انهمرت علينا بوستات فيسبوكية من شخصيات في الائتلاف الوطني السوري تغازل تارة وتواسي تارة اخرى، الرئيس المعزول محمد مرسي، ومن خلفه خيرت الشاطر نائب مرشد جماعة الاخوان المسلمين، الذي نصب نفسه حاكما على البلاد و العباد في مصر، البوستات لم تكن لاعضاء في جماعة الاخوان المسلمين في الائتلاف بل تعود لشخصيات العديد منهم محسوبون على الليبراليين واليساريين، واستوقفني هذا الغزل ليعود بي الى سؤال طرح ومازال يطرح، اين هو المثقف السوري والمفكرالسوري والمبدع السوري من كل مايجري في سوريا.
خلال عام من حكم مرسي الرئيس الاخواني في مصر، لم يتوقف اي مبدع مصري او اعلامي او اي قاض او اي محام من كشف عورات هذا التنظيم، الكثير منهم كانوا يتبسمرون خلف الكاميرات وعبر الفضائيات يوعون المصريين لكارثة حكم الاخوان، التي تريد ان تخلع عن مصر ثوبها وتلبسها عباءة الاخوان، فهل الشاطر يمكنه ان يختصر مصر كلها بعباءته بمبرر الديمقراطية.
ادرك المصريون عظمتهم واستعادوا الافتخار بانتماءهم، بعد محاولة الاخوان شراءها بالسكر والزيت، والفضل يعود الى المثقفين المصريين الذين لم يتركوا مصر، بل ظلوا هناك وكانوا اول من نزل الى الميادين، المبدعون وقياصرة الفن المصري لم يستعلوا عن النزلول، غزوا الميادين بحناجرهم، لغة الاعلاميين المصريين، لم تكن سفسطائية، بل لغة تعبر عن الشارع، ابتعدوا عن المصطلحات وتحدثوا بلغة الفول والطعمية، لانهم يفتخرون بهذه اللغة.
ما شعرت به وانا اتابع الاحداث في مصر كان شعورا بالمرارة لدى مقارنتي الظرفية بين الواقعين، ادركت ان العنجهية هي من تحكم المثقف لدينا في سوريا، و حتى السياسيين المعارضين، ورثوا من النظام غوغائيته وعنجهيته، على مايبدو انه بلاء البعث الذي مابعده بلاء، وعندما يغازلون يسفسطون، معيار اللف و الدوران والتأويل والتعويل حاكم العباد في سوريا، ولكنكم حقيقة بعيدون عن العباد، فماحصل في مصر ليس انقلابا بل انتماء.
التعليقات