالمستقبل، عنوان يتوق له الشعب الايراني برمته و کل شعب يرزخ تحت نير القمع و الدکتاتورية، نحو الحرية، هو عنوان المهرجان السنوي العاشر للمقاومة الايرانية و منظمة مجاهدي خلق في العاصمة الفرنسية باريس، والذي يميز مهرجان هذا العام عن غيره من الاعوام هو انه أول مهرجان من نوعه بعد الانتصار السياسي الکبير الذي أحرزته منظمة مجاهدي خلق بکسبها الدعوى القضائية و إجبار الحکومة الامريکية على إخراجها من قائمة الارهاب الذي أدرجت فيه من أجل مسايرة و مماشاة نظام الملالي.

نحو الحرية، وبحسب المتتبعين و المحللين السياسيين المختصين بالشأن الايراني، ينتظر أن يکون واحدا من أضخم المهرجانات التي تقيمها المقاومة الايرانية و منظمة مجاهدي خلق حيث ينتظر أن تشارك فيه عشرات الالاف من أبناء الجاليات الايرانية من مختلف البلدان الاوربية و سائر البلدان الاسيوية و الولايات المتحدة الامريکية ومن مختلف أرجاء العالم، ومن المتوقع أن تشارك في هذا الحدث البارز المئات من الشخصيات السياسية و الدينية و الفکرية و البرلمانية و الثقافية من کل أصقاع العالم، الذي يلفت النظر أن هذا المقاومة الايرانية و منظمة مجاهدي خلق و بعد خمسة عشر عاما من مواجهة قضائية فريدة من نوعها مع القضائين الاوربي و الامريکي، نجحا في شطب اسم منظمة مجاهدي خلق من قائمة الارهاب على الصعيدين الاوربي و الامريکي مثلما أن المحکمة الفرنسية أيضا تنصلت في عام 2011 من الهجوم الذي وقع في 17 يونيو 2003 على مقرات المقاومة الايرانية في باريس معلنة أن مقاومة مجاهدي خلق تعد مقاومة مقدسة ضد الظلم والطغيان، وکل هذه الاحداث الکبيرة بالاضافة الى أنها تشکل إنتصارا للمقاومة الايرانية فإنها وفي نفس الوقت تعتبر بمثابة صفعات عنيفة بوجه النظام الايراني و دلالات قوية على أن التغيير قادم لامحالة نحو إيران.

عدد المشارکين في مهرجانات التضامن السنوية تزيد عاما بعد عام، حتى وصل عدد المشارکين في مؤتمر العام المنصرم الى أکثر من 100 ألف مواطن إيراني قدموا من مختلف بلدان العالم، والى جانب المواطنين الايرانيين يحضر أيضا المئات من الشخصيات الغربية و الدولية من مختلف أرجاء العالم و من جميع الاطياف السياسية بإستثناء اليمين المتطرف، وهناك أيضا حضورا عربيا مميزا في المهرجان إذ شارکت شخصيات برلمانية من مصر و فلسطين و الاردن و البحرين و غيرها من الدول العربية حيث يحضرون من أجل إعرابهم عن تضامنهم مع الشعب الايراني و المقاومة الايرانية في کفاحها العادل من أجل الحرية.

مهرجان هذا العام سيقام و النظام الايراني يمر بمايمکن تشبيهه بنفق من الازمات و المشاکل الخانقة داخليا و إقليميا و دوليا، والذي يجب الانتباه إليه جيدا أن النظام الايراني قد أصبح خلال هذه السنة تحديدا مکروها و ممقوتا بصورة غير مسبوقة حتى أکثر من إسرائيل بسبب من سياساته غير السليمة فيما يتعلق بتدخله السافر في الاوضاع بسوريا و کونه شريکا في إرتکاب المجازر التي تقام بحق هذا الشعب.

الانتخابات الرئاسية للنظام ستقام في يوم الجمعة القادم 14 حزيران فيما سيقام المهرجان في 22 حزيران، من المرجح جدا ان النظام سيحسم مصير الانتخابات بتحديد الرئيس في يوم 21 حزيران، أما المقاومة الايرانية فإنها و بعد يوم واحد فقط ستعلن موقفها و موقف الشعب الايراني بشأن مستقبل إيران، وفي کل الاحوال فإن العالم کله قد بات يدرك و يعي رويدا رويدا بأن هذا النظام ليس بوسعه أبدا أن يکون عضوا إيجابيا في الاسرة الدولية عموما و بين دول المنطقة خصوصا وان الجميع قد باتوا يتطلعون الى المنطقة و العالم من دونه لأنه کان و لايزال عامل مباشر في شيوع عدم الاستقرار و إنعدام الامن في المنطقة وان هذا المهرجان يرسم طريق الامل و التفاؤل نحو الحرية، نحو النصر الکبير للشعب الايراني الذي سيکون في صالح إيران و المنطقة و العالم کله.

[email protected]