بعض الناس ينطفئ اسمه بعد ايام من رحيله عن هذه الدنيا بل ان حكاما او زعماء يلفهم النسيان قبل ان يجف حبر نعيهم، الا ان رجل مثل الزعيم وحكيم العرب ومؤسس دولة الامارات العربية بحجم هامة الشيخ زايد بن سلطان طيب الله ثراه هم قلة ممن يصادقهم التاريخ ويفسح لهم المجال ليكتبو اسمهم بمشاعل النور في سفره المديد فالتاريخ ليس عربة قطار متاحة للركوب فيها لكل احد، شيخاً عربياً حباه الله بالحكمة والهيبة وامتلك الرأي والرؤية استحضر كل عناصر الاشراق والقوة في ماضي امتنا المجيد وانطلق ليحول الأحلام الى مشاريع قابلة للتحقق وصاغ رؤيته مؤمنا بان الله يساعد الرجال ذوي الارادة الفذة ومخلصي النية مع شعوبهم وهنا يتذكر وزير عراقي سابق قائلا حينما زار الشيخ زايد بن سلطان بغداد في مطلع السبعينات من القرن المنصرم وحضر استعراضا عسكريا في مطار المثنى الى جانب الرئيس العراقي الأسبق أحمد حسن البكر رحمه الله وبينما كان الجميع تتطلع انظارهم نحو تشكيلات واسلحة وعربات عسكرية تستعرض من امام منصة العرض كان مذيع الحفل يكيل شتى التهم للرجعية العربية وحكوماتها المتخلفة وما الى ذلك من مفردات قاموس خشبي متكرر فانتبه الراحل الكبير الشيخ زايد وخاطب الرئيس البكر يا ابو هيثم قل لمذيع الحفل ان يمهل الرجعيين بعض الوقت ليرى ماذا سيصنعون؟ وفعلاً تحققت نبوءة زايد صادقة في رؤية مشروع الإمارات العربية في التنمية والازدهار والنهضة والاستقرار وماذا جنت مشاريع الثوريين والتقدميين من ويلات على شعوبهم.

زايد قائد عربي كبير ربما لن يتكرر جاء في زمن التحديات الصعبة ليصنع لبلده وامته قصة نجاح بناء دولة وكان مدرسة في الهام الزعامة والحكمة اجتمعت به خصال القيادة وروعة الإنسان الكبير الممتلئ بالهمة والحماسة وهو يقارع الصعاب ليرسم لبلده تاشيرة دخول لبلده وشعبه الى غدا افضل ومستقبل زاهر. وقف الراحل طيلة حياته الى جانب امته العربية والإسلامية في كل المنعطفات الحاسمة، زايد الخير او سمه زايد العطاء لان خيره وعطاءه وكرمه تخطى حدود الأقليم ليصل الى كل اركان المعمورة يعطي بلا منة ومثلما يقول الشاعر العربي يعطيك ويعتذر ولعمري كان نبعاً لا ينضب فقد رسم لمن سار بعده على الدرب المضئ بوصاياه الدائمة في محبة الشعب والاقتراب من هموم الناس والارادة الصلبة كفيلة بالاستمرار على ذات النهج القويم والإمارات يحدو بها اليوم غرس زايد ابناءه البررة وهم يسيرون بالبلاد من نجاح الى اخر ومن محطة الى اخرى اكثر اشراقا ليعتلي البنيان يناطح السحاب مجدا وعزا وزهوا مع صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد رئيس الدولة واخاه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ولي عهد ابو ظبي والذي كل من راه او اقترب منه قال انه الاقرب لزايد في هيئته ورزانته وعقله المستنير وعلو همته وقوة شكيمته ومحبته لشعبه فلله دركم يا ابناء زايد الكبير وخالد الذكر والذي ترك من بعده رجال رائعين ما حضروا مكانا الا وحضر معهم الخير والطيبة وتعلو لهم ادعية الناس ان يحفظ الله دولة الإمارات العربية المتحدة عزيزة الجانب وان يرحم الله الراحل والباني والزعيم والمؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في ذكرى رحيله الحادية عشر، واذا كانت امم واقوام عديدة تفتخر برموزها الخالدة مثل المهاتما غاندي في الهند ونيلسون مانديلا في جنوب افريقيا فيحق لنا في الوطن العربي أن نفخر بان امتنا العربية انجبت زعيما وقائدا مبجلأ بحجم هامة المغفور له بأذن الله الشيخ زايد بن سلطان والذي اصبح اسمه عنوانا كبيراً للفخر في التاريخ المعاصر وصارت رؤيته ومبادئه في الحكم والقيادة ذخيرة حية للأجيال فأن نجحت نظم سياسية عديدة في العالم في بناء سلطة فأن الشيخ زايد قد نجح في بناء دولة واثقة من الحاضر متطلعة الى المستقبل بكل ثبات واقتدار.

[email protected]

&