واشنطن: طالب نواب من الحزب الديمقراطي الأميركي الرئيس جورج دبليو بوش بالاعتراف بفشل سياسته في العراق والتوقف عما أسموه سياسة التصعيد التي يعتمدها، والتي quot;لم تعد مقبولة من قبل الشعب الأميركيquot;.
فقد قال هاري ريد، زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ: quot;لقد حان الوقت لكي يستمع الرئيس إلى الشعب الأميركي ويعمل ما هو ضروري لحماية هذه الأمة.quot;
جاء كلام ريد في أعقاب تصويت مجلس النواب مساء الخميس لصالح مشروع قرار يطالب الإدارة بالبدء بسحب الوحدات المقاتلة من العراق خلال 120 يوما، على أن يكتمل الانسحاب بحلول أول أبريل/نيسان من العام المقبل.
وقد نال القرار غالبية 223 صوتا مقابل 201 صوت معارض في مجلس النواب الذي يتمتع فيه الحزب الديمقراطي بالاكثرية.

وفي مقابلة مع بي بي سي، قال رئيس لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس النائب الديمقراطي توم لانتوس إنه شعر بسعادة بالغة لأن بعض الأهداف قد أنجزت، quot;ولكن سياسة التصعيد لم تعد مقبولة من قبل الشعب الأميركي والكونغرسquot;.
ويقول مراسل بي بي سي في واشنطن إن رد الفعل الأبرز الذي ينتظره المراقبون بفارغ الصبر لم يصدر بعد، وهو يتمثل في موقف الجمهوريين المترددين الذين قد يقررون في ما إذا كان الكونغرس سيحاول لي ذراع الرئيس بوش أم لا في موضوع سحب الجيش من العراق.
يذكر انها المرة الثالثة هذا العام التي يصوت فيها مجلس النواب على قرار سحب القوات الاميركية من العراق، ويحاول مجلس النواب دفع مجلس الشيوخ الى تصويت مماثل، الا ان بوش لطالما قال انه سيستعمل حقه بالفيتو وقد سبق وفعل ذلك.
على صعيد آخر، انتقد نواب ديمقراطيون التقرير الذي أصدرته الإدارة الأميركية مؤخرا بشأن الوضع في العراق، وسط توقعات بزيادة الضغوط على بوش لإرغامه على سحب القوات من ذلك البلد.
وحول الانتقادات التي وجهها التقرير الأميركي للحكومة العراقية، قال وزير الخارجية العراقي، هوشيار زيباري إن بلاده تحتاج وقتا كافيا للتوصل إلى إجماع للتحرك قدما إلى الأمام.
وكانت مريم الريس، مستشارة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، قد عقَّبت في وقت سابق على انتقاد التقرير للحكومة العراقية بالقول إن الاختلافات السياسية في العراق تعد شأنا داخليا محضا.
وأضافت أن مخاوف واشنطن ربما تكون حقيقية، لكن تحسين الوضع الامني هو أكثر أهمية في الوقت الحالي من القضايا الاخرى.
من جهته، رفض بوش الدعوات المطالبة بسحب القوات الاميركية من العراق قبل تحسن الوضع الأمني واعتبر ذلك quot;كارثياquot; في الوقت الراهن.
وأضاف أن سحب القوات في هذا الوقت quot;يعني زيادة احتمال أن تضطر القوات الاميركية إلى العودة إلى العراق بعد فترة من الزمن لمواجهة عدو يكون ساعتها أكثر خطورةquot;.
واتهم بوش إيران وسورية وحزب الله اللبناني بتأجيج العنف في العراق.
وقال بوش إن تقويما رسميا للوضع في العراق خلص إلى أن عددا من الاهداف الامنية قد تحقق حيث انخفضت عمليات القتل الطائفي في بغداد ونشرت ثلاث كتائب من الجيش العراقي حول المدينة.
لكن التقرير الاولي الذي صدر عن البيت الابيض وقدم للكونغرس، أقر بضآلة التقدم السياسي في ضوء الاهداف التي وضعها المجلس، وطلب بوش من الكونغرس منحه المزيد من الوقت والموارد quot;لانجاز المهمة في العراقquot;.
الا ان التقرير افاد من جهة اخرى أن بغداد حققت تقدما على الصعيد الامني مقارنة بالجانب السياسي منذ زيادة القوات في فبراير/شباط الماضي.
وكشف التقرير أن الحكومة العراقية فشلت في تحقيق ثمانية من الأهداف السياسية والعسكرية الـ 16 التي حددها الكونغرس، وحققت تقدما مرضيا في ثماني نقاط.