القدس: يرى الاسرائيليون في وزيرة الخارجية تسيبي ليفني التي دعت الخميس الى تنحي رئيس الوزراء ايهود اولمرت عن قيادة حزب كاديما، quot;نجمة صاعدةquot; في السياسة، وينظر اليها على نطاق واسع على انها امرأة نزيهة ومعتدلة، ولو انها لا تلقى اجماعا داخل حزبها.

ودعت ليفني (49 عاما)، نائبة رئيس الحكومة، الى انتخابات مبكرة داخل حزبها كاديما، وهي تأمل بالحلول في قيادة الحزب محل اولمرت الذي يجري التحقيق معه في قضية فساد.

وكتبت صحيفة quot;يديعوت احرونوتquot; في افتتاحيتها الجمعة quot;بعد اسابيع من صمت معبر، بدأت ليفني تحركها من اجل الاطاحة باولمرتquot;.

وعلى عكس اولمرت، لم تواجه ليفني يوما مشاكل قضائية. وافاد استطلاع للرأي نشرته quot;يديعوت احرونوتquot; انها تحظى باكبر نسبة مؤيدين بين القاعدة الحزبية لكاديما، اذ يرغب 39% من الحزبيين برؤيتها تتولى قيادة الحزب مقابل 25% لابرز منافسيها وزير النقل شاوول موفاز.

الا ان هذه المحامية التي تتمتع بشخصية قوية والتي تحرص على الظهور باستمرار بمظهر انيق والتي دفعها الى الصفوف الاولى في كاديما مؤسس الحزب رئيس الوزراء السابق ارييل شارون، تفتقر الى ثقة الكثيرين بين مسؤولي الحزب.

وكتبت صحيفة quot;معاريفquot; الجمعة ان quot;ايهود اولمرت يفضل ان يخلفه موريس تالانسكي على ان تخلفه ليفنيquot;، في اشارة ساخرة الى رجل الاعمال الاميركي الاسرائيلي الذي تسببت شهادته امام القضاء بمزيد من الحرج لاولمرت.

وكان العداء بين اولمرت وليفني ظهر الى العلن في 2007، عندما بدت وزيرة الخارجية مستعدة لخلافة اولمرت بعد نشر تقرير عن اخفاقات الحرب في لبنان في 2006، وعمدت الى مطالبة رئيس الوزراء بالاستقالة.

وهذا الموقف تسبب لها ايضا بانتقادات عنيفة داخل كاديما واتهمها البعض بquot;الجبن السياسيquot; كونها لم تذهب الى حد تقديم استقالتها هي من الحكومة لتكون قدوة.

كما ان صداقتها مع وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس تثير كذلك بعض الشكوك في اوساط الصقور في كاديما الذين يعتبرون انها معتدلة اكثر من اللازم حول مسألة التسوية مع الفلسطينيين.

وعبرت ليفني مرارا خلال زيارات لرايس الى اسرائيل عن تأييدها لتحسين ظروف حياة الفلسطينيين في الضفة الغربية وانشاء دولة فلسطينية مع الدعوة الى مواصلة مكافحة الارهاب وعزل حركة حماس الاسلامية.

وذهبت ليفني في بداية ايار/مايو الى حد الاعتراف بان الاستيطان المدعوم غالبا من الحكومة التي تنتمي اليها، يتسبب quot;باحباط وربما بضيقquot; بين الفلسطينيين.
ونشأت ليفني في عائلة من اليمين القومي المتطرف، الا انها كانت من مؤسسي حزب كاديما الوسطي الذي فاز في الانتخابات التشريعية في 28 اذار/مارس.
فقد ولدت ليفني في بولندا في الثامن من تموز/يوليو 1958. وكان والدها ايتان ليفني رئيس عمليات الارغون، وهي منظمة يهودية سرية متطرفة قاتلت البريطانيين والفلسطينيين قبل انشاء دولة اسرائيل عام 1948، لتشكل فيما بعد نواة تكتل الليكود.

وتركت ليفني الليكود الذي اعتبرت مواقفه quot;قومية متشددةquot; لتتبع ارييل شارون الذي اسس كاديما في تشرين الثاني/نوفمبر 2005.

وبعد ان تربت على فكرة اسرائيل الكبرى، اقرت تحت تاثير شارون بان الوسيلة الوحيدة امام اسرائيل للحفاظ على طابعها اليهودي والديموقراطي تقضي بالانسحاب من قسم من الاراضي التي احتلتها في حزيران/يونيو 1967.

وهي تقود حاليا فريق المفاوضات مع الفلسطينيين التي اطلقت في نهاية تشرين الثاني/نوفمبر خلال مؤتمر انابوليس (الولايات المتحدة) حول الشرق الاوسط الذي دعا اليه الرئيس الاميركي جورج بوش. الا ان هذه العملية لم تحقق اي تقدم بعد.

في نيسان/ابريل، زارت ليفني في حدث نادر بالنسبة الى وزير اسرائيلي، دولة قطر لاعطاء دفع من اجل تقارب بين اسرائيل والدول العربية والتحذير من امتلاك ايران للسلاح النووي.

عملت ليفني لحساب الموساد (الاستخبارات الاسرائيلية) بين 1980 و1984 بصفة خبيرة في القانون التجاري، وشهدت مسيرتها السياسية صعودا سريعا منذ دخولها الكنيست عام 1999، حتى ان بعض مواطنيها يشبهونها بغولدا مئير.

تولت حقائب وزارية عدة منها التعاون الاقليمي في آذار/مارس 2001، ثم الزراعة واستيعاب المهاجرين والعدل.
متزوجة ولها ولدان ومقيمة في تل ابيب.