واشنطن: قال مسؤول اميركي رفيع المستوى اليوم ان رفض ايران لعرض المجتمع الدولي حول برنامجها النووي سيؤدي الى المزيد من العقوبات على طهران.
وقال المسؤول الاميركي الذي فضل عدم الكشف عن هويته في لقاء اعلامي مصغر عبر الهاتف quot;نحن نتجاوب مع سعي ايران الى الطاقة النووية المدنية .. المجتمع الدولي سيساعد على تحقيق هذا الامر لكن ايران تحتاج الى القبول بشروط هذا التعاون التي عرضناهاquot;.
يذكر ان الممثل الاعلى للسياسات الخارجية والامنية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا زار طهران في وقت سابق اليوم ليعرض على المسؤولين الايرانيين رزمة حل من اجل ان تتخلى عن انشطة تخصيب اليورانيوم.
وقال المسؤول الاميركي quot;هذا التعاون سيفتح الطريق لاقتصاد اكثر انتاجية ورفاهية اكبر واندماج اكبر لايران في المجتمع الدوليquot; مشيرا الى ان هذا العرض يشمل ايضا بدء حوار حول القضايا الامنية التي تعني ايران في المنطقة.
واعتبر المسؤول ان هذا العرض مشابه للعرض الذي قدمه المجتمع الدولي لايران في عام 2006 لكن مع اضافة حوافز اضافية واصفا العرض بأنه quot;اطار لمفاوضات ونقطة انطلاق للمناقشةquot;.
واضاف ان سولانا لم يبلغ واشنطن بعد بتفاصيل اجتماعه مع المسؤولين الايرانيين لكنه اشار الى ان المؤشرات حول رد فعل طهران حتى الان quot;ليست مشجعةquot;.
وتابع المسؤول الاميركي quot;اذا ما رفضت ايران هذا العرض سيؤدي هذا الى عزلة اضافية وعقوبات دولية اضافيةquot; مشيرا الى quot;صعوبة ايران المتزايدة في اجراء تبادل تجاريquot; وان موافقتها على هذا العرض سيقلص العقوبات على اقتصادها الذي تمكن من تجاوز ازماته بسبب الارتفاع في اسعار النفط.
وختم بالقول quot;ايران لها الحق بتطوير الطاقة النووية المدنية ولكن عليها وقف انشطة تخصيب اليورانيوم الحساسة في هذه الوقت الحالي
وقال خافيير سولانا بعد محادثات اجراها في طهران يوم السبت ان المسؤولين الايرانيين يأملون في تقديم رد قريبا على عرض الحوافز الذي تقدمت به القوى الكبرى الست.
وقال سولانا في موءتمر صحفي quot;انه عرض ستجري دراسته (من جانب ايران) ونحن ننتظر الاجابة التي نأمل ان تقدم قريبا.quot;
وقال سولانا انه يامل في ان يكون العرض الذي اعدته القوى العالمية ويهدف الى اقناع طهران بتعليق الانشطة النووية الحساسة نقطة بداية للمفاوضات.
واستبعدت ايران مرارا وقف تخصيب اليورانيوم الذي يمكن ان تكون له استخدامات مدنية وعسكرية لكنها تقول انها مستعدة للدخول في مفاوضات مع القوى العالمية.
ايران تستبعد وقف الانشطة النووية بعد عرض القوى الكبرى
هذا واستبعدت ايران تعليق انشطتها النووية الحساسة يوم السبت رغم عرض القوى الست الكبرى الذي يتضمن مزايا تجارية ومزايا اخرى لاقناعها بتعليق أنشطتها التي يخشى الغرب من انها تستهدف صنع اسلحة نووية.
لكن مصادر قالت إن المسؤولين الايرانيين وخافيير سولانا منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الاوروبي اتفقوا في الاجتماعات التي عقدت في طهران على المضي قدما في الجهود لايجاد حل دبلوماسي للمواجهة التي ساعدت في ارتفاع اسعار النفط الى مستويات قياسية.
وقال مسؤول ايراني طلب عدم الكشف عن هويته quot;تم فتح مسار دبلوماسي جديد ... وسيكون هذا المسار اساسا لمحادثات نووية جديدة.quot;
وقال دبلوماسي اوروبي quot;اتفق الجانبان على الابقاء على الاتصالات ومواصلة العمل.quot;
لكن لا يوجد ما يشير الى ان الجانبين ضيقا الخلافات بشأن القضية التي تمثل قلب النزاع وهي رفض ايران الانصياع لمطالب الامم المتحدة بوقف تخصيب اليورانيوم.
وحذرت الولايات المتحدة وحلفاؤها الاوروبيون من فرض مزيد من العقوبات على الجمهورية الاسلامية اذا واصلت رفض حزمة الحوافز التي قدمها سولانا الى طهران.
وترفض ايران رابع أكبر منتج للنفط في العالم وقف أنشطتها النووية وتقول إنها تهدف فقط الى توليد الكهرباء.
وقال غلام حسين الهام المتحدث باسم الحكومة الايرانية للصحفيين عند سؤاله عن حزمة الحوافز التي قدمتها القوى العالمية الست وهي الولايات المتحدة والصين وروسيا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا quot;رأي ايران واضح.. اي شرط مسبق غير مقبول.quot;
وأضاف quot;اذا تضمنت حزمة الحوافز نقطة تعليق الانشطة فلن تكون محل نقاش على الاطلاق.quot;
وبالرغم من أن ايران لم تذهب لحد اعلان رفض رسمي للعرض الا أن الرئيس الامريكي جورج بوش قال عند سؤاله أثناء زيارة لباريس عن تصريحات الهام انه يشعر بخيبة أمل.
وأضاف في مؤتمر صحفي مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي quot;أشعر بخيبة أمل لان الزعماء الايرانيين رفضوا هذا العرض الكريم على الفورquot;مضيفا أن هذه اشارة الى أن القيادة الايرانية مستعدة لزيادة عزلة مواطنيها.
وكان الهام يتحدث بعد قليل من تسليم سولانا حزمة الحوافز لوزير الخارجية الايراني منوشهر متكي.
وهذا العرض الذي يشمل تعاونا نوويا مدنيا هو نسخة منقحة لعرض رفضته ايران قبل عامين وقلل دبلوماسيون من اي امال لتحقيق انفراج قريبا في نزاع أدى الى ارتفاع اسعار النفط الى مستويات قياسية.
وأشار متكي الى أن ايران مستعدة للدخول في مفاوضات لكنه ربط ردها على عرض الحوافز المقدم من القوى العالمية برد القوى الست على حزمة المقترحات التي قدمتها طهران لنزع فتيل الخلاف والذي قدمته للاتحاد الاوروبي واخرين الشهر الماضي.
ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الاسلامية الايرانية عن متكي قوله quot;من الطبيعي أن رد ايران ... سيعتمد على الرد المنطقي والبناء ( للقوى الست الكبرى) على الحزمة الايرانية.quot;\
ويقول دبلوماسيون إن مقترحات ايران تجاهلت المخاوف الدولية بشأن برنامجها لتخصيب اليورانيوم وهو طريق محتمل لتصنيع قنابل ذرية لكن وكالة انباء الجمهورية الاسلامية الايرانية نقلت عن سولانا قوله إن هناك quot;نقاطا مشتركةquot; قد تساعد على تمهيد الطريق أمام المفاوضات.

ساركوزي يطلب من سوريا أن تنأى بنفسها عن ايران
من جهة ثانيةدافع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي يوم السبت عن قراره دعوة الرئيس السوري بشار الأسد لقمة في باريس لكنه دعا دمشق لأن تنأى بنفسها عن ايران وبرنامجها النووي.
ودعا ساركوزي زعماء من جميع الدول المطلة على البحر المتوسط لقمة في باريس يوم 13 يوليو تموز لتدشين مشروعه من أجل إقامة اتحاد لدول البحر المتوسط.
لكن الدعوة أثارت قلق المعارضة السياسية وحتى وزير الخارجية اليساري برنار كوشنر قال انه لا يشعر quot;بارتياحquot;.
وقال ساركوزي خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الأمريكي جورج بوش في باريس quot;اتخذنا مبادرة عقد قمة لدول البحر المتوسط. وعلى حد علمي فسوريا هي دولة تقع على البحر المتوسط.quot;
وفي العام الماضي علق ساركوزي الاتصالات رفيعة المستوى مع دمشق التي حملتها باريس مسؤولية تأجيج التوتر في لبنان.
لكن الدفء عاد الى العلاقات منذ أن ساعدت سوريا في التوصل لاتفاق توسطت فيه قطر الشهر الماضي أنهى الأزمة في لبنان بين الائتلاف الحاكم وتحالف المعارضة بقيادة جماعة حزب الله المدعومة من دمشق وطهران.
ومهد الاتفاق الطريق لانتخاب قائد الجيش ميشال عون رئيسا للبنان. واتصل ساركوزي بالأسد بعدها بأيام وقال مكتبه انه سيرسل اثنين من كبار مساعديه للاجتماع مع الأسد قريبا.
وقال ساركوزي للصحفيين quot;أبلغت السيد بشار الأسد بأنه اذا سمحت سوريا للعملية الرئاسية بالمضي في مسارها سنستأنف الاتصالات. وقد استأنفنا الاتصالات.quot;
لكنه دعا دمشق لان تنأى بنفسها عن طهران.
وقال quot;ينبغي أن تنأى سوريا بنفسها بقدر الإمكان عن ايران في سعيها من أجل الحصول على سلاح نووي. بدءا من هذه اللحظة العملية ستتواصلquot;. ولم يوضح ما هي العملية التي يشير اليها.
واتفق بوش في الرأي أنه ينبغي على سوريا أن تقطع علاقاتها مع ايران.
وقال quot;رسالتي (الى سوريا) ستكون الكف عن التعامل مع الايرانيين والكف عن إيواء الارهابيين.quot;
وأضاف أنه يتعين على سوريا أيضا quot;أن توضح لحلفائها الايرانيين أن الغرب جاد عندما نتحدث عن منعهم من تعلم كيفية تخصيب ( اليورانيوم) وهي الخطوة الاولى والاساسية لتطوير قنبلة.quot;