عُقد مؤتمر بعنوان "سياسة جديدة تجاه إيران – التركيز على الشعب الإيراني ومقاومته" بمبادرة من نواب البرلمان الأوروبي وبحضور مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، في 20 تشرين الثاني (نوفمبر) داخل البرلمان الأوروبي.
هذا المؤتمر مثّل رؤية وتفكيرًا جديدين، وأكد على ضرورة تغيير السياسة تجاه النظام الإيراني. البرلمان الأوروبي يضم مجموعات سياسية متنوعة تمتد من اليسار إلى اليمين المتطرف. ومع أنَّ السنوات الأخيرة شهدت استقطابات حادة بين الأحزاب السياسية الأوروبية بسبب قضايا داخلية مثل الهجرة وغيرها، إلا أن النقطة اللافتة في مؤتمر السياسة الجديدة تجاه إيران كانت مشاركة نواب من جميع المجموعات السياسية داخل البرلمان الأوروبي باستثناء اليمين المتطرف.
توافق غير مسبوق
على سبيل المثال، حضر ممثلون من حزب الشعب الأوروبي، وهو أكبر تجمع سياسي في البرلمان، ومن مجموعة الاشتراكيين، ومجموعة "رينيو" التي تضم الليبراليين الديمقراطيين الأوروبيين، بالإضافة إلى تحالف اليسار الأوروبي، والأحزاب الخضراء لدول الشمال، ومجموعة المحافظين والمصلحين الأوروبيين. باختصار، شهد المؤتمر حضور أوسع الطيف السياسي داخل البرلمان الأوروبي.
ألقى العديد من نواب البرلمان الأوروبي الذين شاركوا في المؤتمر كلمات أكدوا فيها دعمهم للمقاومة الإيرانية، وكان من المثير للاهتمام أن هذا الإجماع جاء رغم الخلافات الكبيرة التي تفرقهم في قضايا أخرى. وأشار النواب أنفسهم إلى أن القضية الإيرانية ربما تكون واحدة من القضايا القليلة التي تمكنت من توحيد الأطراف المتنافسة وجعلهم يتحدثون بصوت واحد.
فشل سياسة المسايرة
السبب الأول هو فشل سياسة المسايرة التي استمرت لمدة أربعين عامًا تجاه النظام الإيراني. حتى وإن لم تعترف الحكومات علنًا بهذا الفشل، فإنها تدرك جيدًا أن سياسة التهدئة، رغم فوائدها المؤقتة، أصبحت عبئًا وتهديدًا طويل الأمد لها.
الواقع الآخر الذي يدركه الجميع هو أن النظام الإيراني وصل إلى أضعف مراحله ولم يعد له مستقبل واضح. لذلك، هناك سعي حثيث للبحث عن حل لهذه الأزمة. النظام الإيراني، من جهة، يمثل تهديدًا بسبب سياساته العدوانية في المنطقة وأعماله الإرهابية في أوروبا، ومن جهة أخرى، بات واضحًا أنه يقترب من نهايته، ما يدفع المجتمع الدولي إلى البحث عن بدائل.
رسالة واضحة
انعقاد هذا المؤتمر داخل البرلمان الأوروبي والاستقبال الواسع الذي حظي به يحمل رسالة واضحة للنظام الإيراني. الرسالة مفادها أنَّ العالم لم يعد يمكن خداعه بالدعايات والأوهام. واليوم باتت القناعة السائدة، ليس فقط لدى الشعب الإيراني ومقاومته المنظمة، بل أيضًا داخل المجتمع الدولي، أن هذا النظام لا مستقبل له.
تأكيد المتحدثين على وجود بديل ديموقراطي وبرامج واضحة قدمتها رجوي لمستقبل إيران يعكس أن الوقت قد حان لتبني سياسة حازمة ودعم الشعب والمقاومة الإيرانية. على عكس دعايات النظام، فإن هذه المقاومة قادرة على ضمان الانتقال إلى جمهورية ديمقراطية.
المجتمع الدولي مدعو لدعم هذه المقاومة والشعب الإيراني والمساهمة في فتح فصل جديد في تاريخ إيران والمنطقة بأسرها.
التعليقات